اسمه مسفر .. يقول ابن عمه : بدأت قصته عندما قلت له : إن الذي يُصلِّي يحبه الله .. ومنذ تلك اللحظة وهو محافظٌ على الصلوات جميعها .. بل في الصف الأول بل خلف الإمام .. وإذا سألتَه : لماذا تصلي فإنه يجيب بكل بساطة وعفوية ( علشان الله يحبني ) .. في يوم من الأيام ارتفعت حرارة مسفر واحمرت عيناه من شدة المرض .. فلما رأى أباه خارجاً سأله إلى أين تذهب يا أبي ؟ فقال إلى المسجد لصلاة العصر .. فقام من حُضْن أمه وقال لأبيه : سوف أذهب معك إلى المسجد .. فقال له : لكن أنت مريض وحرارتك مرتفعة . قال مسفر : أذهب إلى المسجد والله يشفيني لأنه يُحبُّ الذين يصلون .. يقول صاحبنا فذهب إلى المسجد وصلى وخرج من المسجد .. ووالله الذي لا إله إلا هو خرج معافاً كأن لم يكن به شيء . لم تنته القصة عند هذا .. ذهب مسفر لزيارة عمته ولما أراد أبوه أن يرجعه إلى البيت أبى الرجوع .. بل قال أريد البقاء مع عمتي وهي الآن أمي أصبح يناديها بأمي ، أتدرون ما السبب ؟ السبب أن زوج عمته مُؤَذِّن ويأخذه إلى المسجد مبكراً .. وهو يحب التبكير إلى الصلاة .. يقول زوج عمته : والله ما ينام حتى يصلي الفجر والله يأبى النوم حتى يصلي الفجر كلما اتصلت أمه قال لها : اسمعي أماه ( الله اكبر الله اكبر ) يرفع على مسامعها الأذان .. وأقول : أما آن الأوان أن نربي أبنائنا وصغارنا على : ( مُرُوهم لسبع واضربوهم لعشر ) لماذا لا نهتمَّ بهذه الفئة الغالية على نفوسنا جميعا حتى نزرع الإيمان والتُّقى في قلوبهم