الطب الرياضي في مواجهة المنشطات والمكملات الغذائية
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
د . ملك
| المصدر :
sayadla.com
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الطب الرياضي هو أحد العلوم الطبية التي تدرس وظائف الأعضاء والحركة، وما يتأثر بها أو يؤثر فيها. وهو علم يدرّس في أغلب جامعات العالم، وبداية ظهوره في أستراليا والولايات المتحدة الأميركية في الستينات من القرن الماضي. وهو أحد التخصصات الطبية الحديثة الذي يتم فيه تطبيق مختلف الفروع الطبية من خلال النشاط البدني عامة، والممارسة الرياضية خاصة، في حين أن مفهوم الطب العام يقول بعودة الفرد بعد الإصابة إلى حالته العادية، نجد أن الطب الرياضي يعود باللاعب بعد إصابته كما كان قبل الإصابة وبنفس درجة لياقته البدنية والفنية العالية. ويختص الطب الرياضي كعلم طبي حديث في بحث وعلاج التطورات والتغيرات الوظيفية والتشريحية والمرضية المختلفة في الجسم الناتجة عن نشاطه الحركي في الظروف العادية والمختلفة، كما أنه يبحث أيضاً العلاقات التطبيقية الوثيقة لمختلف الفروع الطبي في أداء وممارسة النشاط العادي والرياضي للفرد
وقد ساهم الطب الرياضي الحديث في إثراء العلوم الطبية وفتح آفاق المعالجة بالحركة والطاقة كبدائل طبيعية من خلال مجموعة من البحوث والدراسات والمعلومات المفيدة. كما شارك الطب الرياضي الحديث في تقييم وتطوير أساليب علم التدريب الرياضي، وبشكل عام ينقسم إلى قسمين رئيسيين، هما علوم الطب الرياضي التي تشمل كل العلوم الطبية الفسيولوجية والبيولوجية والمرضية والعلاجية والوقائية الخاصة بطب الرياضة، أما القسم الثاني فيختص بإصابات الملاعب والعلاج الطبيعي التأهيلي، ويشمل الجوانب الوقائية والتشخيصية والعلاجية وكل الجوانب التأهيلية فيما بعد الإصابة، تمهيداً لعودة اللاعب إلى نفس مستواه كما كان.
و بشكل عام فإن علم الطب الرياضي يعتبر مجالا ثريا، والمجتمع بحاجة ماسة ليتعرف عليه عن كثب للاستفادة منه وقاية وتأهيلاً ووعياً.
يهتم علم الطب الرياضي بكل النواحي الطبية التي تتعلق بالرياضة والرياضيين من وقاية وتشخيص وعلاج وتأهيل وعناية بالتغذية المناسبة ومقاومة لاستخدام العقاقير المنشطة. وتعتبر الإصابات الرياضية أحد فروعه الرئيسية، إلى جانب فسيولوجيا المجهود البدني التي تضم الوظائف الحيوية للجسم، كعمليات التمثيل الغذائي وتوليد الطاقة أثناء ممارسة النشاط الرياضي. وتكمن أهمية الطب الرياضي في نشر الوعي الصحي بين اللاعبين وفي الأندية وأماكن إقامة اللاعبين والبيئة التي يتفاعلون فيها.
إصابات الملاعب كثيرة جدا وتختلف كل إصابة عن الأخرى، ويمكن لنا أن نصنفها بمعيار تشريحي على حسب اللعبة. وعلى سبيل المثال لعبة كرة القدم تشتهر بإصابات الركبة والتواء الكاحل، وكرة السلة تشتهر بإصابات الكوع والكتف والساق، وكرة الطائرة تكثر فيها إصابات اليد والكتف، في حين نجد أن من النادر إصابة الظهر بالنسبة للاعبي السباحة لأنها أسلوب علاجي يندرج تحت مسمى العلاج المائي، وله تأثير في الميكانيكية العضوية من خلال المقاومة في الوسط المائي مما يعطي أثراً علاجياً إيجابياً، في حين أن بعض الرياضات الأخرى، مثل الرماية والمبارزة، تقل فيها الإصابات لقلة الأداء البدني واعتمادها بشكل كبير على التركيز. وأساس التشخيص في الجسم يعود إلى الميكانيكية الفاحصة للجسم على أساس الأداء، ومن هنا يبدأ بتقييم المشكلة و على أساسها العلاج الطبي الرياضي والطبيعي التأهيلي. ومن أهم الأسباب المؤدية إلى حدوث تلك الإصابات، على سبيل المثال لا الحصر، ضعف برنامج التدريب أو قلة الاهتمام بفترة الإحماء، وعدم الاطلاع على أهم الاحتياجات والتعليمات الواجب إتباعها أثناء التدريب والمباريات والبطولات، وزيادة التدريبات والإجهاد والمنافسة القوية التي تؤدي إلى حدوث مثل هذه الإصابات.
في مجال إصابات الملاعب معايير التصنيف مختلفة، وتعتمد أولاً وبشكل عام على الأداء البدني. بالنسبة لمعيار اختلاف الجنس نجد التأثير واضحاً في حال تناول بعض المنشطات أو المكملات الغذائية لأنها هي التي تؤثر بشكل سلبي أو إيجابي، إذ أن أغلب المواد تركيبها الرئيسي هرموني، وتأثيرها مباشر وغير مباشر على هرمونات الإنسان.
