الضجة تثير الأعصاب، سيارات وشاحنات تتناثر على طول الشارع كحبات عقد مبعثرة، حرارة الشمس تشعل الأرض احتراقاً والشجرة الوحيدة في الساحة مقابل دكان قديم لا تهتز فيها ورقة، جو مناسب لقيلولة قصيرة بعد طعام الغداء. فجأة تملأ النوافذ المفتوحة بالرؤوس الناظرة ببله إلى الساحة.. الصراخ يعلو، تلعن أم عزيز عيشتها شادة جسدها الثقيل هي الأخرى إلى نافذتها بعيون نصف مفتوحة.. أبو عادل يقفز حاملاً عصا رفيعاً وصوته كصوت محرك قديم يخرم الآذان، نظر من خلف نظارتين لامعتين بضوء الشمس إلى أعلى يتفحص النوافذ المرتبة بشكل مربعات على جسد البناء. -أظهروها.. أين اختبأت؟ وصار يهوي بالعصا على جذع الشجرة حتى خارت قواه، سحب نفسه وصعد إلى بيته في آخر طابق. حل الليل بطوله.. خرجت الشمس ثانية من الشرق. وقف في الساحة واستأنف الصراخ لكن هذه المرة بشكل آخر.. ضعف الصوت وأخذ نغمة حزينة. -يا جماعة لن تشفقوا عليها أكثر مني.. هي لا تستطيع الابتعاد عن المدخل. وأمام توسلاته خرجت منيرة تنظر في البعيد متكئة على الجدار صاعدة الدرج بصمت دون التفات وبين جدران الغرفة حصل نقاش حاد انتهى بصفع منيرة عدة صفعات. -سترحلين يا مغضوبة. فتعالى صراخها: لا أطيق القرية... هنا ولدت، وهنا أموت. -ستدفنين العائلة كلها ولن تموتي. حررت نفسها من بين يديه ونزلت الدرج تزعق وتولول. -اتصلوا بالشرطة.. أنقذوني. الجميع نصحها بقبول الأمر الواقع، فهو أبوها وولي أمرها. اقتربت من أم عزيز وهمست في أذنها: -خالتي.. أنت وعدتني بالعريس. صرخت بدهشة: -أي عريس؟... وانفجر الوالد غيظاً.. سحب ابنته من يدها مزفراً على الجارة التي أغلقت الباب بقوة في وجهيهما بعد جدال عقيم. منيرة ترفض أن تغير من حياتها، السهر على الشرفة واللذة في سماع صوت الراديو الصادر من الشرفة المقابلة، شعورها بوجود أحدهم وشعورها بجمال جسدها، الوجه المدور كقرص البدر والصدر العاجي الواسع الذي ينتظر ليكون باحة لطفل. كل هذا تلمسه بيدها فيشتعل انتظاراً وأحلاماً. في آخر مساء على ذلك الكرسي كانت تتذكر آخر ما رأته في هذه الدنيا وجه أختها التوأم حاملة حقيبة حمراء ترقص مرحاً وهي ترفع الجلاء الأزرق وترمي بنفسها على الوالد عند الظهيرة، تداعب بإصبعها ذقنه والأشعار المعثكلة كغابة ليلية فوق صدره الكبير. مازالت تذكر ظليهما وتلحظ المحبة التي وهبت لأختها، واختفت الألوان مع الأيام.. اختفى وجه الأخت الأسمر الضاحك باستمرار.. اختفى الولد صاحب الكرة الذي صار رجلاً وسافر مع أختها إلى لبنان ليستقرا وينجبا. أقفل الباب بالمفتاح. وسحبت إلى صندوق السيارة الكبيرة، تكورت تضم ركبتيها تاركة نفسها على سجيتها. تهتز مع رجة السيارة، السيارة تقف فجأة. تسمع صوت صفارة يلحقها صوت زعيق المحركات ومزامير منوعة كموسيقا يدق على آلاتها