مرض السكر مرض شائع ويصيب الكثير من الناس صغارا وكبارا. وهو مرض خطير متى ما أهمل لما له من مضاعفات على الكثير من الأعضاء الرئيسية في الجسم كالقلب والكلى والشرايين والأعصاب و العينين وهو يسبب ايضا الضعف الجنسي. وللحد من هذه المضاعفات تبذل الجهات الطبية والمختصون جهودا كبيرة لعلاج المرض. ويبقى التزام المريض بالنظام الغذائي الذي يضعه له الطبيب وتناول الأدوية في وقتها والمحافظة على مستوى السكر في الدم أهم الأسباب لتجنب مضاعفات المرض. ومعلوم لدى القراء أن هناك نوعين من مرضى السكر؛ النوع الأول يصيب صغار السن في العادة (وهو النوع الذي لا ينتج فيه الجسم هرمون الأنسولين) ويستخدم الأنسولين في علاجه والنوع الثاني الذي يصيب المصابين بزيادة الوزن ويستخدم في علاجه أقراص علاج السكر أو الأنسولين. ويبقى الأنسولين هو العلاج الأساسي لمرضى السكر. ويعمل الأنسولين على تسهيل دخول السكر (الجلوكوز) إلى الخلايا أو بمعنى آخر إدخال مصدر الطاقة الأساسي إلى الخلايا لاستخدامه في العمليات التي تحتاجها الخلايا والجسم كبناء وصناعة البروتينات. والأنسولين يمنع تراكم السكر وبقاءه في الدم ونقص الأنسولين يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم وحدوث المضاعفات التي تحدثنا عنها سابقا. ومنذ اكتشاف هرمون الأنسولين عام 1921 والطريقة الوحيدة لإعطاء العقار التي استخدمها الأطباء هي طريقة الحقن تحت الجلد وفي بعض الحالات الحقن الوريدي. وهذا الأمر يضايق الكثير من مرضى السكر وخاصة الذين يحتاجون الحقن المتكرر للأنسولين. وظل العلماء يفكرون في طرق بديلة لتناول الانسولين واستمرت الأبحاث لتطوير طرق جديدة. ولعدة سنوات مضت حاول الكثير من الباحثين تطوير طريقة جديدة لتوصيل الأنسولين إلى الدم غير طريقة الحقن. وأخيرا نجحت هذا المحاولات في تطوير تركيبة للأنسولين وطريقة جديدة لتوصيله تعتمد على إيصاله للدم عن طريق الاستشاق ويعرف بالأنسولين البخاخ أو النسولين الرذاذي. وقد أقرت إدارة الغذا والدواء الأمريكية حديثا استخدام هذا العقار الجديد الذي يعرف باسم اكزوبيرا (Exubera) وذلك بعد أن أثبتت العشرات من الدراسات فعاليته ونجاحه في علاج مرضى السكر وغياب الآثار الجانبية. وبحسب بيان ادارة الاغذية والادوية، تمت دراسة سلامة وفعالية الدواء على نحو 2500 مريض بالغ يعانون من السكري من النوع الاول والنوع الثاني. وهذا النوع الجديد من الأنسولين يستنشق كما تستنشق بخاخات الربو مثل الفينتولين وغيره ويتم بعد ذلك امتصاص الأنسولين ليصل إلى الدم. وهو يصل إلى الدم بصورة سريعة قد تكون أسرع من طريقة الحقن وبدون ألم أو معاناة من المريض. ويعتبر البخاخ الجديد بديلا للأنسولين سريع المدى الذي يعطى قبل الوجبات. لذلك قد يحتاج المريض المصاب بمرض السكر من النوع الأول أن يتناول أنسولين طويل المدى مع بخاخ الأنسولين اما مرضى النوع الثاني الذين قد يحتاجون الأنسولين فقد يكفي استخدام بخاخ الأنسولين مع اقراص علاج السكر ويتم وضع طريقة وخطة العلاج من قبل طبيب مختص. بقي أن نعرف أن بخاخ الأنسولين لم يصرح باستخدامه بعد للمرضى أقل من 18 سنة كما أنه ورد في بيان إدارة الغذاء والدواء الأمريكية انه «لا يمكن للمريض استخدام بخاخ «اكزوبيرا» اذا كان مدخنا او اقلع عن التدخين مؤخرا (قبل ستة اشهر من استخدام البخاخ)‚ كما لا ينصح باستخدام البخاخ للمرضى المصابين بالربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة». لذلك لا ينصح باستخدام الدواء الجديد للمرضى المصابين بأمراض مزمنة في الصدر كما أن على المدخنين أن يوقفوا التدخين لمدة ستة أشهر على الأقل قبل استخدام بخاخ الأنسولين. وفي هذا السياق ننصح مرضى السكر الذين يستخدمون الأنسولين بالاستفسار من أطبائهم عن إمكانية استخدام بخاخ الأنسولين ومدى مناسبته لحالاتهم. نسأل الله للجميع الصحة العافية