ضاقت به سبله فما عادت تحتويه. العيال يكبرون بسرعة عجيبة كنبت شيطاني. أصواتهم تعلو، وأفواههم تتسع، حتى خاف من يوم تبتلعه أفواه العيال فيه. راح شرقاً... راح غرباً... شمالاً... أسفل سافلين.فوجد السبل قد أترعت /الأرصفة لأفران الغاز، الشوارع لعربات الخضار/، الأسواق لأحذية النساء /الواجهات لأزيائهن، البرية... والبحرية... والجوية. تنازل عن طموحاته قليلاً، فبحث أمر كنس الشوارع وتجارة الخبز اليابس، فما وجد سبيلاً. قال مواسياً نفسه للقرار الذي اتخذه: الحاجة هي السبب، وإلاّ لما رضيت أن أمدّ يدي، لكن!!! هه... اللَّه يعلم كم حاولت، إلا أن يده طارت بعيداً عن جسده بيد أقوى وأقدم في الكار. فتراجع مذعوراً وقال: رضينا بالـ... وما رضيت بينا. اندس في فراشه مقهوراً تلتف به خيبته، وتتلاطمه أفكاره، ورجع إلى بقايا معلوماته التي اهترأت يستعرض المهن القديمة والحديثة، مبعداً المهن التي استبعدته. فكان في جعبته (المشعوذ- النصاب- المطرب- الكاتب). راح يدرس ويصنف نتاج دراسته فكان أن استبعد مهنة المشعوذ لأنها تتطلب أدوات عطارة وشمعاً وبخوراً ومصاريف لا قدرة له عليها. واستبعد مهنة النصاب لأن أمه قد أساءت تربيته، وعلمته أن الصدق أنجى، ولو لم تكن عظامها قد (صارت مكاحل) لعرف كيف يعاتبها على غلطتها الشنيعة. أما المطرب، فرغم أن المهنة لم تعد بحاجة إلى صوت، لكن التهاب بلعومه المزمن وأسنانه المخيفة تمنعانه من ذلك. //بقيت مهنة واحدة//.إنها لا تحتاج إلا لقلم حبر ناشف وبضعة أوراق بيضاء أو صفراء، غير مهم، لكن ماذا يكتب؟...ثقافته (نص على نص).. قطع تفكيره المصيري مسجل ابن الجيران الصايع وأشرطة التسجيل.(الزفت) التي يختارها، لكنه أجبره على الاستماع، فترك تفكيره المصيري، ليستمع إلى أحدث الأغاني، (البستي ثوب النيلي وقلتيلي غنيلي، فستانك شو قصيّر، وأنتِ شو طويلة). ضحك وضحك، ونفض غطاءه، وهتف: اللَّه اللَّه... خذ الحكمة من أفواه المطربين أو الصايعين... المهم أنه وجدها، وسوف يقبّل صاحب أغنية فستانك شو قصير لأنه أرشده إلى المهنة المناسبة. سوف يكتب الأغاني... لكن موجة من الكآبة لاحت لنفسه، إذ أنه يحب الحشمة، وقد لا يغني له المطرب المشهور، لكن أمله باللَّه ظل قوياً وقال: (يرزقكم من حيث لا تعلمون) والذي يرزق أصحاب الفساتين القصيرة؟. أفلا يرزق أصحاب الفساتين المحتشمة؟....
ضاقت به سبله فما عادت تحتويه. العيال يكبرون بسرعة عجيبة كنبت شيطاني.
أصواتهم تعلو، وأفواههم تتسع، حتى خاف من يوم تبتلعه أفواه العيال فيه. راح شرقاً... راح غرباً... شمالاً... أسفل سافلين.فوجد السبل قد أترعت /الأرصفة لأفران الغاز، الشوارع لعربات الخضار/، الأسواق لأحذية النساء /الواجهات لأزيائهن، البرية... والبحرية... والجوية.
تنازل عن طموحاته قليلاً، فبحث أمر كنس الشوارع وتجارة الخبز اليابس، فما وجد سبيلاً.
قال مواسياً نفسه للقرار الذي اتخذه: الحاجة هي السبب، وإلاّ لما رضيت أن أمدّ يدي، لكن!!! هه... اللَّه يعلم كم حاولت، إلا أن يده طارت بعيداً عن جسده بيد أقوى وأقدم في الكار.
فتراجع مذعوراً وقال: رضينا بالـ... وما رضيت بينا.
اندس في فراشه مقهوراً تلتف به خيبته، وتتلاطمه أفكاره، ورجع إلى بقايا معلوماته التي اهترأت يستعرض المهن القديمة والحديثة، مبعداً المهن التي استبعدته.
فكان في جعبته (المشعوذ- النصاب- المطرب- الكاتب).
راح يدرس ويصنف نتاج دراسته فكان أن استبعد مهنة المشعوذ لأنها تتطلب أدوات عطارة وشمعاً وبخوراً ومصاريف لا قدرة له عليها.
واستبعد مهنة النصاب لأن أمه قد أساءت تربيته، وعلمته أن الصدق أنجى، ولو لم تكن عظامها قد (صارت مكاحل) لعرف كيف يعاتبها على غلطتها الشنيعة.
أما المطرب، فرغم أن المهنة لم تعد بحاجة إلى صوت، لكن التهاب بلعومه المزمن وأسنانه المخيفة تمنعانه من ذلك. //بقيت مهنة واحدة//.إنها لا تحتاج إلا لقلم حبر ناشف وبضعة أوراق بيضاء أو صفراء، غير مهم، لكن ماذا يكتب؟...ثقافته (نص على نص)..
قطع تفكيره المصيري مسجل ابن الجيران الصايع وأشرطة التسجيل.(الزفت) التي يختارها، لكنه أجبره على الاستماع، فترك تفكيره المصيري، ليستمع إلى أحدث الأغاني، (البستي ثوب النيلي وقلتيلي غنيلي، فستانك شو قصيّر، وأنتِ شو طويلة).
ضحك وضحك، ونفض غطاءه، وهتف: اللَّه اللَّه...
خذ الحكمة من أفواه المطربين أو الصايعين...
المهم أنه وجدها، وسوف يقبّل صاحب أغنية فستانك شو قصير لأنه أرشده إلى المهنة المناسبة. سوف يكتب الأغاني...
لكن موجة من الكآبة لاحت لنفسه، إذ أنه يحب الحشمة، وقد لا يغني له المطرب المشهور، لكن أمله باللَّه ظل قوياً وقال: (يرزقكم من حيث لا تعلمون) والذي يرزق أصحاب الفساتين القصيرة؟.
أفلا يرزق أصحاب الفساتين المحتشمة؟....