يحتوي هذا الجزء من الكتاب على العديد من الدراسات والمقالات المعاصرة والتي نشرت في المجلات المختصة ومواقع الشبكة الإلكترونية. وقد حاولنا التقيد بهدف هذا الكتاب وحصر مواضيع المقالات في قضية الغذاء والسرطان. و قد قمنا بدراسة المواد الغذائية ذات العلاقة بالسرطان في مجموعات أو أبواب مختلفة, ونقدم فيما يلي لمحة مختصرة عن فحوى أبواب هذا الجزء من الكتاب. وجدنا أنه من الأدب مع تاريخنا, أن نستهل هذا الجزء بمناقشة دور علماء المسلمين الأوائل في علاج السرطان. حيث أنهم اسهموا في وضع اللبنة الأولى في محاولة التصدي لمرض السرطان أو على الأقل التخفيف من أثره, وذلك من خلال استخدام مجموعة من الأعشاب والنباتات في العلاج. وقد أثبتت دراسات أهل العلم في الطب البديل المعاصر فاعلية ما ذهبوا إليه, حيث تطابقت رؤيتهم مع العلم المعاصر في اختيار بعض النباتات مثل الكتان والخردل والبلوط واللوف والعسل وحبة البركة. وفي أبواب متعددة قمنا بتوضيح دور أبسط وايسر عناصر الشفاء المتوفرة في الطبيعة والتي جعلها الله متوفرة للفقير و للغني. وعناصر الشفاء الطبيعية هي: التداوي بشرب الماء والتعرض للشمس وكذلك ممارسة المزيد من الحركة المبرمجة أو ما يسمى ممارسة تمارين الرياضية. وبعد ذلك حاولنا الاستفادة من المقالات والدراسات المتوفرة لدينا والتي تشير الى دور الفيتامينات المختلفة في مقاومة مرض السرطان. فمن المعلوم أن الفيتامينات المتوفرة في الأغذية المختلفة تقوي نظام المناعة وتساعد على عودة الجسم للوضع الطبيعي, علاوة على أن من الفيتامينات ما هو مانع للتأكسد كفيتامين E (هـ). وكذلك وجدنا من المناسب ضرورة تسليط الضوء على دور العناصر المختلفة في التصدي لمرض السرطان. وهذه العناصر هي الكالسيوموالبوتاسيوم والزنك و السيلينيوم والنحاس, وقد أشرنا عندما تيسر لنا ذلك إلى الأغذية التي تحتويها.
وقد أفردنا اكثر من باب للحديث عن الخضار والألياف والفواكه لأهميتها الكبرى , حيث أجمعت مختلف الدراسات عن الدور الإيجابي لها في التصدي للسرطان ومقاومته, والتقليل من عامل الخطر عند الجسم السليم.. وشاءت الأقدار أن نتعرف على بعض عجاب خلق الله لهذه النباتات, فانظر إلى البصل أبيضه و أحمره وأخضره والى الثوم نية ومطبوخة التي اجمع العلماء على فوائدهن, وسنجد كل ذلك ملحقا وبشيء من التفصيل فيما بعد. ولم ننسى التفاح والعنب والحمضيات وعصائرها التي أصبحت اليوم محطة إعجاب لدورها المقاوم والفاعل ضد مرض السرطان. وستجد لاحقا أن في جميع أجزاء حبة البرتقال علاج وبلسم وهذا غير مقصور على الجزء المأكول منها, بل تعداه إلى الأجزاء المكبوبة. وقد ننافس غدا الحيوانات على الاستفادة من مخلفات الحمضيات , لان في البذرة و اللب الخير الكثير, فتبارك الله أحسن الخالقين. وأحب أن انوه بأننا خطونا خطوات كبيره في جامعة النجاح الوطنية في عملية استخلاص المواد المؤثرة الموجودة في مخلفات الحمضيات. أما عن الخضار الأخرى , فحدث بلا حرج فذاك الجزر الحاوي على الكروتين, والفجل الحاوي على مواد تزيل تكلس الأسنان, وقد تفيد الجيوب الأنفية, وهذه الأسباب مجتمعة حذت بالعالم الياباني المختص بالفجل, صناعة معجون أسنان من مادة الفجل. ولم يقف الحال عند الجزر والفجل, فالزهرة (القرنبيط) غنية بالحديد, ونبتة البروكلي أصبحت محل إعجاب في دراسات التغذية الهادفة لمقاومة السرطان و التصدي له. و الطماطم وحبة البندورة الحمراء حفزت علماء التكنولوجيا الحيوية