مجموعة مجانين. هذا الصوت، صوت والدها والسائق فقط يدخل أذنها. الظاهر أنهم صاروا خارج المدينة. قطع الحجارة الصغيرة المدهوسة تحت العجلات تعلن بالوصول إلى الجبل. وضعت رأسها بين كفيها متذكرة أمها الخرفة وعصرته بقوة مبتهلة في عتمتها أن تنزلق السيارة في أسفل الوادي فيصير والدها إلى الجحيم لتكون حرة بأحلامها، تتحكم بذاتها تبتسم تتأمل وتتخيل متى وكيفما تشاء. جرها الوالد بيدها، لم تمل برأسها يمنة أو يسرة أصوات قرقعة الحجارة المدببة تحت أربعة أقدام ثقيلة، وأفكار تلوك عقلها مثيرة ومرعبة. تلاحقت الأيام لا صباح تشرق شمسه ولا حرارة للظهيرة تنبئ بموقع الشمس من الكون. والطعام نفسه الفطور كالغداء والعشاء. قطعة خبز مع سلق أو كوسا والخضار حسب الموسم فإن زرعت الأم نوعاً من الشتل سيظل هو الطعام الثابت طيلة فترة تواجده في الأرض. تمددت في الغرفة الحجرية تداعب الوسادة تجدل شعرها الطويل وتفرده دون ملل ناسية أن العمر مضى وأن الشعر اصطبغ بالأبيض الفضي، الدم يغلي في عروقها شيء في داخلها يأمرها بفعل أي شيء بالركض أو المشي بالرقص بالدوران حول نفسها. المجرفة وصوت رقرقة الماء ولهاث أمها اختفى... صرخت حتى تأكدت من خلو المكان دخلت الغرفة بحثت في الخزانة النحاسية عن كيس وضعت فيه أشياءها ودست يدها في صدرها باحثة عن قطعة القماش المنتفخة بالنقود. تحسست بعصاها صخرة وقعدت عليها تدير أذنها إلى كل خطوة، انتفضت من مكانها حين سمعت دندنة ولد يقفز وراء بقرة وضعت في يده عشر ليرات لينفذ كل ما تطلبه أوصلها إلى الطريق العام، أوقف لها حافلة الركاب أجلسها في مقعد فارغ ثم اختفى. تبتعد مرة أخرى، الزمان يختصر المسافات الطويلة وفي النهاية يعلن السائق بصوته الحاد عن آخر نقطة وقوف. يحدق بالجسد الحائر على كرسيه في المرآة الصغيرة، ابتلع لعابه الغزير وبنظرة واحدة نهمة استقرت مكابحها لما وقعت على عينيها الخضراوين الصغيرتين. وجهت رأسها ناحيته، ابتسمت للهواء انقبض حين اكتشف عماها فتذكر الرب، وطلب منه السماح. أمسك بيدها البيضاء حتى صارت تحت الشجرة الوحيدة، دقت باب أم عزيز واختفيا في الداخل، شرحت منيرة مغامرتها محتسية القهوة الحلوة. -فكرت كيف ستعيشين؟ مؤقتاً سأظل عندكم بضعة أيام. جحظت عيناها، تحول شعور الشفقة إلى شعور بالاشمئزاز ارتجفت واشتعلت أعصابها ناراً (أبو عادل سيبحث عنها هنا- اللّه يبعد الشر والمشاكل- وزوجي الموظف سيجن جنونه. إنه لا يصبر حتى الأولاد). استجمعت قواها شارحة تعذر هذا الأمر. وكان الوداع الأخير.. دقت، خبطت على الأبواب، البعض لم يفتح لها والبعض الآخر لم يغير إجابة أم عزيز، أما الباقون فقد عرضوا عليها المال شفقة، مما سبب لها حزناً وإحباطاً. مرة أخرى وقفت على الرصيف، دموعها تبلل صدرها المتعرق (الشيء الوحيد الذي