في أي مشعر وقف النبي (صلى الله علية وسلم) بجبل قزح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وبعد فالثابت عن النبي صلى عليه وسلم أنه وقف بالمزدلفة عند المشعر الحرام وهو جبل بالمزدلفة يسمي قزح قال النووي في شرحه لصحيح مسلم : وأما المشعر الحرام فبفتح الميم هذا هو الصحيح وبه جاء القرآن وتظاهرت به روايات الحديث، ويقال أيضا بكسر الميم والمراد به هنا قُزَح ـ بضم القاف وفتح الزاي وبحاء مهملة ـ وهو جبل معروف في المزدلفة، وهذا الحديث حجة الفقهاء في أن المشعر الحرام هو قزح. وقال جماهير المفسرين وأهل السير والحديث المشعر الحرام جميع المزدلفة. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
وَالسُّنَّةُ أَنْ يَبِيتَ بمزدلفة إلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَيُصَلِّيَ بِهَا الْفَجْرَ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ ثُمَّ يَقِفُ بِالْمَشْعَرِ الْحَرَام إلَى أَنْ يُسْفِرَ جِدًّا قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنْ كَانَ مِنْ الضَّعَفَةِ كَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ فَإِنَّهُ يَتَعَجَّلُ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إلَى مِنَى إذَا غَابَ الْقَمَرُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَهْلِ الْقُوَّةِ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ مُزْدَلِفَةَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَيُصَلُّوا بِهَا الْفَجْرَ وَيَقِفُوا بِهَا وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ لَكِنَّ الْوُقُوفَ عِنْدَ قُزَحَ أَفْضَلُ وَهُوَ جَبَلُ الميقدة وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يَقِفُ فِيهِ النَّاسُ الْيَوْمَ . وَقَدْ بُنِيَ عَلَيْهِ بِنَاءٌ وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يَخُصُّهُ كَثِيرٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ بِاسْمِ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ . انتهى
وعليه فمن السنة الوقوف بالمزدلفة عند مكان جبل قزح الذي هو الآن مسجد، لكن لم نقف على دليل شرعي يحدد مكانا خاصا من الجبل وقف فيه رسول الله صلي عليه وسلم فالأمر في ذلك واسع، ومزدلفة كلها موقف، لكن الأفضل الوقوف عند الجبل المذكور
والله أعلم