مسائل متعلقة بيوم عرفات
الناقل :
heba
| المصدر :
www.mnask.com
مسائل متعلقة بيوم عرفات
مسائل متعلقة بيوم عرفات:
1- ما هو فضل يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((ما من يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة، وإنه سبحانه ليدنو فيباهي بهم ملائكته))
. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أن الله يقول يوم عرفة لملائكته:
((انظروا إلى عبادي أتوني شُعثًا غبرًا يرجون رحمتي أشهدكم أني قد غفرت لهم))
"
(
[1]
)
.
2- هل يلزم صعود الجبل أو الوقوف عنده في يوم عرفة؟
جاء في فتوى اللجنة الدئمة ما يلي: "لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم: جبل الرحمة، ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: خذوا عني مناسككم، ودرج على ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فلم يكونوا يصعدون على هذا الجبل في حجهم ولا اتخذوه منسكا لهم؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار، وقال: وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة ولذا قال كثير من العلماء: إن صعود هذا الجبل في الحج على وجه النسك بدعة، منهم الإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ صديق خان، وبهذا يعلم أنه لا ينبغي توسعة هذا الممر، ولا السعي في جعله طريقا مسلوكا لما فيه من تقرير البدعة وتسهيل الطريق لفاعليها، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))
. ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يصلي نفلا بموقف عرفات، بل اكتفى بصلاة الظهر والعصر في مسجد نمرة، جمعا وقصرا، ولا اتخذ مصلى بما يسمى جبل الرحمة ليصلي فيه من صعد على هذا الجبل نافلة أو فريضة في يوم عرفات، بل اشتغل بعد صلاته الظهر والعصر بذكر الله تسبيحا وتهليلا وتحميدا وتكبيرا وتلبية، وبدعاء ربه والضراعة إليه، حتى غربت الشمس"
(
[2]
)
.
الشيخ: عبد الله بن منيع الشيخ: عبد الله بن غديان
الشيخ: عبد الرزاق عفيفي الشيخ: إبراهيم بن محمد آل الشيخ
3- هل على الحجاج جمعة إذا وافق يوم الجمعة يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "أما الجمعة فإنها لا تصلى في هذا المكان؛ بناءً على أنه مشعر، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يصل الجمعة يوم عرفة، ولذلك كان الناس يصلون ظهرًا"
(
[3]
).
4- ما هو حكم من خرج من عرفة قبل غروب الشمس، وعاد بعد غروبها أو قبل غروبها أو لم يعد بالكلية؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: وقفت بعرفة حتى قبيل المغرب ورأيت الحجاج يتحركون إلى مزدلفة فسرت معهم، وقد نبهني أحد الحجاج بعدم المسير الآن، ولكنني لم أسمع كلامه، فهل حجي صحيح؟ أو ماذا علي؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
فأجاب رحمه الله بقوله: "إذا كان الواقع هو ما ذكرت في السؤال ولم ترجع إلى عرفة بعد الغروب فعليك دم، يُذبح في منى أو مكة، للفقراء مع التوبة إلى الله من ذلك. وفق الله الجميع"
(
[4]
).
وقال رحمه الله في موضع آخر: "من وقف بعرفة نهارًا فعليه أن يستمر إلى الليل، فإن لم يفعل وانصرف قبل الغروب ولم يعد بعد الغروب فعليه دم، وإن عاد بعد المغرب فوقف ليلاً ليلة النحر ولم يقف في النهار فلا شيء عليه"
(
[5]
).
5- ما هي آداب النفرة من عرفة إلى مزدلفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "إذا غربت انصرفوا إلى مزدلفة بسكينة ووقار، وأكثروا من التلبية، وأسرعوا في المُتَّسع؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز الانصراف قبل الغروب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف حتى غربت الشمس، وقال:
((خذوا عني مناسككم))
"
(
[6]
).
6- ما حكم من وقف خارج عرفة جاهلاً؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((الحج عرفة))
. فإذا وقف الحاج خارج عرفة أو في عرنة أو غيرها فليس له حج، ولكن إذا دخل عرفة بعد زوال الشمس ذلك اليوم أو في ليلة العيد صح حجه، أما إذا كان لم يدخل عرفة لا بعد الزوال ولا في الليل فهذا ليس له حج"
(
[7]
).
7- من لم يستطع النفرة من عرفة إلا فجر يوم النحر؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: شخص أدى فريضة الحج لهذا العام، ولم يتمكن من الخروج من عرفة إلا صبيحة اليوم العاشر، وبالتالي فاته المبيت بمزدلفة، وذلك بسبب ازدحام السيارات وكثرة الناس، واتجه مباشرة إلى منى مرورًا بمزدلفة، بعد طلوع شمس يوم العاشر، فماذا يجب عليه؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "قال الله تعالى:
{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ}
. فإذا أحصر الإنسان عن ترك واجب في الحج، كالمبيت بمزدلفة، فإنه يذبح هديًا بمكة، احتياطًا وإبراءً للذمة، وإن كانوا فقراء فليس عليهم شيء"
(
[8]
).
