لقد شاءت قدرة الله سبحانه وتعالي أن جعل بين الزوجين حياة منظمة وذات علاقات متوالية لا تنقطع إلا بالموت ، ومن حسن حظ الرجل أن جُعلت له إمراة ( زوجة ) يسكن إليها ، أي هي مقر الراحة والسكن والهدوء وتوفير الحاجات الأساسية للحياة من أمور يحتاجها كل إنسان ، وهنا يأتي التكامل بين دور كل من الزوج والزوجة في الحياة لتكوين الأسرة في حين يوفر الزوج الناحية المالية وتوفر الزوجة السكن النفسي للزوج ، ويشترك الاثنان في تجميل الحياة اليومية وتربية الأبناء وغيرها . ولما كانت حياة الرجل مستحيلة دون المرأة والعكس صحيح ، كان لابد من التطرق إلي بعض الأمور التي تعين علي زيادة المحبة بين الزوجين وهي :
1- التفاهم : فهم كل منهما لشخصية الآخر ومعاملته بالود والحب وذلك يكون من خلال الحوارات الرقيقة وإظهار المشاعر الإيجابية بينهما بين فترة وأخري .
2- التضحية : أن يضحي كلا الطرفين بترك بعض الأمور التي اعتادها خلال حياة العزوبية من أجل الطرف الآخر .
3- التودد : أي الملاطفة بين الزوجين ككلمة لطيفة أو قبلة عابرة أو لمسة حانية للتعبير عن مدي حب الطرف الأول للثاني أو العكس ، مع الحرص علي التكرار بين وقت وآخر .
4- بر أهل الزوج أو الزوجة : فكلما أهتم أحد الطرفين بوالدي الطرف الآخر كلما ساعد ذلك في تقوية العلاقة العاطفية بين الزوجين ، وهذا الاهتمام يكون بالاحترام والتقدير ودعوتهم إلي البيت والاحتفاء بهم .
5- حفظ أسرار البيت : ألا يذكر أحد الطرفين الآخر إلا بالخير ولا يحرجه أو يستفزه خاصة أمام الأهل والأقارب ، والأصحاب .
6- المدح والثناء : ويكون عند أداء أي عمل جديد أو مميز وذلك بكلمات مثل : يعطيك العافية ، جزاك الله خيراً ، ما قصرت ، عمل جميل ، رائع ، الخ .. وهذا يساهم في إبراز الإيجابيات والتشجيع علي الاستمرار فيها .
7- التسامح : ويتم ذلك بالحرص علي عدم حصر الأخطاء وتذكر السلبيات وتكرار الحديث عنها عند أي خلاف ، ومعالجة المشاكل بهدوء ، ودون تحيز أو تهويل .
8- التهادي : فإن الهدية تترك تأثيراً إيجابياً بين المتزوجين وتزيد المحبة بينهما ( تهادوا تحابوا ) وأجملها تكون في المناسبات الخاصة والأعياد ، ولا يشترط أن تكون باهظة الثمن فالعبرة بتذكر الطرف الآخر .
9- عدم التفضيل بين الأبناء : في نسبتهم للأب أو للأم ، كأن يقال ( طالع علي أبوك ) ( أو أمك ) فإن ذلك يترك أثراً عميقاً ومؤذياً في النفس ينعكس سلباً علي الوالدين والأبناء علي المدى البعيد .
10- الخروج معاً : ويتم بعيداً عن الأبناء والتنزه في السيارة أو الخروج إلي البحر أو تناول وجبة عشاء من مطعم بحيث يتيح فرصة للزوجين في الحديث والضحك دون إزعاج الأطفال . جرب ما ينفعك هذه الوصايا العشر لها أعظم الأثر في العلاقة بين الزوجين والمحافظة علي جمالها واستقرارها ، وتلغي كلمات كثيراً ما نسمعها مثل أرق ، قلق ،ضيق ، كآبة ، إحباط .. الخ من مفردات سلبية ترافق الأسرة التي تخلو من الحب والود والرفق في المعاملة . فليكن التعاون بين الزوجين لتوفير هذا الجو الإيجابي الخالي من المعوقات النفسية سواء كانت مادية أو اجتماعية أو نفسية ، فالحياة الزوجية الإيجابية هي التي تخلو من الأمراض النفسية وحالات الإنفعال الشديدة . الحقيقة أن أمور السعادة والمحبة والمودة كثيرة ولا تقف عند عدد معين من النصائح ولكن هي تجارب قد تناسب أسرة ولا تناسب غيرها ولذا نقول جرب ما ينفعك أنت وزوجك . طرق السعادة الأسرية واضح وبّين ولكننا نحتاج إلي الحب والود حتي يستمر إلي آخر لحظة .
د . محمد الثويني