السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حديثنا اليوم عن مسجد من أهم المساجد الإسلامية الكبرى في مصر والعالم الإسلامي على الإطلاق هو الجامع الأزهر الشريف . أقامه جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ليكون جامعاً ومدرسة وكان بناؤه في أعقاب فتح جوهر لمصر في 11 شعبان سنة 358 هـ /يوليو 969م حيث وضع أساس مدينة القاهرة في 17 شعبان سنة 358هـ لتكون العاصمة ومدينة الجند غربي جبل المقطم ، ووضع أساس قصر الخليفة المعز لدين اللَّه وحجر أساس الجامع الأزهر في 14 شعبان سنة 359هـ / 970م . والجامع الأزهر أول مسجد أنشئ في مدينة القاهرة وهو عبارة عن صحن تطل عليه ثلاثة أروقة أكبرها رواق القبلة وأول عمارة له قام بها الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله حيث زاد في مساحة الأروقة وأقام فيها قبة جصية منقوشة نقشاً بارزاً . وفي العصر المملوكي عني السلاطين المماليك به وقام السلطان المملوكي قانصوه الغوري ببناء المئذنة ذات الرأسين وتعد أعلى مآذن الأزهر ، وتعتبر طرازاً فريداً من المآذن بالعمارة المملوكية . استغرق بناء الجامع عامين وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان سنة 361هـ/ 972م وسمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء (رضي الله عنها وأرضاها) . وبعد تولي صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه) سلطنة مصر جعل الدراسة والإقامة في المسجد بالمجان . شهد الجامع الأزهر أول حلقة درس تعليمي في (صفر 365 هـ/ أكتوبر 975م) عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت . ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس وأجرى عليهم رواتب مجزية ، وأقام لهم دوراً للسكن بجوار المسجد وكان يطلق عليهم المجاورون ، وبهذا اكتسب الأزهر صفته العلمية وأصبح يدرس فيه العلوم الشرعية واللغوية من فقه وحديث وآداب وتوحيد ومنطق وعلم الكلام وعلم الهيئة والفلك والرياضيات كالحساب والجبر والهندسة ، وكان الطالب يلتحق بالأزهر بعد أن يتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وحفظ القرآن دون التزام بسن معينة ومن ثم يحصل على شهادة يجيزها شيخ الأزهر بصلاحيته للتدريس . وما يزال الجامع الأزهر حتى الآن شامخاً بعظمة تاريخه وعلومه مستمراُ في دوره في تعليم الناس وتخريج العلماء المدافعين عن الدين والعقيدة . * * * *