ما اهمية الأحلام؟
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
د. أحمد سالم باهمام
| المصدر :
www.sleep-sa.net
يعتقد البعض بل ويجزمون أنه لا يحلمون أبدا خلال نومهم ولكنهم في المقابل لا يشكون من سوء النوم فنومهم متواصل ونشاطهم بالنهار طبيعي ولكنهم يستغربون أنه لا توجد لديهم أحلام يستطيعون سردها كما يفعل الآخرون.
لهؤلاء أود ان أشرح لهم بعض المفاهيم البسيطة عن مرحلة الأحلام في النوم. الأحلام مرحلة أساسية من مراحل النوم ومن المعلوم طبياً أن نشاط المخ خلال مرحلة
حركة العينين السريعة التي تحدث فيها أكثر الأحلام يكون أعلى من نشاطه خلال
الاستيقاظ، ويقضي الإنسان البالغ من 15 - 25٪ من نومه في هذه المرحلة. ويمر النائم خلال فترة النوم المعتادة (8 ساعات) بأربع إلى ست دورات من النوم يمر خلالها بمختلف مراحل النوم حيث يبدأ بالمرحلة الأولى ثم الثانية وبعد ذلك النوم العميق (الثالثة والرابعة) حتي يصل لمرحلة الأحلام.
ويصل النائم في العادة مرحلة الحلام بعد 60-90 دقيقة من بدء النوم. كما أن نسبة مرحلة الأحلام تكون أعلى في دورات النوم المتأخرة مقارنة بالدوريتن الأولى والثانية لذلك تزيد الأحلام قبل الاستيقاظ. ولعل القراء قد لا حظوا انه في حال تأخيرهم استيقاظهم في الصباح لساعة أو اكثر عن الموعد المعناد للاستيقاظ فإن جزءا كبيرا من نومهم المتأخر يحتوي على الأحلام. وظهرت العديد
من النظريات والفرضيات حول أهمية الأحلام، كأهميته لنمو المخ حيث يقضي حديثو
الولادة حوالي 50٪ من نومهم في هذه المرحلة، كما يعتقد البعض أن مرحلة الأحلام مهمة
لتقوية الذاكرة والتركيز حيث أظهرت إحدى الدراسات أن أداء الطلاب الذين لم يصلوا
لهذه المرحلة في الامتحانات كان أقل من نظرائهم الذين وصلوا إلى مرحلة الأحلام ويعتقد آخرون أن الأحلام مهمة لإزالة الأحاسيس والعواطف الضارة التي
قد تؤثر على حالة الاستيقاظ ولكن من المهم هنا أن أذكر أن لا توجد أدلة علمية قوية
تدعم ما سبق ذكره وما زال الموضوع يحتاج إلى كثير من البحث، وهناك نظرية أخرى تقول
إن الأحلام مهمة لحديثي الولادة للحفاظ على درجة حرارة المخ حيث إن حرارة المخ
ترتفع خلال مرحلة الأحلام
.
لا يتذكر الكثير من الناس أحلامهم ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم لا يحلمون، فقد
أظهرت الأبحاث في المختبر أن كل الأشخاص تقريباً الذين لايشكون من اضطرابات النوم مثل توقف التنفس اثناء النوم يمرون بمرحلة الأحلام، وقد يكون هناك
عدة أسباب لعدم تذكر البعض أحلامهم، فالأشخاص الذين لا يشغلون بالهم بموضوع الأحلام
قد لا يتذكرونها كما أن الشخص الذي ينام ساعات قليلة قد لا يمر بالمرحلة الأخيرة من
النوم التي تحدث فيها الأحلام الطويلة. كما ان الإنسان الذي يستيقظ خلال الحلم ويستمر مستيقظا لعدة دقائق يتذكر الحلم أما الذي لا يستيقظ خلال الأحلام أو يستيقظ لدقائق ثم يعود للنوم فإنه في العادة لا يتذكر حلمه. لذلك أطمئن الذين لايتذكرون أحلامهم طالما ان نومهم مريح ونشاطهم بالنهار طبيعي وأتمنى أحلاما سعيدة لمن يتذكرون أحلامهم.