سأقرره.. الموت). ورمت بجسدها إلى الشارع، سيارة يزعق زمورها. بالكاد توقفت في مكانها انتشلها أحدهم يظهر من صوته أنه في الثلاثين. -انتبهي يا خالة. ابتسمت بمرارة وهي تلعنه في داخلها (خالة؟!). صوت حفيف العجلات على الطريق الأسود سكان الحارة في رقعة واحدة. همهمات وهمسات (إنها منيرة... ساعدها اللّه.. ماتفعل وحدها هنا...). الأصوات تقل. بقيت وحدها. تفرقوا كما يختفي الغبار في العاصفة كل إلى شغله. تلمست بيدها الشيء الذي علق بشعرها، ورقة صغيرة قاسية اقتلعت من الشجرة (هكذا دائماً يبدأ السقوط.. ورقة ورقة.. وفي ذاتها يسقط فيها الدم قطرة قطرة، لكل شيء ظل والظل مع الأيام يقزم حتى يختفي هجرتني كل الأشياء، لم يبق لي من الدنيا سوى عماي). لم يتغير شيء سوى للحظة قصيرة، مسل ما فعلته.. عمل يعشّش بالذاكرة. غيرت من بلادة زمنها.. وافترست المكان بإرادتها. استحوذت على اهتمام الجميع وصارت حديث البنات والنساء تشعر الآن ببرودة الشمس، لابد أنه العصر. لن تدعها أم عزيز في الساحة. ستنام عندها الليلة. والآن يد تشد بمعصمها كقبضة الحديد، تجرها كما المرة الأولى وتدفعها إلى الصندوق الكبير في السيارة ذاتها. في لحظة الاختفاء الأخير مالت منيرة برأسها نحو حارتها متخيلة الرجل صاحب الراديو ونشرات الأنباء وهو يلوح لها بيديه. فركت يدها المحمرة من الضغط، تجمدت في مكانها و (سقطت).
الضجة تثير الأعصاب، سيارات وشاحنات تتناثر على طول الشارع كحبات عقد مبعثرة، حرارة الشمس تشعل الأرض احتراقاً والشجرة الوحيدة في الساحة مقابل دكان قديم لا تهتز فيها ورقة، جو مناسب لقيلولة قصيرة بعد طعام الغداء.
فجأة تملأ النوافذ المفتوحة بالرؤوس الناظرة ببله إلى الساحة.. الصراخ يعلو، تلعن أم عزيز عيشتها شادة جسدها الثقيل هي الأخرى إلى نافذتها بعيون نصف مفتوحة.. أبو عادل يقفز حاملاً عصا رفيعاً وصوته كصوت محرك قديم يخرم الآذان، نظر من خلف نظارتين لامعتين بضوء الشمس إلى أعلى يتفحص النوافذ المرتبة بشكل مربعات على جسد البناء.
-أظهروها.. أين اختبأت؟
وصار يهوي بالعصا على جذع الشجرة حتى خارت قواه، سحب نفسه وصعد إلى بيته في آخر طابق. حل الليل بطوله.. خرجت الشمس ثانية من الشرق. وقف في الساحة واستأنف الصراخ لكن هذه المرة بشكل آخر.. ضعف الصوت وأخذ نغمة حزينة.
-يا جماعة لن تشفقوا عليها أكثر مني.. هي لا تستطيع الابتعاد عن المدخل.
وأمام توسلاته خرجت منيرة تنظر في البعيد متكئة على الجدار صاعدة الدرج بصمت دون التفات وبين جدران الغرفة حصل نقاش حاد انتهى بصفع منيرة عدة صفعات.
-سترحلين يا مغضوبة.
فتعالى صراخها:
لا أطيق القرية... هنا ولدت، وهنا أموت.
-ستدفنين العائلة كلها ولن تموتي.
حررت نفسها من بين يديه ونزلت الدرج تزعق وتولول.
-اتصلوا بالشرطة.. أنقذوني.
