أمطـــار صيفــية

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : محمـــود زعـــرور | المصدر : www.awu-dam.org

 

كان الجو حاراً، بل شديد الحرارة، في هذا اليوم الصيفي من شهر أيار.‏

أنت تعرف بأن المناخ، عادة، في هذا الشهر من السنة، يكون معتدلاً نسبياً، لكن، أن ترتفع درجات الحرارة فيه على هذا النحو أمر مثير للغرابة حتماً.‏

وتهدأ حيرتك، وتضعف حدة استغرابك، عندما تتذكر بأن الشتاء كان فصلاً طويلاً، بل ومملاً بطوله، فالبرد، والمطر، والريح العاتية، لازمت حتى الأيام الأخيرة من شهر نيسان الفائت.‏

والمناخ الغريب هذا، وغير الاعتيادي، كان واحداً من الأحاديث والتساؤلات اليومية لدى الناس، في أماكن العمل، وفي السهرات.‏

تشعر بالملل، وتتطلع إلى جارك في المقعد، في هذه الرحلة، فتراه يغط في النوم، أنفاسه منتظمة، ورأسه المائل قليلاً يكاد يلامس كتفك، تعاود النظر إليه فتجده في الوضع ذاته.‏

أنت لا تحب الأحاديث في السفر، تشعر بأنها متكلفة، وباردة، وتزيد من إحساسك بالوحدة، رغم أنك، اليوم قمت بتبادل هذا النوع من الأحاديث مع جارك النائم، ومجدداً ازددت قناعة بتفاهة هذا الشكل من التواصل مع الناس.‏

وما يثير فيك الضيق، والنفور، هذا الغناء المزعج، والسخيف، الذي تضطر لسماعه في هذه الرحلة، وهو أمر ليس بالجديد، فالمستوى الهابط، والرخيص، يميز أغاني هذه الأيام.‏

وتحن إلى أصوات غابت، وإلى ألحان طبعت زمنها كله بروحها الخاصة، وبنبرتها الأصلية، وبقيمتها العالية.‏

صباح هذا اليوم، استيقظت باكراً، باكراً جداً، على غير عادتك، وقررت التوجه حالاً إلى المقبرة، لزيارة صديقك، وهي زيارة صارت تلح عليك منذ مدة طويلة، وأضحت تضغط على روحك بقوة، وتدفعك دفعاً عظيماً لتنفيذها، وإيقاف تلك المسوغات المختلفة التي كانت تبعث على الدوام في تأجيلها المتكرر.‏

فبعد المدينة، مثلاً، لا يبرر لك هذا الانتظار الطويل، والمشقة الكبيرة التي قد تواجهها ليست ذريعة كافية.‏

كما أن النكران ليس من طبعك أبداً، وقلبك لا يعرف الجحود، أو قلة الوفاء.‏

أهي رخيصة، إلى هذا الحد، تلك السنوات التي قضيتها معه، والأصدقاء يحيطون بكما، والوقت يزهو بآمال عظام؟.‏

أنت تذكر طويلاً ما ميز علاقتك الحميمة، والخاصة به، وتتوقف دائماً أمام مشاريعكما المشتركة، وأحلامكما الأدبية، وهي، للأسف، لم تعش، أو تعمر كثيراً، ولم يتح لكما سوقها لغاياتها المأمولة، ونتائجها المرجوة.‏

فموته المبكر أوقف كل ذلك، ووضع حداً له، وهذا ما أثر فيك غاية التأثير، وبقيت فترة طويلة شبه تائه، وعاجز، أمام غيابه المحزن، والمفاجئ.‏

تذهب إلى المطبخ، تصنع فنجاناً من القهوة، ويصلك صوت طفلك الصغير، ومحاولات زوجتك في تهدئته.‏