اإى تطوير جيل جديد منها غني بعناصر تقوية الجسم المقاومة لمرض السرطان. ولم ننسى أن نذكركم بدور المشروبات الشعبية العربية كالقهوة والشاي, حيث انه تبين أن لها دور حيادي في مسألة مرض السرطان. وان نشرت بعض الدراسات ذات التوجه الإيجابي نحو شرب الشاي الأخضر وفائدته في مقاومة السرطان ومنع تطوره وانتشاره. ووجدنا من الضروري إبراز الحبوب في نقطة مستقلة, وكيف لا ونحن نعلم عن أهميتها في علاج مرض السرطان و مقاومته. فالقمح والذرة تقف على قائمة هذه الحبوب. و ثشير تجاربنا في جامعة النجاح الوطنية الى فوائد نبتة القمح والشعير والذرة وعباد (دوار) الشمس الخضراء, ونحن في طور استخلاص عصائر للعلاج . وهذه العصائر تركت أثرا إيجابيا في تصحيح الأخطاء الداخلية للجسم. ونوصي باستخدام حبوب هذه النباتات لفوائدها المثبتة في تقليل مخاطر تطور مرض السرطان. فإذا ما تحدثنا عن القمح مثلا تذكرنا أهمية الخبز الأسمر ومادة النخالة. وتجد الخير والفائدة في الذرة حبا وزيتا. أما الزيوت النباتية ومشتقاتها فهي تلعب دور بارز في التصدي للسرطان والتقليل من خطره وخصوصا زيت الزيتون المبارك وزيوت النخيل المحتوية على المواد المانعة للأكسدة . وبالتالي نحذر من استخدام الدهون الحيوانية التي يعتمد عليها الغرب ومعظمها مشتق من دهن الخنزير. ونحب أن نركز على نقطة أخري بالغة الأهمية, وهي أن هذه الدهون وبالأخص الحيوانية منها لها علاقة بالسمنة, والسمنة قد تكون خطيرة عند البنات المراهقات لكونها مرتبطة بنشوء سرطان الثدي والمبيض وتطوره. ونذكركم بأن تناول الدهون وتناول الطعام الدسم لم ينحصر خطره بعلاقته بمشاكل مرض السرطان بل يسرع في عملية الشيخوخة لخلايا الجسم وبالتالي الى الهرم في سن مبكر. ولنا عند اللحوم وقفة خاصة, فهناك اعتقاد سائد مرتبط بتقاليد اجتماعية قديمة, مفاده أن كثرة أكل اللحم مرتبط برغد العيش. والحقيقة أننا نحتاج اللحم كمصدر للبروتينات ولبناء الخلايا, و ننصح بتناول لحم الأسماك ومن ثم بتناول لحم الطيور, ونعطيه أولوية على لحم الحيوانات الأخرى. وتشير بعض الدراسات إلى مخاطر تناول اللحم الأحمر وكذلك مخاطر تناول اللحوم المصنعة بكثرة وبكمية تزيد عن 80غم يوميا والتي قد تكون سببا في تطور سرطان القولون و الأمعاء أو بالأحرى سرطانات الجهاز الهضمي المختلفة. و ستجدون المزيد في باب اللحم والسرطان. ولم نغفل السلوك الغذائي من بالنا فقد قمنا بتجميع الدراسات المتوفرة لدينا والمتعلقة بهذا الموضوع في نقطة مستقلة. وتدعوا هذه الدراسات إلى عدم التهاون مع السمنة والزيادة بالوزن. وقد نصحنا بتنوع الغذاء و بالإكثار من الغذاء الأخضر, علاوة على ضرورة تناول الخضار والفاكهة والحبوب. وحذرنا من الإسراع في تناول الطعام وكذلك لا نحبذ تناول الوجبات السريعة التي تقدمها المطاعم الأمريكية والغربية المختصة لما فيها من دهون . ولا ننسى أن نكون حازمين في مسألة النظافة, نظافة اليدين عند الأكل ونظافة عناصر الغذاء قبل الطبخ وأثناء الطبخ, فعند طبخ اللحمة مثلا لا تترك أبدا مكشوفة ولا حتى أثناء ذوبان اللحمة المجمدة والتي يجب إذابتها داخل الثلاجة وليس خارجها. ونعلمكم بأن سبب سرطان الخصية ناجم عن تناول الأغذية المتعفنة, مباشرة أو غير مباشرة, ووجد أن تناول لحم الخنزير الذي يتناول الحبوب المتعفنة هو وراء هذه المصيبة, وهذا التصريح أثبتته الوقائع في الدانمارك. وعد إلى باب السلوكيات الغذائية والتلوث الغذائي تجد فيه المزيد