أبو إسحاق، رياضي وفلكي، وهو حفيد ثابت بن قُرَّة الحَرّاني، المتوفى عام 288هـ، اعتنق أبوه سنان الإسلام وتوفي عام 331هـ. ولد أبو إسحاق في بغداد، وعاش فيها كأفراد أسرته أديباً مطّلعاً على علوم الفلسفة والطب، متقدماً في الهندسة والفلك والطبيعيات. وكان حسن الكتابة وافر الذكاء، بارعاً في علوم الضوء، حتى قال ابن الهيثم [ر]: «ولي كتاب في آلة الظل اختصرته ولخصته من كتاب إبراهيم بن سنان في ذلك». كان أبو إسحاق يكثر من الشواهد اللغوية والأدبية في بحوثه العلمية وفي كتبه المختلفة. وكثيراً ما كان ينتقد من سبقه ولاسيما أرسطو. ويدعم أحكامه بالتجارب العلمية، وقد يلجأ إلى الجدل الكلامي. وضع إبراهيم بن سنان كتباً ومقالات كثيرة، ضمنها ما توصل إليه في بحوثه ودراساته المختلفة، فوضع في الهندسة ثلاث عشرة مقالة، منها إحدى عشرة مقالة في الدوائر المتماسة، بيّن فيها أوجه تماس الدوائر والخطوط. كما وضع مقالة فيها إحدى وأربعون مسألة هندسية من صعاب المسائل في الدوائر والخطوط والمثلثات. كذلك ألّف مقالة ذكر فيها طرائق استخراج المسائل الهندسية بالتركيب والتحليل خاصة، وسائر الأعمال الواقعة في المسائل الهندسية وما يعرض للمهندسين من خطأ في طريقة التحليل المختصرة. واهتم أبو إسحاق كثيراً بالقطوع المخروطية الثلاثة ورسمها، فوضع مقالة بيّن فيها طريقة إيجاد نقط كثيرة لاحصر لها على أي قطع من قطوع المخروط. ألف أبو إسحاق في الفلك كتاباً مهماً في حركات الشمس، وكان يرى أن حركة الشمس هي أهم الحركات السماوية الظاهرة، ولاسبيل إلى ضبط حركات القمر وسائر الأجرام السماوية إلا بعد معرفة حركة الشمس، ويتعرّض في كتابه لانكسار الضوء في الهواء بكلام بلغ الغاية من الأهمية، فهو يقول: «إن الهواء مشفّ (شفاف) فالضياء فيه غير مُدرك. والاستنارة حالة تلحق الجسم العديم الشفاف عند استقبال (الجسم) النيّر مع توسّط مشفٍّ فيما بينهما. والاستقبال في الحقيقة يوجب الاستقامة في المسافة، لهذا يُرى شعاع النيرين والكواكب والنّيرات مستقيم الامتداد.غير أن الشعاع من الشمس أو من البصر إذا نفذ في الأجسام المختلفة الإشفاف (أي التي تختلف في الصفاء، في الدقة والغلظ، كالهواء والماء) فإنه يتعرّج، أي يخرج من استقامته، وذلك الانعراج أو التعرج يسمى انعطافاً (انكساراً)، أما إذا اصطدم الشعاع بسطح مستو غير مشفّ فإنه يتعرج بالانعكاس، كارتداده عن سطح الماء، وسطوح المرايا المختلفة السطوح (حتى يدرك الناظر المقصود بالنظر على خلاف هيئته)، ويحصل منه أعاجيب في مناظر الهواء ويخرج معه الآلات المحرقة». ومن مؤلفاته المطبوعة: رسالة في الاسطرلاب ومقالة في رسم القطوع الثلاثة وكتاب في مساحة قطوع المخروط والقطع المكافئ (ترجم ونشر في زيوريخ عام 1918). أما آثاره المخطوطة فكثيرة، منها في علم النجوم: كتاب آلات الإِظلال، وقد كتبه في مطلع شبابه، ثم صححه وأكمله فيما بعد، وكتاب أغراض كتاب المجسطي، وكتاب فيما كان بطلميوس القلوذي استعمله على سبيل التساهل في استخراج اختلافات زحل والمريخ والمشتري، وبيّن فيه إبراهيم إمكانية الاستغناء عن التساهل الذي لجأ إليه القلوذي، ورسالة في وصف المعاني المستخرجة في الهندسة وعلم النجوم، وكتاب في حركات الشمس وله في علم الهندسة كتاب في الدوائر المتماسة، ومقالة في طريق التحليل والتركيب في المسائل الهندسية.