تشعل لفافة تبغ، وتشرب قهوتك باشتهاء لذيذ، والقهوة الصباحية من أحب الأشياء إلى نفسك، وهي عادة من أكثر العادات القديمة التي تتمسك بها، وتصر عليها في هذا الزمن المتقلب، الرجراج، الرخو. تنظر إليك زوجتك، تحدق فيك ملياً، وتشعر بأنها غير راضية عما ستروم القيام به، وغاضبة منه، ويصدق ظنك، وتقول لك، على الفور:‏

- "أنت ذاهب؟".‏

وتجيب بإيماءة من رأسك، تجنباً لفتح نقاش ممل قد يطول في هذا الموضوع الذي حسمته ليلة أمس، لكنها تتابع الحديث بسؤال جديد:‏

- "قل لي ماذا ستنفعك زيارة شخص ميت منذ سنوات، في مدينة مجهولة ومنسية. أمثالك، يجب أن يدفعهم طموحهم للذهاب إلى المدن الكبرى، إلى العواصم الثقافية حيث النجاح، والمال، والشهرة.‏

وتستدرك، مكملة بنصيحةٍ، أو أمر:‏

- "اخرج من سجنك"‏

وكنت فقط تهز رأسك بين فترة وأخرى، وأنت تستمع إليها مكرهاً، وما أن تنتهي من قهوتك، حتى تتجه بسرعة نحو الباب وتخرج.‏

الطريق يشارف على نهايته، وزميل رحلتك يتململ، بعد أن أفاق من نومه الطويل، وهج الشمس يصلك من النافذة، والمشهد الصيفي للسهول، والأراضي المزروعة بسنابل الحبوب الممتدة، واللون الأصفر الطاغي، الذي يومئ بقرب الحصاد، وحبات العرق التي صارت تطفو على جبينك، ورقبتك، وصوت المحرك الرتيب...، كل ذلك بدأ يجلب لك السأم والملل، والضيق، لكن اقتراب موعد الوصول إلى هدفك المرتجى يجعلك تشعر بالراحة، والطمأنينة.‏

يصل الباص إلى المحطة، ويتوجه الركاب إلى حيث حقائبهم، وأمتعتهم، متعبين متراخين، وأنت الذي بلا حقيبة، أو أمتعة، تتجه نحو ذاك المقهى.‏

تأخذ، على الفور، كأساً من الماء، تطلبه مثلجاً، علّه يطفئ هذه النار التي تلهب جوفك بضراوةٍ شديدة.‏

هذا المقهى ليس غريباً عنك، فأنت تعرفه جيداً، وكثيراً ما جمعكما، أنت وصديقك الراحل، وكأس الماء المثلج هو أول ما كان يأخذه صديقك فور دخوله المقهى.‏

وتتذكر تلك السنين، تعود إليك بصورها البعيدة، وأحداثها الغافية، ودلالاتها المؤثرة، حيث كان يصادف قدومك إلى هذه المدينة، على الدوام، حلول الصيف، وصيف المدينة هذه، كان صيفاً جديراً بتسميته، كما كان يقول لك صديقك.‏

تبحث عن محل لبيع الزهور، تسير متتبعاً ظلال الأبنية، والمحلات، حيث ثبتت فوق واجهاتها مظلات قماشية اتقاء للحر الشديد، ومنعاً لتأثيرات الشمس الحارقة.‏

كانت الطرقات، والشوارع، شبه خالية من المارة، في هذه الساعة من الظهيرة، فهي وقت لأوبة الناس إلي بيوتهم طلباً للغذاء، والراحة، والإغفاءة المنشودة في قيلولة منتظرة. تسرع في مشيتك، بعد أن كنت تسير على مهل، لأنك تدرك بأن الطريق إلى المقبرة طويل، وقد يستغرق منك ساعة، أو أكثر.‏

ينال منك التعب شيئاً، فشيئاً، والزهور التي حملتها برفق وصبر بالغين، صار يهددها البلل، والذبول، جراء هذا الجو الحار، والتعرق الذي أصبح يلازم يدك، وأصابعك، في هذا السعير المهلك.‏

