يعتبر تقديم وتناول المشروبات بأنواعها أيام الامتحانات إحدى التقاليد الغذائية المتوارثة في المنطقة والخليج العربي خاصة أثناء فترة السهر.. وبات من المعروف أن تلك المشروبات وعلى رأسها الشاي والقهوة عامل مساعد في تحصيل الدروس..
الشاي مشروب واسع الانتشار في جميع أنحاء العالم. يعد من المشروبات التقليدية في الكويت ودول الخليج. فهو مشروب منبه ومنشط لاحتوائه على الكافيين . والشاي مدر للبول حيث يزيد من نشاط الكلى ودورها في التخلص من الماء. ويحتوي الشاي على قلويد الكافيين بنسبة 5 - %1 ومادة التانين القابضة بنسبة 10 - %24 بالإضافة إلى قلويدات أخرى. أما من الناحية الغذائية فيعتبر الشاي أغنى المصادر الغذائية بعنصر الفلور الضروري لصحة العظاموالأسنان. ولا يحتوي الشاي على أي طاقة غذائية. والشاي نوعان أخضر وأحمر (أسود). ويتم إنتاج الشاي الأخضر بتجفيفه مباشرة بعد قطف أوراقه على درجة حرارة %60 حيث يتم تدمير أنزيمات التخمر فيه فيحتفظ باللون الأخضر. أما الشاي الأسود فتجرى له عملية تخمر تساعد على تكسير الألياف والخلايا واستخراج مكوناتها الفعالة. حيث يوجد الكافيين في الشاي الأخضر متحدا مع التانيين وبالتالي تزيد نسبة الكافيين في أوراق الشاي الأحمر.
وللتانين أثر غير مرغوب على الأنسجة الداخلية للقناة الهضمية حيث إنها مادة دابغة وبالتالي تقلل من عملية الهضم وتعوق امتصاص العديد من المعادن وأهمها عنصر الحديد، لذلك ينصح بعدم تناول الشاي أثناء أو بعد تناول الوجبات مباشرة وخصوصا لدى الذين يعانون من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد. وللتخلص من التأثير القابض للشاي يضاف إليه الحليب .
إن فوائد الشاي الأخضر ورد ذكره في الطب الشعبي القديم وقد أثبتت الدراسات الحديثة احتواء الشاي الأخضر على عناصر مضادة للأكسدة تساعد على الوقاية من أمراض القلب والشرايين كما تساعد في الوقاية من بعض أنواع السرطان. وتتبع مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر مجموعة الفلافونويدز وهي تعادل في أثرها كمضاد للأكسدة مائة ضعف قدر فيتامين (ج) و25 ضعفا قدر فيتامين (هـ). ويقل الشاي الأخضر في محتواه من الكافيين عن الشاي الأسود والقهوة ومشروبات الكولا مما يجعل تناول كميات معتدلة منه مفيداً للصحة.
أما بالنسبة للقهوة فإن الموطن الأصلي لشجرة البن هو جنوب الجزيرة العربية ومنها انطلق إلى أنحاء العالم لتكون القهوة مشروباً عالمياً بلا منازع. وتنافس القهوة الشاي في أيام الامتحانات فتناول كميات قليلة منها يساعد على اليقظة والنشاط والتخلص من الصداع. والإسراف في تناول القهوة يؤدي إلى زيادة إدرار البول وزيادة عمق وسرعة التنفس وزيادة ضربات القلب وتنشيط إفرازات الجهاز الهضمي على نحو غير صحي. ويرجع هذا لاحتواء القهوة قلويد الكافيين، إن فنجان من القهوة يحتوي على حوالي 100 ميلجرام من الكافيين وتختلف كمية الكافيين الموجودة في فنجان القهوة باختلاف درجة التحميص وطريقة الإعداد فكلما زادت درجة التحميص ومدة غلي القهوة زاد محتواها من الكافيين.
ويتوقف تأثير القهوة على ما تحتويه من مادة الكافيين التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والكلى والجهاز التنفسي والقلب، كما هو الحال في مشروب الشاي. ولكن للقهوة تأثير أقوى من الشاي حيث أثبتت الدراسات أنه حتى القهوة المنزوعة الكافيين لها تأثيرات على الجهاز التنفسي والقلب لاحتوائها على زيت الكافيول الذي يرجع إليه الكثير من المؤثرات الضارة للقهوة. وينصح المصابون بارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة والاثنى عشر والقولون العصبي بعدم تناول القهوة أو الإقلال منها قدر المستطاع.
المادة
متوسط المحتوى من الكافيين / مللجم
الآثار الصحية السلبية لتناول القهوة والمشروبات المحتوية على الكافيين متعددة منها:
ارتفاع مستويات كوليسترول الدم. أوضح عدد من الدراسات أن تناول ما يعادل 3 أكواب (720 ملي لتر/يوم) من القهوة الأمريكية يزيد مستوى الكوليسترول الإجمالي في الدم بمعدل 9 مليجرامات/ 100 مل والضار بمعدل 6 مليجرامات/ 100 مل.
فقد الماء والبوتاسيوم. فللقهوة تأثير مدر للبول ينتج عنه زيادة فقد الماء والبوتاسيوم وبعض المعادن الأخرى الهامة للصحة.
فقد الكالسيوم. على الرغم من أن الدراسات العلمية الصحيحة لم تجد علاقة واضحة بين الاستهلاك المعتدل للقهوة وهشاشة العظام إلا أن بعض الدراسات أوضحت أن الإفراط في استهلاك القهوة (والمشروبات المحتوية على الكافيين) يمكن أن تؤدي إلى تدهور كثافة العظام. وقد اعتبرت هذه الدراسات أن تناول أكثر من كوبين من القهوة العادية (المحتوية على كافيين) يومياً يكون له تأثر ضار على العظام وبخاصة عظام النساء، وقد فسرت تلك الدراسات ذلك بأن التأثير المدر للقهوة يحدث توازنا سلبيا في ميزان الكالسيوم خصوصاً لدى النساء اللاتي لا يتناولن كميات كافية من الأغذية الغنية بالكالسيوم والنساء اللاتي تعدين سن العشرين عاماً. وأوضحت دراسات أخرى أن عظام النساء لم تتأثر بشرب القهوة عندما تناولن كوبا من الحليب يومياً خلال مراحل البلوغ.
زيادة ضربات القلب والشعور بالأرق لدى بعض الأشخاص. تناول الشاي أو القهوة أو المشروبات المحتوية على الكافيين قد تؤدي إلى زيادة ضربات القلب والشعور بالأرق لدى بعض الأشخاص ويتوقف ظهور هذا التأثير على مقدار ما يتناوله الفرد من هذه المشروبات ومدى تعوده على تناول هذا المقدار. ومن الممكن أن يزداد ظهور هذه التأثيرات في حالات التوتر النفسي كما هو الحال بالنسبة للطلبة في أيام الامتحانات، فمع أن تناول القليل من الشاي أو القهوة قد يشعرهم بالارتياح والتركيز إلا أن الإفراط في تناول هذه المشروبات قد يشعرهم بعدم القدرة على التركيز والشعور بالتوتر والأرق وقلة النوم.