إن الفرق بين إصابات الإنسان الرياضي وغير الرياضي يكمن في التشخيص وكيفية العلاج والتأهيل، إذ يوجد فرق في النسيج العضلي والتفاعلات الكيميائية في عضلاته والجهاز الدوري القلب والأوعية الدموية، وتختلف تماماً عضلة الإنسان العادي عن عضلة الرياضي، التي تكون لديها قابلية للتأهيل على مدى طويل نسبياً قبل الإصابة، على عكس الإنسان العادي الذي يحتاج لمدة أطول بعد الإصابة حتى يتم تأهيله للعلاج، لأن عضلته تحتاج للتقوية أساساً حتى تعمل على درجة الأداء العادي، لا كعلاج عضلة الرياضي التي تحتاج لفترة أقل حتى تصل إلى مستوى ما قبل الإصابة.
المنشطات منتشرة في جميع أنحاء العالم وتباع عادة عن طريق السوق السوداء ويتم تهريبها عبر مداخل البلاد ومخارجها بطرق غير شرعية أو عبر الإنترنت وهي بشكل عام تسبب أضرارا صحية مع الاستمرار على تعاطيها، فالمنشطات حسب نوعها تعتبر أدوية تحفز وظائف جسم الإنسان بالإضافة إلى تنشيط المخ والجهاز العصبي المركزي وهذا التنشيط يولد الانتباه وارتفاع الطاقة في الدم واليقظة، كما أنها تقلل الشهية وتزيد الحركة وتقلل من الشعور بالإعياء المرتبط بالتدريب والوقت المطلوب للتعافي بعد المجهود البدني وهي مصنعة أصلا للاستخدام كعلاج لكن سوء استخدامها شائع بين الرياضيين، ومن الأضرار الجانبية المترتبة على تناول المنشطات التأثير على هرمونات الذكورة زيادة أو نقصاً مما يظهر تأثيرات مناقضة والعكس صحيح في حالة استخدامها من قبل الإناث وتأثيراتها تبدأ من الأقل مثل حب الشباب والأعلى سرطان الكبد والضعف الجنسي والشلل المؤقت والموت المفاجئ وبصورة جلية ناهيك عن العيوب الخلقية لهذه الهرمونات في حال استخدامها في سن صغيرة مثل تضخم في جزء معين من عظام الإنسان أو الضخامة المفرطة أو القزامة، وأكثر من يتعرض لمثل هذه المشكلات هم الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام وفي رياضات أخرى وهذه المنشطات قد تهدر مجهود اللاعب عندما يكشف عنها عند الفحص الطبي في البطولات.
كل لعبة لها نوع معين من أنواع المنشطات كالأدوية المطلقة للطاقة والتي تعمل على مخزون الطاقة في العضلات تجدها أكثر انتشاراً في ألعاب القوى والسباحة وكرة القدم وفي لعبة المبارزة والرماية، حيث يحتاج اللاعبون إلى تعاطي نوع معين من المنشطات التي تساعد على التركيز، ولذلك يتم إجراء فحوص طبية خلال البطولات واستبعاد اللاعبين المتعاطين للمنشطات كإجراء لحفظ المنافسة الرياضية الشريفة في حال ثبت ذلك، وهناك قائمة دورية يتم تحديثها كل 6 أشهر تخص أحدث أنواع المنشطات المحظورة رياضياً.
الكشف الظاهري غير معتمد ولكن يمكن للدارسين وأصحاب الخبرة والمهارة أن يكتشفوا متعاطي المنشطات، إلا أن الفحص الطبي يكشف أدق التفاصيل من حيث النوعية والكمية والفترة الزمنية وطريقة الاستخدام، والذي بدوره يجر للقيام بإجراءات تأديبية لمعاقبة اللاعب إما عن طريق سحب ميداليته وإما الرقم الذي حققه وتصل في بعض الأحيان العقوبة إلى حد الإيقاف محلياً ودولياً في حالة البطولات العالمية ، إذ أن اللاعب الذي يتعاطى المنشطات يسيء لاسمه وسمعته ويعرض تاريخه للانهيار، ومن يرد تحقيق النجاح فليكن ذلك عن طريق التدريب والإرادة لتحقيق ما يطمح له دون الحاجة إلى تعاطي المنشطات.
أما عن المكملات الغذائية هي مواد غذائية مصنعة تم تجزئتها صناعياً لرفع مستوى التأثير وهو البناء العضلي في حال كمال الأجسام أو زيادة الدهون في حال الرغبة في زيادة الوزن والمشكلة في تناولها تتجلى في اختلال مستوى معدل عمليات الأيض والمقصود بها هو التفاعلات الكيميائية في الجسم، عن الطبيعي لإنتاج نسيج أضخم والتي لم يستطع الجسم الطبيعي بلوغها ولن يستمر من دون هذه المكملات والذي ينعكس في مرحلة التوقف، والمشكلة الأخرى تكون بإضافة بعض الهرمونات ومحفزات الهرمونات، التي قد تكون في أغلبها حيوانية، لهذه المكملات والتي تؤثر في الغدد الصماء وعملية التنظيم الهرموني الداخلي وتباع على أنها مواد مكملة غذائية شأنها شأن الفيتامينات والبروتينات وباقي الأدوية المحظورة رياضياً والتي تعرف مجازاً على أنها منشطات هي أدوية أصلاً يكون لبعضها تأثير تنشيطي بالعمل على الجهاز العصبي أو الدوري (القلب و الدم والأوعية الدموية) من حيث زيادة الطاقة في الدم. أما البعض الآخر من الأدوية فيكون مختلفا باختلاف أنواعها كمدرات البول أو المهدئات أو أخرى، والفرق يحتاج إلى وعي وتوعية ودراسة.