وبين فترة وأخرى رحت تمسح رقبتك، وجبينك، وتلتقط حبات العرق الدبقة التي كثرت، وتعاظمت، وصارت تسيل، وتنتشر في أنحاء عديدة من جسدك ولم يمض وقت طويل، حتى شعرت بأن قميصك قد التصق بجسمك، وكنت قد فككت بعض أزراره ممنياً النفس بوصول بعض النسمات التي قد تساعدك مجدداً على الانتعاش الطيب.‏

لكن، يخيب رجاؤك، فالسكون، والجمود سيطرا تماماً، وتتأكد من ذلك عند ما ترى الأشجار المتفرقة على جانبي الشارع وهي ثابتة في هيئتها، ومستقرة، لا يحرك أغصانها، أو أوراقها شيء كأنها رسمت رسماً.‏

وعندما تتناقص الأبنية، والبيوت، ويمتد أمامك سهل منبسط، واسع تكون وجهاً لوجه أمام معاناة مضنية. فوجود الفيء، أو بعضه، الذي كنت تحتمي به حيناً كان يخفف عنك بعض العناء، ويجعل هذا المسير الحارق أقل قسوة، لكنك، الآن تحت الشمس أصبحت في لجة هذا الجحيم.‏

تتفحص الزهور، وتحزن كثيراً إذ تجد بعض الورود قد تفتتت، وانفرطت وريقاتها ورحت ترمي ما تخرب منها.‏

وقد أتى الهلال على القسم الأعظم من هذه الباقة.‏

تشتعل النار في رأسك، وتظن أن بخاراً حارّاً، وحارقاً، يتكثف ويتصاعد من جسدك وثيابك.‏

تشعر بتعب شديد، وأصبحت خطواتك بطيئة، وأنفاسك أضحت كاللهاث المتقطع، ورغم ذلك، رحت تدخن، والدخان زاد من جفاف فمك، وعجل في ذاك الصداع الرهيب الذي حل برأسك.‏

تنظر إلى البعيد، فترى المقبرة تلوح لك، فتفرح، وتعيش برهة من رضى وسرور، بنسيانك الصداع المؤلم، والإنهاك الطاغي.‏

ومرة أخرى، ترمي أرضاً بعض الورود التي أوشكت أن تموت، وتعلل نفسك بالاحتفاظ بما تبقى صالحاً، ومتماسكاً منها.‏

المهم أن تبقى زهرة، أو اثنتان، فالمعنى لا يتحدد بالعدد، أو بالحجم، هكذا كنت تقول لنفسك، فصديقك لن يلومك جراء ذلك.‏

وكنت كلما قربت المسافة الفاصلة بينك وبين المقبرة يجتاحك اضطراب شديد، وتهتاج روحك، وتشعر أنك وحيدٌ، وخاو أمام امتحان عسير لم تجرب الدخول فيه، أو التوجه إليه، وهو ليس كأي امتحان آخر، بل هو اختبار من نوع جديد، وخاص.‏

الطريق الترابي، والرملي، يغلي ويفور، من شدة سخونته، ولا ينفعك كثيراً حذاؤك في حماية قدميك من هذا اللهيب العظيم.‏

وكنت كلما وضعت قدميك فوقه يخيل إليك أنك ستغوص في إسفلت طري، ولزج، وحار، تكتوي بأذاه.‏

المكان أصبح مقفراً تماماً من الأبنية، والأشجار، والناس، وكنت ترى بين فترة وأخرى كلبا يسير على مهل، وقد أطلق لسانه المتشقق من الحر، والعطش.‏

وترفع بصرك إلى الأعلى، فترى السماء وقد استحالت إلى شمس هائلة، مخيفة، وكأن قرصها الناري، الملتهب قد بسط رقعته عليها كلها، وحجب أي أثر لزرقتها المعهودة، تلك الزرقة الخالدة التي تذكرك بامتداد البحر وبموجه الشفاف.‏

