إن من أحد أهداف الخدمات الصحية للأم والطفل هو الوقاية من حالات الإعاقة والعلاج المبكر للأمراض لمنع تطور المرض إلى الضعف والعجز والإعاقة والوقاية لها ثلاث مستويات :
المستوى الأول : وقاية أولية ( ابتدائية ) والهدف منه هو منع حدوث الإعاقة من خلال تطبيق إجراءات وقائية قبل التخطيط للحمل ، قبل الولادة وأثناء الولادة وفي مراحل الطفولة حتى البلوغ ، والوقاية الأولية تشمل ما يلي :
الاستشارات المتعلقة بالوراثة : فالحد الأقصى لعمر الأم لولادة أطفال أصحاء من الناحية الوراثية هو ما بين 20 إلى 30 سنة ، ولكن بعد عمر 30 إلى 35 عاماً هناك احتمالية كبيرة لولادة أطفال غير طبيعيين من الناحية الوراثية مثل متلازمة دوان ، وفي المجتمعات التي يكون فيها زواج الأقارب شائعاً يجب الحد من هذه الظاهرة من خلال التثقيف الصحي .
الناس المعرضين للإصابة بالأمراض الوراثية يجب أن يحددوا وتقدم لهم كل الفحوصات المتاحة وتقديم النصائح الكافية حول الأخطار المستقبلية .
التطعيم : من أهم أسباب الإعاقة هو مرض شلل الأطفال الذي يمكن الوقاية منه بواسطة التطعيم له ولسائر الأمراض الأخرى كالحصبة الألمانية .
التغذية : التغذية المناسبة للأم الحامل مهمة جداّ لإنعاش الطفل المولود خصوصاً لخفض نسبة الولادة المبكرة المرتبطة ارتباطا وثيقاً بالإعاقة العقلية .
الرعاية الصحية للأم والطفل خلال جميع المراحل قبل وأثناء وبعد الولادة ، تجنب حدوث الأمراض المعدية ، وتجنب تعاطي الأدوية المسببة للتشويهات الخلقية ، وتجنب الأشعة السينية ، والتدخين . العناية الخاصة للأم الحامل المعرضة للخطورة خصوصاً أثناء الوضع ، ومنع الحوادث المرضية .
المستوى الثاني الوقاية الثانوية : الهدف الأكبر لجميع الأطفال مهما كانت حالتهم ومشاكلهم الصحية هو جعلهم أصحاء جسمياً وعقلياً واجتماعيا ، وهذا يشمل :
التشخيص المبكر للإعاقة : ويتحمل المسؤولية هنا الآباء بعرض أطفالهم على اختصاصي الأطفال والتشخيص يتطلب التاريخ الكامل للمرض وتقييم درجة الإعاقة ، ويتطلب فحوصات للقدرات الطبيعية للطفل وهذا يأتي من خلال الرعاية الصحية الأولية والرعاية الصحية المدرسية .
العلاج : الأطفال المعاقون يحتاجون علاجات خاصة متيسرة مثل :
العلاج الطبيعي وهو معالجة المرض بالوسائل البدنية والميكانيكية ( كالتدليك والتمارين الرياضية والماء والضوء والحرارة والكهرباء ) ومثاله تمرينات للعضلات الضعيفة كما في حالات شلل الأطفال ، وتصحيح التشوهات .
العلاج المهني ( العلاج بالعمل ) : وهي طريقة في المعالجة قوامها تكليف المريض أداء نوع معين من العمل الخفيف يصرفه عن التفكير في نفسه ويعجل شفائه . فالمريض يعلم حسب قدرته ويجب أن يتذوق ممارسة أعمال فنية كالتلوين والرسم ، والخياطة ، وأشغال الخشب ، وصناعة الفخار وغيرها من العمال الفنية .
تعليم ملكة الكلام أو القدرة على الكلام لكي يتحدث بصورة طبيعية .
الجراحة الترقيعية : وهي إضافة عضو صناعي إلى الجسم البشري مثل الأطراف الاصطناعية المساعد المسمى ( أداة إلكترونية للمريض ثقيل السمع لتكبير الأصوات ) وغيرها من المعدات أو الأجهزة الأخرى ، والمصطلح الحديث لهذا الفرع من الطب هو العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل حيث أن الهدف منه هو تحسين الحالة البدينة للمريض .
التدريب والتعليم : الطفل المعاق يدرب ليعيش حياة مستقلة وهذا يسمى بالتوجيه الوظيفي حيث يمرن على القيام بأعمال ( اجتماعية أو دينية ) بنفسه ولا يكون عبئاً على الآخرين .
المستوى الثالث من الوقاية : لمنع تطور العجز إلى إعاقة دائمة هو :
إعادة التأهيل : وهو الاستخدام المتناسق لجميع الإجراءات الطبية والتعليمية والاجتماعية والمهنية لتدريب وإعادة التدريب للأشخاص لبلوغ أعلى المستويات الممكنة من القدرات العلمية والنشاطات النافعة بهدف خفض تأثيرات العجز الجسدي وتمكين المعاق من تحقيق التكامل الاجتماعي ليشارك بفعالية في النشاطات السائدة في الحياة الاجتماعية . إن عملية التأهيل تشمل الأتي :
إعادة التأهيل الطبي
وهناك عدة فروع لهذا الطب التخصصي يجب توفرها لتساهم في هذه العملية وتشمل العلاج الطبيعي ، المعالجة المهنية ، علاج ملكة الكلام ، علم السمع ، علم النفس ، علم التربية ، الأعمال الاجتماعية والإرشادات المهنية .
وأخيراً فأننا نرى أن الأسرة يجب أن تساهم في تحمل مسؤولية الأطفال المعاقين بالعمل على تربية ورعاية هؤلاء الأطفال لأنها تحول دون زيادة أناس منحرفين أو شواذ أو خارجين على الجماعة ، بل أن المجتمع بأسره يتحمل المسؤولية ونطلب منه أن يعمل على أيجاد متخصصين فنيين ومدربين وفتح مدارس خاصة بالمعاقين وتأسيس نواد لهم وإقامة بحوث ودراسات في موضوع الإعاقة .