طاعة الوالدين أم الجهاد في سبيل الله؟

الناقل : heba | المصدر : www.muslema.com

أريد أن أذهب للجهاد فى سبيل الله مع الإخوة المجاهدين فى العراق فهل علّيّ استئذان الوالدين؟

مجموعة من المفتين

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فالجهاد الواجب لا يعتبر فيه إذن الوالدين، أما جهاد التطوع، فإنه لا بد من إذن الوالدين المسلمين الحرين أو إذن أحدهما. قال ابن مسعود: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله رواه البخاري ومسلم. وقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد. فقال: أحيٌ والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد رواه البخاري وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه. وفي كتاب شرعة الإسلام: ولا يخرج إلى الجهاد إلا من كان فارغًا عن الأهل والأطفال وعن خدمة الوالدين، فإن ذلك مقدم على الجهاد، بل هو أفضل الجهاد.

وجاء في فتاوى دار الإفتاء بالأزهر:
طاعة الوالدين فرض عين ولا يصح ترك فرض العين للتوصل إلى فرض الكفاية فيحرم على الولد الخروج إلى الجهاد بغير إذنهما إذا كان فرض كفاية، ويجوز لهما منعه إذا وجدا من ذلك مشقة شديدة.

قال القسطلاني والجمهور على حرمة الجهاد إذا منع الوالدان أو أحدهما منه بشرط إسلامهما لأن برهما فرض عين والجهاد فرض كفاية إذا لم يتعين.

‏قال عليه الصلاة والسلام للعباس بن مرداس لما أراد الجهاد الزم أمك فإن الجنة تحت قدميها.‏ وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود قلت يا رسول اللّه أي الأعمال أفضل.‏ قال الصلاة لوقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين.‏ قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل اللّه ولو استزدت لزادني.‏ فقدم بر الوالدين وطاعتهما على الجهاد وفيه عن عبد اللّه بن عمرو ابن العاص.‏ جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يستأذن في الجهاد فقال أحي والداك ؟ قال نعم.‏ قال ففيهما فجاهد.‏

على أنه قد روى في الصحيح عن زيد بن خالد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال من جهز غازيا في سبيل اللّه فقد غزا والتجهيز بمعنى تهيئة أسباب سفر الغازي للجهاد تارة يكون بالمال وتارة بالإعانة المجردة عن بذل المال .‏ ولمن يقوم بذلك مثل أجر الغازى بنفسه وإن لم يغز حقيقة لأن الغازى لا يمكنه القيام بالغزو إلا بعد أن تهيأ له هذه الأسباب الضرورية فصار من يهيؤها له كأنه باشر الغزو بنفسه.‏

ويقول فضيلة الشيخ سيد سابق – رحمه الله-‏:
يصبح الجهاد فرض عين في المواطن التالية:
1- أن يحضر المكلف صف القتال، فإن الجهاد يتعين في هذه الحال. يقول الله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا) [سورة الأنفال: 45] ويقول الله تبارك وتعالي: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفًا فلا تولوهم الأدبار).

2- إذا حضر العدو المكان أو البلد الذي يقيم به المسلمون، فإنه يجب علي أهل البلد جميعًا أن يخرجوا لقتاله، ولا يحل لأحد أن يتخلى عن القيام بواجبه نحو مقاتلته إذا كان لا يمكن دفعه إلا بتكتلهم عامة، ومناجزتهم إياه. يقول الله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار).

3- إذا استنفر الحاكم أحدًا من المكلفين، فإنه لا يسعه أن يتخلي عن الاستجابة إليه. لما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا رواه البخاري أي إذا طلب منكم الخروج إلى الحرب فاخرجوا. ويقول الله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل).

والله أعلم