كان كتكتان، طف على أراضي الشام، نصب المرايا، علّق الميزان، لاقى عجوز مغطاية بإزار، ثلاثة أشكال، رز ومحشي وباتنجان، قالت له: يابني عندك فستق ولبان، قال لها: عندي فستق ولبان، يلبق للصبايا، لا يلبق للعجايز، قالت له: عندي صبية لبيّة، تحاكي الشمس المضية، تقول للقمر غيب، لأقعد محلّك رقيب، قال لها: ياخالتي، يافتاحة الفال، دلّيني على المكان، قالت له: ما أدلّك على المكان، حتى تحطّ في هذا الجيب ميّة، وفي هذا الجيب ميّة، وتلف لفّة مغربيّة، وتركب بغلة زرزورية، وتلحقني للحارة الفلانية، حطّ الولد في هالجيب ميّة، وفي هالجيب ميّة، ولحقها للحارة الفلانية، دقّ الجرس، ردّ الورق، طلعت جارية نارنجية، على رأسها طست وإبريق وصينية، دخل في أول دهليز، مافي مثله بالتمييز، دخل في ثاني دهليز، مافي مثله بالاسكندرية، دخل في ثالث دهليز، أكل وانبسط، وحمد الله، قالت له: ياعمي، افتح كتابك، قال لها: مابفتح كتابي إلاّ ببوسة، قالت له: تضرب، في أي كلام كنا، وبأي كلام صرنا، ونادت الجواري، جاءت واحدة نارنجيّة، وواحدة بإيدها بابوجيّة، ضربوه على ذقنه، طيروا أسنانه، فاق في نصف الليل، لاقى القمر، ونجم سهيل، قال: ياقلب بقيت تعشق، قال له: أعشق وأتمعشق، ساعة العشق لها نيران، وأنفق الزمان، وهو بيحلم ببنت الجيران، نحكي إلى ننام، إلا نصلّي على محمد بدر التمام. تعليق: يعبّر الدهليز عن حلم بالمرأة، بسبب الحرمان منها، وصعوبة الوصول إليها، وهو يدل على مشروعية الحديث عن هذا الموضوع أمام المتلقين، سواء أكانوا كباراً أم صغاراً. ووظيفة الدهليز هي التمهيد للحكاية بنص افتتاحي متميز، يدهش المتلقي، ويثير اهتمامه، ويشده لمتابعة الحكاية. وقد حقق الدهليز وظيفة بما في اللغة من سجع عفوي، وبما في الجمل من توازن وإيقاع، كما حققها من خلال الانتقال من حالة إلى حالة انتقالاً غير متوقع ولا معقول، ومن خلال المفاجأة بأن كل ماتقدم من حالات لم يكن سوى حلم. وافتتاح الحكاية بدهليز موضوعه المرأة يذكر بالشاعر الجاهلي الذي كان يستهل قصائده غالباً بالغزل، ليستثير في نفسه الشاعرية، وليحرّض المتلقي، وليعبر، قبل ذلك كله، من غير شك، عن حالة خاصة وعامة في آن، فيحقق التواصل.
كان كتكتان، طف على أراضي الشام، نصب المرايا، علّق الميزان، لاقى عجوز مغطاية بإزار، ثلاثة أشكال، رز ومحشي وباتنجان، قالت له: يابني عندك فستق ولبان، قال لها: عندي فستق ولبان، يلبق للصبايا، لا يلبق للعجايز، قالت له: عندي صبية لبيّة، تحاكي الشمس المضية، تقول للقمر غيب، لأقعد محلّك رقيب، قال لها: ياخالتي، يافتاحة الفال، دلّيني على المكان، قالت له: ما أدلّك على المكان، حتى تحطّ في هذا الجيب ميّة، وفي هذا الجيب ميّة، وتلف لفّة مغربيّة، وتركب بغلة زرزورية، وتلحقني للحارة الفلانية، حطّ الولد في هالجيب ميّة، وفي هالجيب ميّة، ولحقها للحارة الفلانية، دقّ الجرس، ردّ الورق، طلعت جارية نارنجية، على رأسها طست وإبريق وصينية، دخل في أول دهليز، مافي مثله بالتمييز، دخل في ثاني دهليز، مافي مثله بالاسكندرية، دخل في ثالث دهليز، أكل وانبسط، وحمد الله، قالت له: ياعمي، افتح كتابك، قال لها: مابفتح كتابي إلاّ ببوسة، قالت له: تضرب، في أي كلام كنا، وبأي كلام صرنا، ونادت الجواري، جاءت واحدة نارنجيّة، وواحدة بإيدها بابوجيّة، ضربوه على ذقنه، طيروا أسنانه، فاق في نصف الليل، لاقى القمر، ونجم سهيل، قال: ياقلب بقيت تعشق، قال له: أعشق وأتمعشق، ساعة العشق لها نيران، وأنفق الزمان، وهو بيحلم ببنت الجيران، نحكي إلى ننام، إلا نصلّي على محمد بدر التمام.
تعليق:
يعبّر الدهليز عن حلم بالمرأة، بسبب الحرمان منها، وصعوبة الوصول إليها، وهو يدل على مشروعية الحديث عن هذا الموضوع أمام المتلقين، سواء أكانوا كباراً أم صغاراً.
ووظيفة الدهليز هي التمهيد للحكاية بنص افتتاحي متميز، يدهش المتلقي، ويثير اهتمامه، ويشده لمتابعة الحكاية. وقد حقق الدهليز وظيفة بما في اللغة من سجع عفوي، وبما في الجمل من توازن وإيقاع، كما حققها من خلال الانتقال من حالة إلى حالة انتقالاً غير متوقع ولا معقول، ومن خلال المفاجأة بأن كل ماتقدم من حالات لم يكن سوى حلم.
وافتتاح الحكاية بدهليز موضوعه المرأة يذكر بالشاعر الجاهلي الذي كان يستهل قصائده غالباً بالغزل، ليستثير في نفسه الشاعرية، وليحرّض المتلقي، وليعبر، قبل ذلك كله، من غير شك، عن حالة خاصة وعامة في آن، فيحقق التواصل.