وكنت كلما ذهبت إلى البحر كان يفاجئك بعظمته الزرقاء، وبمراكبه الزاهية، الملونة، وبأسماك الصيادين، وبتلك النوارس التي لا تنسى.‏

تجول بعينيك في كل الجهات، فلا تجد أثراً لغيمة، وما من نسمة تخفف غلواء هذا القيظ المميت.‏

وكان صبرك، وتحملك، وشوقك إلى بلوغ القبر، ما يبعث فيك القوة، والقدرة على المضي والاستمرار.‏

أنت تذكر جلد صديقك، وكنت تمدح فيه هذا الجانب، أعني بأسه الشديد، وطاقته العالية، الحاضرة دوماً، في مواجهة قسوة الأيام، وحصار الزمن، وما من سلاح يشهره سوى تلك الإرادة الصلبة، والروح النبيلة، والثقة بالغد الآتي،‏

وما إن تقترب من تخوم هذه المقبرة، حتى ينتابك إحساس بأنك تشيع جنازة صديقك إلى مثواه الأخير.‏

وعندما تتطلع إلى البيداء المقفرة الواسعة، يخيل إليك بأنك المشيع الوحيد.‏

يؤثر فيك كثيراً هذا الشعور، وتحزن وينقبض قلبك بألم.‏

تذكر بأنك يوم سمعت خبر موته، ودفنه، تمنيت أن تكون أول المشاركين في التشييع، لكنك لم تكن قادراً على تغيير الظروف والأحوال التي حالت دون قدومك.‏

هاهي المقبرة أمامك، مكشوفة لك، بلا أسوار أو حراس، تناديك بدروبها الملتوية، وقبورها المتناثرة كي تبدأ فيها رحلة أخرى، رحلة البحث عن قبر صديقك.وفوجئت بعدد كبير من الأضرحة كانت متهدمة، وقد تكسرت شاهداتها.‏

تفتش في الكتابات على الشاهدات عن اسم صديقك، ويطول تفتيشك، لأن معظم تلك الأسماء قد امحت منها بعض حروفها، وغابت ألوانها السوداء، بفعل مرور الأيام، وآثار عوامل الطبيعة المختلفة، والمتعاقبة.‏

وفي غمرة بحثك، كنت تطأ، مكرهاً، بعض القبور، وسريعاً ماتلوم نفسك وتشجب هذا التصرف الخاطئ، لكن السرعة هي غايتك، وهمك ينحصر في بلوغ القبر، بأقصر الطرق، وبأقل مدة ممكنة.‏

وعبثاً كانت محاولاتك، فالبحث طال، وأخذ منك وقتاً، وجهداً، وما من أثر للقبر.‏

ولم تصافح عينيك الحروف التي تترقبها بشغف بالغ، وبدأ اليأس يدب إلى قلبك، وشعور بالخذلان صار يلفك، ويحيط بك من كل جانب.‏

ورحت تؤنب نفسك لأنك أتيت وحيداً إلى المقبرة.‏

أجل كان عليك أن تصطحب واحداً من ذوي الراحل، أو شخصاً من معارفه، في هذه المدينة، وهم كثر، وتعرف العديد منهم.‏

لكن، كنت تصر على المجيء بمفردك، وكنت تقول، بينك وبين نفسك، بأن المدينة صغيرة، وكل الأموات دفنوا هنا، في هذه المقبرة الوحيدة، والعثور على قبر صديقك كما استنتجت حينئذٍ، لن يكون من الأمور المضنية.‏

ثم إنك وددت أن تكون قرب صديقك، لوحدك، ستحدثه طويلاً، ستعرض له أحوالك، وتبث أمامه شكواك من هذا الزمان.‏

