النار على الحروف الأبجدية التي علمتكم صنع القنابل .
أطلقوا النار على حضارة مابين النهرين والرافدين.
دمّروا المتاحف،
دمروا الآثار .
دمرّوا بابل،
دمروا دار الحكمة.
اقتلوا أبا تمام.
أخنقوا صوت امرأة " عمورية" !
لماذا تنادي : "واعرباه!"
التاريخ يعيد نفسه كما كان دائماً فظيعاً.
التاريخ يعيد نفسه كما كان دائماً عظيماً.
والخيانة تعيد نفسها، كما تعودت أن تكون دائماً خيانة.
" الكنيست" نقلت 'إلى مكة!
"ويوسف " عشقته الرجال بدل النساء!
والخيانة هي الخيانة
والحكام هم الحكام
شاهت الوجوه! حلّت العمائم!
يبحثون عن عقولهم التي أضاعتها " منتي كارلوا"!
يبحثون عن قلوبهم التي خلعتها منهم رسائل " سكود" و"العباس" و"الحسين"!
كربلاء دماء قديمة تتجدد..
دمشق تعرف ذلك...
بغداد ترقص تحت إيقاع القنابل.
ليست هذه هي السكرة الأولى.
ولا المرة الأولى
دجلة تسخر من الغربان.
الفرات يفور بدماء العظماء.
أبناء ذلك الشعب العظيم!
أبناء ذلك المجد.
العظيم!
أبناء ذلك العراق،
أطلقوا النار.
اكتبوا للأجيال المقبلة أن آباءهم لم يكونوا خونة.
لم يكونوا،
عملاء،
جبناء،
صمدوا وصدوا،
وقفوا شامخين أمام الموت،
وقفوا كحضارتهم شامخين وشامخة أبداً،
وقفوا في وجه الأوباش، و" الأبواش"!
الجواهر جوهر،والفضلات فضلات!
نفايات الفكر المتعفن لا تبني شمساً ولا تلد شرقاً،
الغرب غرب وهو غرب،
متى طلعت شمس من غرب؟
متى كانت الجريمة أخلاقاً؟
ماعدا في الغرب ...
أطلقوا النار،
إنها نور الشرفاء،
وهي عار الخونة والعملاء،
وكذلك الجبناء!
أفهمت؟
امرأة " العزيز " تزوجت،
تعدد الأزواج في الغرب حلال،
إذا كان الرجال اشباه رجال!
الحرب ليست بين الشعوب،
هي حرب بين الجريمة والطهر،
بين الشرف والخيانة،
بين قوة المادة،
وقوة الروح،
أطلقوا النار..
إنه ميلاد جديد،
لتاريخ جديد،
لعربي جديد،
عروبته الشرف،
والحب،
والسلام،
ووطنه الإنسان.
ويسكت غضبي،
وينطق ألمي:
يادار السلام!
أحلاف لئام
سرقوا منك السلام !