8- صلاة المغرب والعشاء ليلة جمع بعرفة إذا غلب على الظن عدم الوصول في وقتها؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: ما حكم من صلى صلاتي المغرب والعشاء قصرًا وجمع تأخير قبل دخول مزدلفة وذلك لأسباب طارئة، منها تعطل سيارته في الطريق إلى مزدلفة وخشية فوات وقت المغرب والعشاء حيث كان الوقت متأخرًا جدًا فصلى صلاتي المغرب والعشاء على حدود مزدلفة أي قبل مزدلفة بمسافة بسيطة، ثم نام ريثما يتم إصلاح سيارته ثم صلى أيضًا صلاة الفجر وذلك بعد دخول وقت صلاة الفجر أيضًا صلاها على حدود مزدلفة حيث أنه لم يستطع دخول مزدلفة إلا في الصباح والشمس قد أشرقت، فهل تصح صلاته هذه لكل من المغرب والعشاء والفجر على حدود مزدلفة؟ نرجو من سماحتكم توضيح ذلك مع ذكر الدليل؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "الصلاة تصح في كل مكان إلا ما استثناه الشارع، كما قال صلى الله عليه وسلم:
((جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا))
. ولكن المشروع للحاج أن يصلي المغرب والعشاء جمعًا في مزدلفة حيث أمكنه ذلك قبل نصف الليل، فإن لم يتيسر له ذلك لزحام أو غيره، صلاهما بأي مكان كان، ولم يجز له تأخيرهما إلى ما بعد نصف الليل؛ لقوله تعالى:
{إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}
. أي مفروضًا في الأوقات، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((وقت العشاء إلى نصف الليل))
رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، والله اعلم"
(
[9]
).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه لله: "إن كان يخشى ألا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل، فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل"
(
[10]
).
9- ما هي الأذكار الواردة في يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه لله: "ويُسن أن يكثر من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير))
.
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))
"
(
[11]
)
.
10- ما حكم حج من جاء إلى عرفة بعد غروب الشمس؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: شخص شارك في أعمال الحج، ولم يمكنه عمله من الوقوف بعرفة في النهار، فهل يجوز له أن يقف بعد انصراف الناس في الليل؟ وكم يكفيه من الوقوف؟ وهل لو مر بسيارته في عرفة يجزئه ذلك؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "يمتد زمن الوقوف بعرفة من طلوع فجر اليوم التاسع إلى طلوع الفجر يوم النحر، فإذا لم يتمكن الحاج من الوقوف في نهار اليوم التاسع، فوقف في الليل بعد الانصراف كفاه ذلك، حتى لو لم يقف بعرفة إلا آخر الليل قبيل الصبح، ويكفيه ولو بضع دقائق، وكذا لو مر من عرفات وهو سائر على سيارته أجزأه ذلك، ولكن الأفضل له أن يحضر في الوقت الذي يقف فيه الناس، ويشاركهم في الدعاء عشية عرفة، ويحرص على الخشوع وحضور القلب، ويرجو مثل ما يرجون من نزول الرحمة، وحصول المغفرة، فإن فاته النهار فوقف بالليل فالأفضل له أن يبكر بالوقوف مهما استطاع، فينزل بعرفة ولو قليلاً، ويمد يديه إلى ربه ويتضرع إليه في السؤال، ثم يذهب معهم إلى مزدلفة ويمكث بها إلى آخر الليل، ويصلي فيها الفجر، ثم يكثر بعد ذلك من الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعًا يديه، حتى يسفر، ثم ينصرف مع الناس إلى منى قبل طلوع الشمس تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك"
(
[12]
)
.
11- ما هو آخر وقت للوقوف بعرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "زمن الوقوف ما بعد الزوال من يوم عرفة إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا هو المجمع عليه بين أهل العلم"
(
[13]
)
.
12- ما حكم التصوير للحاج في عرفة؟ وهل ينافي الإخلاص؟
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: "لايجوزللحجاجإذاأحرمواأنيأخذوالأنفسهمصورةفوتوغرافية يحتفظونﺑﻬاللتذكار،وعملهمهذاحراممنوجهين:
الوجهالأول:أنالتصويرمعصية،وكبيرةمنكبائرالذنوب،فلايليقﺑﻬمأن يفتتحوابهنسكهم،ولايجوزلهمالتصويرفيأثناءالحجولاخارجالحج؛لأنالتصوير حراممطلقا.