الجميع نصحها بقبول الأمر الواقع، فهو أبوها وولي أمرها.
اقتربت من أم عزيز وهمست في أذنها:
-خالتي.. أنت وعدتني بالعريس.
صرخت بدهشة:
-أي عريس؟...
وانفجر الوالد غيظاً.. سحب ابنته من يدها مزفراً على الجارة التي أغلقت الباب بقوة في وجهيهما بعد جدال عقيم. منيرة ترفض أن تغير من حياتها، السهر على الشرفة واللذة في سماع صوت الراديو الصادر من الشرفة المقابلة، شعورها بوجود أحدهم وشعورها بجمال جسدها، الوجه المدور كقرص البدر والصدر العاجي الواسع الذي ينتظر ليكون باحة لطفل.
كل هذا تلمسه بيدها فيشتعل انتظاراً وأحلاماً.
في آخر مساء على ذلك الكرسي كانت تتذكر آخر ما رأته في هذه الدنيا وجه أختها التوأم حاملة حقيبة حمراء ترقص مرحاً وهي ترفع الجلاء الأزرق وترمي بنفسها على الوالد عند الظهيرة، تداعب بإصبعها ذقنه والأشعار المعثكلة كغابة ليلية فوق صدره الكبير.
مازالت تذكر ظليهما وتلحظ المحبة التي وهبت لأختها، واختفت الألوان مع الأيام.. اختفى وجه الأخت الأسمر الضاحك باستمرار.. اختفى الولد صاحب الكرة الذي صار رجلاً وسافر مع أختها إلى لبنان ليستقرا وينجبا.
أقفل الباب بالمفتاح. وسحبت إلى صندوق السيارة الكبيرة، تكورت تضم ركبتيها تاركة نفسها على سجيتها. تهتز مع رجة السيارة، السيارة تقف فجأة. تسمع صوت صفارة يلحقها صوت زعيق المحركات ومزامير منوعة كموسيقا يدق على آلاتها مجموعة مجانين. هذا الصوت، صوت والدها والسائق فقط يدخل أذنها. الظاهر أنهم صاروا خارج المدينة.
قطع الحجارة الصغيرة المدهوسة تحت العجلات تعلن بالوصول إلى الجبل. وضعت رأسها بين كفيها متذكرة أمها الخرفة وعصرته بقوة مبتهلة في عتمتها أن تنزلق السيارة في أسفل الوادي فيصير والدها إلى الجحيم لتكون حرة بأحلامها، تتحكم بذاتها تبتسم تتأمل وتتخيل متى وكيفما تشاء.
جرها الوالد بيدها، لم تمل برأسها يمنة أو يسرة أصوات قرقعة الحجارة المدببة تحت أربعة أقدام ثقيلة، وأفكار تلوك عقلها مثيرة ومرعبة.
تلاحقت الأيام لا صباح تشرق شمسه ولا حرارة للظهيرة تنبئ بموقع الشمس من الكون.
والطعام نفسه الفطور كالغداء والعشاء. قطعة خبز مع سلق أو كوسا والخضار حسب الموسم فإن زرعت الأم نوعاً من الشتل سيظل هو الطعام الثابت طيلة فترة تواجده في الأرض.
تمددت في الغرفة الحجرية تداعب الوسادة تجدل شعرها الطويل وتفرده دون ملل ناسية أن العمر مضى وأن الشعر اصطبغ بالأبيض الفضي، الدم يغلي في عروقها شيء في داخلها يأمرها بفعل أي شيء بالركض أو المشي بالرقص بالدوران حول نفسها.
المجرفة وصوت رقرقة الماء ولهاث أمها اختفى... صرخت حتى تأكدت من خلو المكان دخلت الغرفة بحثت في الخزانة النحاسية عن كيس وضعت فيه أشياءها ودست يدها في صدرها باحثة عن قطعة القماش المنتفخة بالنقود.
