العلم يستلزم العمل
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
أ. منيرة المفرج
| المصدر :
www.muslema.com
بقلم/ أ. منيرة المفرج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
من نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى انتشار العلم وتيسر سبله ولا يخفى على الجميع ما نرى بحمد الله من مئات الآلاف من المدارس التي يلتحق بها ملايين الطلاب والطالبات ومئات الدور والحلقات لتحفيظ القرآن الكريم وتعقد الكثير من الدروس والمحاضرات العامة, ولكن مما يعجب له أين الأثر؟
بالتأكيد هناك أثر ولكن هل يساوي ما بذل من جهد ووقت ومال؟ للأسف أقل وأضعف من المأمول ، فكم من الدروس والمحاضرات التي ألقيت في مواضيع العقيدة وعندما فتحت قنوات السحر والشعوذة وجدنا البعض ممن تعلم هذه الدروس ينساق خلفها ويتصل بها !!! أين العلم الذي تعلمه ؟؟
كم من الدروس والمحاضرات ألقيت في أحكام لباس المرأة؟ ولنتأمل حال بعض النساء في الأسواق والسهرات !!! أين العلم ؟ وغيرها كثير من الدروس والمحاضرات في الصلاة .. وحسن الخلق وأحكام الزينة .. وصلة الأرحام .. ولكن أين الأثر؟
لذا كان لابد من التنبه إلى أمر غاية في الأهمية هو تأكيد ضرورة العمل بالعلم لأن العلم بدون العمل لا فائدة منه والمتأمل لآيات القران الكريم يجد كثير ما يربط الله العمل بالإيمان قال الله تعالى {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (25) سورة البقرة يقول السعدي في تفسير هذه الآية آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم فقدموا إيمانهم بأعمالهم الصالحة,
وفي مواضع كثيرة ربط الجزاء بالجنة والرزق الكريم بالإيمان الذي يصدق بالعمل الصالح وقال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (9) سورة يونس وقال الله تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (57) سورة آل عمران ولقد ورد في السنة النبوية التحذير من العلم بدون العمل قال صلى الله علية وسلم لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه. حسن صحيح .
لذلك يلزم الداعية إلى الله مراعاة عدة أمور لتحقيق هذا الأمر منها :
1) تأكيد الداعية على ضرورة التطبيق العملي لكل ما يعلم المدعو وبيان أهميته وأثره .
2) أن يطرح الداعية حلول عملية واقعية للمدعو يساعده على التطبيق كما فعل النبي صلى الله علية وسلم ( عندما سأله رجل عن كيفية الوضوء فدعا بماء وتوضأ أمامه ليعلمه الطريقة الصحيحة , بل عندما أرسل معاذ إلى اليمن فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : ( إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب ، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم ، فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب( رواه البخاري . حديث صحيح
فقد رتب الرسول صلى الله عليه وسلم الشرائع حسب الأهمية وتدرج في ذلك ليرسم لمعاذ منهج واضح عملي للدعوة .
3) الاجتهاد في الدعاء بأن ينفع الله بهذا العلم وتذكير المدعو بذلك حيث ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ابن ماجه
نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا .
المصدر موقع دعوتها