والثاني:أنهذايدخلفيالرياء؛لأنهيريدأنيرىالناسصورتهوهومحرم، والرياءيفسدالعمل،فاحذرأيهاالمسلمممايفسدعملك"
(
[14]
)
.
13- من فاته الوقوف بعرفة أو وقف خارجها كل الوقت ماذا عليه؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((الحج عرفة))
. فإذا وقف الحاج خارج عرفة أو في عرنة أو غيرها فليس له حج، ولكن إذا دخل عرفة بعد زوال الشمس ذلك اليوم أو في ليلة العيد صح حجه، أما إذا كان لم يدخل عرفة لا بعد الزوال ولا في الليل فهذا ليس له حج"
(
[15]
).
14- ما فضل يوم عرفه إذا صادف يوم جمعة؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: هل ورد شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل كون الحج يوم الجمعة؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الجمعة إذا صادف يوم عرفة، لكن العلماء يقولون: إن مصادقته ليوم الجمعة فيها خير:
أولاً: لتكون الحجة كحجة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادف وقوفه بعرفة يوم الجمعة.
ثانيًا: أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه، فيكون ذلك أقرب إلى الإجابة.
ثالثًا: أن يوم عرفة عيد ويوم الجمعة عيد، فإذا اتفق العيدان كان في ذلك خير. وأما ما أشتهر من أن حجة الجمعة تعادل سبعين حجة فهذا غير صحيح"
(
[16]
).
15- هل يلزم الحاج الصلاة في مسجد نمرة يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "السنة أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم مع القصر، بأذان وإقامتين في مسجد نمرة إن تيسر له ذلك، فإن لم يتيسر ذلك، فعلى كل جماعة أن يصلوا في مكانهم تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم"
(
[17]
).
16- ما حكم من وقف خارج حدود عرفة جاهلاً أو سأل وأجيب خطأ عن الحدود؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "يجب على الواقف بعرفة أن يتأكد من حدودها، فإن بعض الحجاج يقفون خارج حدودها؛ إما جهلاً وإما تقليدًا لغيرهم، وهؤلاء الذين وقفوا خارج حدود عرفة لا حج لهم؛ لأنهم لم يقفوا بعرفة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((الحج عرفة))
"
(
[18]
).
17- ما حكم الصلاة في عرفة من حيث الجمع والقصر؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: هل صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في عرفة أمر واجب، أم يجوز أن أصليهما في وقت كل منهما كاملتين؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "صلاة الظهر والعصر يوم عرفات للحجاج جمعًا وقصرًا، في وادي عرنة غرب عرفات بأذان واحد وإقامتين سنة مؤكدة، فعلها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ولا ينبغي للمؤمن أن يخالف السنة، لكن ليس ذلك بواجب عند أهل العلم بل سنة مؤكدة، فإن المسافر لو أتم صحت صلاته، لكن القصر متأكد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله وقال:
((خذوا عني مناسككم))
. فلا ينبغي له أن يخالف السنة بل يصلي مع الناس قصرًا وجمعًا جمع تقديم، ثم يتوجه إلى محل الوقوف في نفس عرفة، ولو صلاهما في عرفة ولم يصل في وادي عرنة فلا بأس حذرًا من المشقة، فإن الناس في هذه العصور يحتاجون للتخلص من الزحام بكل وسيلة مباحة"
(
[19]
).
18- من لم يصل إلى عرفة إلا بعد العصر بسبب الزحام، فما الحكم؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "زمن الوقوف ما بعد الزوال من يوم عرفة إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا هو المجمع عليه بين أهل العلم.
أما ما قبل الزوال ففيه خلاف بين أهل العلم، والأكثرون على أنه لا يجزئ الوقوف فيه إذا لم يقف بعد الزوال ولا في الليل، ومن وقف نهارًا بعد الزوال أو ليلاً أجزأه ذلك، والأفضل أن يقف نهارًا بعد صلاة الظهر والعصر جمع تقديم إلى غروب الشمس، ولا يجوز الانصراف قبل الغروب لمن وقف نهارًا، فإن فعل ذلك فعليه دم عند أكثر أهل العلم؛ لكونه ترك واجبًا، وهو الجمع في الوقوف بين الليل والنهار لمن وقف نهارًا"
(
[20]
).