تحسست بعصاها صخرة وقعدت عليها تدير أذنها إلى كل خطوة، انتفضت من مكانها حين سمعت دندنة ولد يقفز وراء بقرة وضعت في يده عشر ليرات لينفذ كل ما تطلبه أوصلها إلى الطريق العام، أوقف لها حافلة الركاب أجلسها في مقعد فارغ ثم اختفى.
تبتعد مرة أخرى، الزمان يختصر المسافات الطويلة وفي النهاية يعلن السائق بصوته الحاد عن آخر نقطة وقوف. يحدق بالجسد الحائر على كرسيه في المرآة الصغيرة، ابتلع لعابه الغزير وبنظرة واحدة نهمة استقرت مكابحها لما وقعت على عينيها الخضراوين الصغيرتين. وجهت رأسها ناحيته، ابتسمت للهواء انقبض حين اكتشف عماها فتذكر الرب، وطلب منه السماح.
أمسك بيدها البيضاء حتى صارت تحت الشجرة الوحيدة، دقت باب أم عزيز واختفيا في الداخل، شرحت منيرة مغامرتها محتسية القهوة الحلوة.
-فكرت كيف ستعيشين؟
مؤقتاً سأظل عندكم بضعة أيام.
جحظت عيناها، تحول شعور الشفقة إلى شعور بالاشمئزاز ارتجفت واشتعلت أعصابها ناراً (أبو عادل سيبحث عنها هنا- اللّه يبعد الشر والمشاكل- وزوجي الموظف سيجن جنونه. إنه لا يصبر حتى الأولاد).
استجمعت قواها شارحة تعذر هذا الأمر. وكان الوداع الأخير.. دقت، خبطت على الأبواب، البعض لم يفتح لها والبعض الآخر لم يغير إجابة أم عزيز، أما الباقون فقد عرضوا عليها المال شفقة، مما سبب لها حزناً وإحباطاً.
مرة أخرى وقفت على الرصيف، دموعها تبلل صدرها المتعرق (الشيء الوحيد الذي سأقرره.. الموت).
ورمت بجسدها إلى الشارع، سيارة يزعق زمورها. بالكاد توقفت في مكانها انتشلها أحدهم يظهر من صوته أنه في الثلاثين.
-انتبهي يا خالة.
ابتسمت بمرارة وهي تلعنه في داخلها (خالة؟!).
صوت حفيف العجلات على الطريق الأسود سكان الحارة في رقعة واحدة. همهمات وهمسات (إنها منيرة... ساعدها اللّه.. ماتفعل وحدها هنا...).
الأصوات تقل. بقيت وحدها. تفرقوا كما يختفي الغبار في العاصفة كل إلى شغله.
تلمست بيدها الشيء الذي علق بشعرها، ورقة صغيرة قاسية اقتلعت من الشجرة (هكذا دائماً يبدأ السقوط.. ورقة ورقة.. وفي ذاتها يسقط فيها الدم قطرة قطرة، لكل شيء ظل والظل مع الأيام يقزم حتى يختفي هجرتني كل الأشياء، لم يبق لي من الدنيا سوى عماي).
لم يتغير شيء سوى للحظة قصيرة، مسل ما فعلته.. عمل يعشّش بالذاكرة. غيرت من بلادة زمنها.. وافترست المكان بإرادتها. استحوذت على اهتمام الجميع وصارت حديث البنات والنساء تشعر الآن ببرودة الشمس، لابد أنه العصر. لن تدعها أم عزيز في الساحة. ستنام عندها الليلة.
والآن يد تشد بمعصمها كقبضة الحديد، تجرها كما المرة الأولى وتدفعها إلى الصندوق الكبير في السيارة ذاتها. في لحظة الاختفاء الأخير مالت منيرة برأسها نحو حارتها متخيلة الرجل صاحب الراديو ونشرات الأنباء وهو يلوح لها بيديه. فركت يدها المحمرة من الضغط، تجمدت في مكانها و (سقطت).