أبو إسحاق، رياضي وفلكي، وهو حفيد ثابت بن قُرَّة الحَرّاني، المتوفى عام 288هـ، اعتنق أبوه سنان
الإسلام وتوفي عام 331هـ.
ولد أبو إسحاق في بغداد، وعاش فيها كأفراد أسرته أديباً مطّلعاً على علوم الفلسفة والطب، متقدماً في الهندسة والفلك والطبيعيات. وكان حسن الكتابة وافر الذكاء، بارعاً في علوم الضوء، حتى قال ابن الهيثم [ر]: «ولي كتاب في آلة الظل اختصرته ولخصته من كتاب إبراهيم بن سنان في ذلك».
كان أبو إسحاق يكثر من الشواهد اللغوية والأدبية في بحوثه العلمية وفي كتبه المختلفة. وكثيراً ما كان ينتقد من سبقه ولاسيما أرسطو. ويدعم أحكامه بالتجارب العلمية، وقد يلجأ إلى الجدل الكلامي.
وضع إبراهيم بن سنان كتباً ومقالات كثيرة، ضمنها ما توصل إليه في بحوثه ودراساته المختلفة، فوضع في الهندسة ثلاث عشرة مقالة، منها إحدى عشرة مقالة في الدوائر المتماسة، بيّن فيها أوجه تماس الدوائر والخطوط. كما وضع مقالة فيها إحدى وأربعون مسألة هندسية من صعاب المسائل في الدوائر والخطوط والمثلثات.
كذلك ألّف مقالة ذكر فيها طرائق استخراج المسائل الهندسية بالتركيب والتحليل خاصة، وسائر الأعمال الواقعة في المسائل الهندسية وما يعرض للمهندسين من خطأ في طريقة التحليل المختصرة.
واهتم أبو إسحاق كثيراً بالقطوع المخروطية الثلاثة ورسمها، فوضع مقالة بيّن فيها طريقة إيجاد نقط كثيرة لاحصر لها على أي قطع من قطوع المخروط.
ألف أبو إسحاق في الفلك كتاباً مهماً في حركات الشمس، وكان يرى أن حركة الشمس هي أهم الحركات السماوية الظاهرة، ولاسبيل إلى ضبط حركات القمر وسائر الأجرام السماوية إلا بعد معرفة حركة الشمس، ويتعرّض في كتابه لانكسار الضوء في الهواء بكلام بلغ الغاية من الأهمية، فهو يقول:
«إن الهواء مشفّ (شفاف) فالضياء فيه غير مُدرك. والاستنارة حالة تلحق الجسم العديم الشفاف عند استقبال (الجسم) النيّر مع توسّط مشفٍّ فيما بينهما. والاستقبال في الحقيقة يوجب الاستقامة في المسافة، لهذا يُرى شعاع النيرين والكواكب والنّيرات مستقيم الامتداد.غير أن الشعاع من الشمس أو من البصر إذا نفذ في الأجسام المختلفة الإشفاف (أي التي تختلف في الصفاء، في الدقة والغلظ، كالهواء والماء) فإنه يتعرّج، أي يخرج من استقامته، وذلك الانعراج أو التعرج يسمى انعطافاً (انكساراً)، أما إذا اصطدم الشعاع بسطح مستو غير مشفّ فإنه يتعرج بالانعكاس، كارتداده عن سطح الماء، وسطوح المرايا المختلفة السطوح (حتى يدرك الناظر المقصود بالنظر على خلاف هيئته)، ويحصل منه أعاجيب في مناظر الهواء ويخرج معه الآلات المحرقة».
ومن مؤلفاته المطبوعة: رسالة في الاسطرلاب ومقالة في رسم القطوع الثلاثة وكتاب في مساحة قطوع المخروط والقطع المكافئ (ترجم ونشر في زيوريخ عام 1918).
أما آثاره المخطوطة فكثيرة، منها في علم النجوم: كتاب آلات الإِظلال، وقد كتبه في مطلع شبابه، ثم صححه وأكمله فيما بعد، وكتاب أغراض كتاب المجسطي، وكتاب فيما كان بطلميوس القلوذي استعمله على سبيل التساهل في استخراج اختلافات زحل والمريخ والمشتري، وبيّن فيه إبراهيم إمكانية الاستغناء عن التساهل الذي لجأ إليه القلوذي، ورسالة في وصف المعاني المستخرجة في الهندسة وعلم النجوم، وكتاب في حركات الشمس وله في علم الهندسة كتاب في الدوائر المتماسة، ومقالة في طريق التحليل والتركيب في المسائل الهندسية.