إبراهيم بن أحمد
(1024-1058هـ/1615-1648م)
السلطان العثماني الثامن عشر (1049-1058هـ/1640-1648م)، وهو الابن الأصغر للسلطان أحمد الأول[ر] وأخو السلطان مراد الرابع (حكم 1032-1049هـ/1623-1640م) ولد في 12 شوال/ 4تشرين الثاني، وعاش مختبئاً خشية قتله، كما قتل عدد من إخوته، إذ بقي الذكر الوحيد المرشح للحكم. فكان لذلك أثر بارز في تكون شخصيته وأزماته النفسية فيما بعد. وعندما توفي أخوه مراد الرابع خلفه في السلطنة في 16 شوال 1049هـ/9 شباط 1640م، وذلك بمساعي الصدر الأعظم قره مصطفى باشا.
وكان للصدر الأعظم قره مصطفى باشا أثر بارز في إدارة الدولة في السنوات الأربع الأولى من حكم السلطان إبراهيم الذي عرف عنه ضعفه، فأقام علاقات سلمية مع فارس، وعقد اتفاقية سلام مع النمسة (1051هـ/1642م)، وجدد الهدنة مع بولندة، واستعاد «آزوف» من القوزاق بمساعدة تتر القرم (1642م) واهتم كذلك بتنظيم مالية السلطنة، فأصلح النقد (السكة)، وخفف النفقات، وجهد في جمع الضرائب، وأجرى مسحاً جديداً للأراضي عُرف «بالتحرير» وقضى على ثورة والي حلب نصوح باشازاده حسين باشا الذي ثار عام 1053هـ/1643م وقد أثارت أعمال هذا الصدر الأعظم ضغينة منافسيه وحسدهم، وعلى رأسهم والدة السلطان إبراهيم، ومصطفى سليمان زاده، ويوسف الركبدار، وتمكن جنجي خوجه (صاحب الجن)، بمساعدة آخرين، من الكيد لقره مصطفى باشا إلى أن تم إعدامه (1053هـ/1644م)، وأصبح مصطفى سليمان زاده صدراً أعظم، وجنجي خوجه قاضي عسكر الأناضول، ويوسف الركبدار أمير البحر (قبطان باشا).
اتخذ جنجي خوجه من استيلاء القراصنة المالطيين على سفينة تنقل حجاجاً إلى مصر، وكان فيها رئيس الحريم في القصر (الكزلارآغا) حجة لمهاجمة جزيرة كريت التي كانت خاضعة للبندقية، وكان ذلك سبباً لحرب ضروس نشبت مع البندقية واستمرت أربعة وعشرين عاماً. فاحتل يوسف قبطان باشا خانية في 19 آب 1645، واحتل في العام التالي مدينة «رتيمو Rethymo»، فأثار ذلك حسد الصدر الأعظم، مع أن العاصمة كاندية امتنعت عليه. وقد أدت الدسائس بين الاثنين إلى خلع الصدر الأعظم (1055هـ/1645م)، وإعدام يوسف قبطان باشا في العام نفسه. كانت أجواء الخوف المحيطة بالسلطان إبراهيم سبباً في إصابته بصداع شديد وآلام مبرحة في جسده، فوجهه من حوله من الأقرباء وأفراد الحاشية ولاسيما أمه إلى الغرق في الملذات، مما أدى بعد حين إلى تعاظم نفوذ الجواري والحريم وسيطرتهم على شؤون البلاط. وأدى بذخ السلطان إبراهيم وحياته الماجنة وفرضه الضرائب للإنفاق على ذلك إلى ثورات في الولايات، كما حدث في سيواس مثلاً، وامتدت الثورة إلى اصطنبول احتجاجاً على هدر الأموال. فثار الانكشارية على السلطان ودعم ثورتهم شيخ الإسلام، وأدى إلى قتل الصدر الأعظم أحمد باشا، ثم قتل السلطان نفسه في 28 رجب/ 18 آب. وخلفه في السلطنة ابنه محمد الرابع (حكم 1058-1099).
كانت أجواء الخوف المحيطة بالسلطان إبراهيم سبباً في إصابته بصداع شديد وآلام مبرحة في جسده، فوجهه من حوله من الأقرباء وأفراد الحاشية ولاسيما أمه إلى الغرق في الملذات، مما أدى بعد حين إلى تعاظم نفوذ الجواري والحريم وسيطرتهم على شؤون البلاط.
وأدى بذخ السلطان إبراهيم وحياته الماجنة وفرضه الضرائب للإنفاق على ذلك إلى ثورات في الولايات، كما حدث في سيواس مثلاً، وامتدت الثورة إلى اصطنبول احتجاجاً على هدر الأموال. فثار الانكشارية على السلطان ودعم ثورتهم شيخ الإسلام، وأدى إلى قتل الصدر الأعظم أحمد باشا، ثم قتل السلطان نفسه في 28 رجب/ 18 آب. وخلفه في السلطنة ابنه محمد الرابع (حكم 1058-1099).