ظننت، بادئ الأمر، أنك ستقف أمام القبر أول ما تدخل إلى المقبرة. ورحت تتخيل سروره، ورضاه، سيتبسم وجهه الوضاء، وسيهرع نحوك، سيضمك إليه، وتعانقه بلهفة، وشوق، كما كنتما تفعلان في تلك الأيام النائية.‏

تصاب بالإعياء الشديد، ويسورك قنوط كامل يسم خطتك كلها بالفشل الذريع.‏

لقد جبت المقبرة من أقصاها إلى أقصاها وطفت في أرجائها الممتدة، وقطعت، كذلك، دروبها، ومررت تقريباً بكل القبور، بعيدها وقريبها، ولم تعثر على قبر صديقك، أو تهتدي إليه على الإطلاق.‏

تلاحظ تغيراً ما قد طرأ على الجو، وشعرت بهذا من تلك النفحات المعتدلة التي تهب الآن.‏

تجلس على حجر كبير، تدخن بشراهة قصوى، ومع سحب الدخان المتصاعدة رحت تنفث قهرك وأنت تفكر في ما صرت إليه، أو كنت فيه.‏

ترفع ناظريك إلى الأعلى، فتبصر شمس الأصيل، وقد همت مسرعة، ململمة أشلاءها المتناثرة نحو الغروب.‏

ويفاجئك وجود بعض الغيمات، وكانت سوداء، محتقنة، وتخالها قريبة منك، كأنها فوق رأسك من شدة قربها.‏

وبعد برهة خاطفة، استطالت تلك الغيمات، وتفرعت، وامتدت، وانتشرت فوق مساحات كبيرة من السماء وقد حجبت نور الشمس المتوارية.‏

واستغربت وجود هذا الغيم الكثيف، وأدركت أن شيئاً ما سيحدث.‏

لم يطل انتظارك فقد التمعت أجزاء عديدة، ومتفرقة، من السماء ببرق خاطف، وعجبت لذلك كل العجب.‏

وكما في طقس شتائي معتاد، وعلى نحو مباغت، ومداهم، تدوي أصوات رعد هائلة الوقع، ترتج لها جنبات المقبرة كلها، وتترجع لها أصداء متعاظمة متتابعة.‏

ويتناوب سطوع البرق، وحصول الرعد مرتين أو ثلاثة، وأثناء ذلك وبعده تهطل أمطار غزيرة لا عهد لك بمثلها أبداً.‏

كان المطر هادراً وسريعاً كعاصفة، شاملاً كحريق عظيم، مرعباً كصاعقة، وما هي سوى لحظات حتى جرت المياه سيولاً، وجداول، وسواقي في دروب المقبرة ومنعرجاتها، وخلت أنه الطوفان، ووحدك في لجته وأهواله، وأصابك جرّاء ذلك التخيل فزع شديد، واضطرب له كيانك كله.‏

كيف لك أن تواجه ما أنت فيه، وما قد يستجد منه، وخطر لك أنك تركت وحيداً، وما من منجى، أو خلاص.‏

لقد سمعت كثيراً عن أمطار تهطل في الصيف، لا بل شاهدت العديد منها في بعض السنوات الماضية، لكنها لم تكن في أحسن حالاتها سوى زخات خفيفة، وسريعة، كانت تلطف الجو الحار، والمغبر، ويراها الناس شيئاً محموداً.‏

غير أن هذه الأمطار كانت غريبة، مذهلة بحجمها، وشمولها، واتصالها غير المنقطع.‏

لقد قدرت بأن السماء قد فجرت كل ما تحبسه في جوفها من ماء فانهمر بغير توقف.‏

تقذف الزهور، تطوح بها إلى الأعلى، فتحملها الرياح والأمطار متناثرة فوق القبور، وتخرج من المقبرة.‏

حزيناً تمضي، ويكبر حزنك، ويتعاظم في عودتك، وإحساس بالهزيمة المريرة يلازمك طوال الطريق.‏