19- ما أفضل العمل يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "الأفضل للحاج في هذا اليوم العظيم أن يجتهد في الدعاء والضراعة إلى الله سبحانه وتعالى ويرفع يديه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم اجتهد في الدعاء والذكر في هذا اليوم حتى غربت الشمس، وذلك بعد ما صلى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في وادي عرنة، ثم توجه إلى الموقف فوقف هناك عند الصخرات وجبل الدعاء، ويسمى جبل إلال، واجتهد في الدعاء والذكر رافعًا يديه مستقبلاً القبلة وهو على ناقته، وقد شرع الله سبحانه لعباده الدعاء بتضرع وخفية وخشوع لله عز وجل، رغبة ورهبة، وهذا الموطن من أفضل مواطن الدعاء، قال الله تعالى:
{ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين}
. وقال تعالى:
{واذكر ربك في نفسك}
. وفي الصحيحين: قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: رفع الناس أصواتهم بالدعاء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أيها الناس، أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا بصيرًا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته))
. وقد أثنى الله جل وعلا على زكريا عليه السلام في ذلك، قال تعالى:
{ذكر رحمت ربك عبده زكريا % إذ نادى ربه نداء خفيا}
. وقال عز وجل:
{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}
.
والآيات والأحاديث في الحث على الذكر والدعاء كثيرة، ويشرع في هذا الموطن بوجه خاص الإكثار من الذكر والدعاء بإخلاص وحضور قلب ورغبة ورهبة، ويشرع رفع الصوت به وبالتلبية كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذا اليوم:
((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير))
"
(
[21]
).
20- بماذا ينبغي أن يشتغل به الحاج في عرفة؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، ويدعو بما أحب رافعًا يديه مستقبلاً القبلة ولو كان الجبل خلفه؛ لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل، وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الجبل وقال:
((وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة))
.
وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف العظيم:
((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير))
.
فإن حصل له ملل وأراد أن يستجم بالتحدث مع أصحابه بالأحاديث النافعة أو قراءة ما تيسر من الكتب المفيدة، خصوصًا فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته؛ ليقوى جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسنًا، ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه، ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء، فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة"
(
[22]
).
21- ما هي الهيئة التي ينبغي أن يكون عليها الحاج في عرفة حال الدعاء؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يستحب استقبال القبلة وجبل الرحمة إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر استقبالهما استقبل القبلة وإن لم يستقبل الجبل، ويستحب للحاج في هذا الموقف أن يجتهد في ذكر الله سبحانه ودعائه والتضرع إليه، ويرفع يديه حال الدعاء، وإن لبى أو قرأ شيئًا من القرآن فحسن.
ويُسن أن يكثر من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير))
. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحانه الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))
.
فينبغي الإكثار من هذا الذكر وتكراره بخشوع وحضور قلب، وينبغي الإكثار أيضًا من الأذكار والأدعية الواردة في الشرع في كل وقت، ولاسيما في هذا الموضع وفي هذا اليوم العظيم ويختار جوامع الدعاء"
(
[23]
).
وقال رحمه الله في موضع آخر: "يرفع يديه بالدعاء ويحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء ويستقبل القبلة"
(
[24]
).
وقال رحمه الله في موضع آخر: "أما الدعاء الجماعي فلا أعلم له أصلاً والأحوط تركه؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما علمت، لكن لو دعا إنسان في جماعة وأمنوا على دعائه فلا بأس في ذلك، كما في دعاء القنوت ودعاء ختم القرآن الكريم ودعاء الاستسقاء ونحو ذلك"
(
[25]
).
(
[1]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/242).
(
[2]
) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (11/207-208)، فتوى رقم: (16).
(
[3]
) مجموع فتاوى ورسائل فضيلته (24/63).
(
[4]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/178).
(
[5]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/263-264).
(
[6]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (16/75).
(
[7]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/262).
(
[8]
) مجموع فتاوى ورسائل فضيلته (23/65-66) بتصرف.
(
[9]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/280-281).
(
[10]
) المنهج لمريد الحج والعمرة (ص133) ضمن مجموعة كتب تتعلق بالمناسك، من مطبوعات مكتبة إمام الدّعوة.
(
[11]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (16/69).
(
[12]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/295-260).
(
[13]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/261).
(
[14]
) بيان ما يفعله الحاج والمعتمر (ص189) ضمن مجموعة كتب تتعلق بالمناسك، من مطبوعات مكتبة إمام الدّعوة.
(
[15]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/262).
(
[16]
) مجموع فتاوى ورسائل فضيلته (21/35).
(
[17]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (16/174-175).
(
[18]
) المنهج لمريد الحج والعمرة (ص157-158) ضمن مجموعة كتب تتعلق بالمناسك، من مطبوعات مكتبة إمام الدّعوة.
(
[19]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/258-259).
(
[20]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/261-262).
(
[21]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/272) وما بعدها.
(
[22]
) المنهج لمريد الحج والعمرة (ص131-132) ضمن مجموعة كتب تتعلق بالمناسك، من مطبوعات مكتبة إمام الدّعوة.
(
[23]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (16/68-69).
(
[24]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/258).
(
[25]
) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته (17/274).