حوار العالمية الدكتور زغلول النجار في حوار إيماني مع العالمية : الكوارث..عقاب للمجرمين وابتلاءً للمؤمنين وعبرة للناجين الزلازل وسيلة لاعادة تشكيل سط الارض والبراكين تثري غلافها بالثروات المعدنية الرافضون ربط وقوع الزلازل والبراكين بارتكاب الذنوب وتفشي المعاصي اما ملحدون ينكرون قدرة الله أو واهمون لم يدرسوا السنة الالهية في الكون الغرب يدعي التحضر وحماية حقوق الانسان ثم يستغل الحالة الاقتصادية لبلدان آسيا ويجعلها سوقاً لتجارة الرقيقة الابيض وشواطئ للعراة حاوره في القاهرة/ همام عبد المعبود أكد الدكتور زغلول النجار أن أي كارثة طبيعية تحدث في الدنيا، سواء كانت ( زلازل - براكين - أعاصير- رياح مدمرة - أمطار مغرقة- حرائق هائلة - ..... )، هي في مجملها عقاب من الله للعصاة والمجرمين، وابتلاء منه سبحانه للمؤمنين والصالحين، ودرس منه وعبرة للناجين، مشيرا إلى أنه ما لم تؤخذ مثل هذه الكوارث بهذا المفهوم فإنها تكون قد فرغت من معناها، ومن ثم لا يعتبر الناس منها. وقال الدكتور النجار في حوار خاص مع مراسلنا في القاهرة:" إذا لم يعتبر الذين يحاربون الإسلام من انتقام الله عن طريق هذه الظواهر الكونية المتكررة فإنهم لن يتعلموا الحكمة من وقوعها، ويعرضوا بلادهم لمزيد من الدمار لأنهم لن يستطيعوا محاربة الله" مشيرا إلى أنه "عندما سمعت بخبر الزلزال قفز إلى ذهني قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة)". البعض يرفض الربط بين وقوع الكوارث الطبيعية وبين ارتكاب الذنوب وتفشي المعاصي... فما ردكم عليهم ؟ - أمثال هؤلاء هم واحد من ثلاثة، إما كفار وملحدون ينكرون وجود الله وقدرته، وإما جاهلون لا يعلمون شيئا عن هذا العلم الذي يبحث في الزلازل والبراكين والأعاصير، وإما أنهم واهمون لم يدرسوا سنن الله التي مضت في الذين من قبلهم، وانظر معي إلى قول الله سبحانه في سورة العنكبوت فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، وقوله تعالى في سورة النحلأَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ، أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) . الفاعل المطلق هناك فريق من الناس يقولون أن الزلازل والبراكين والكوارث هي من غضب الطبيعة، و يقدمون التفسير العلمي على الإيماني أو يرفضونه؟ - هذا الكلام غير صحيح، والكوارث التي تحدث في كون الله لا تقع إلا بعلم الله وقدرته، فهو سبحانه الفاعل المطلق في الكون كله، قال تعالى : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، وقال أيضا قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، وقال : (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) . والذين يقولون هذا الكلام ينسون أشياء كثيرة أو يجهلونها، وقد كنت ضيفا على إحدى القنوات الفضائية وكان مشاركا معي في الحلقة عالمان فاضلان من الأزهر الشريف هما الأستاذ الدكتور عبد المعطي بيومي والأستاذ الدكتور علي ليلة، وكان حديثنا حول الدروس والعبر التي يجب أن نخرج بها من الزلزال الأخير الذي وقع في آسيا، وبينما كنت أؤكد على ان الذي حدث هو إنذار من الله للعصاة والجبارين وأنه عقاب منه للظالمين والمجرمين .... إلا أنني فوجئت بهما يصران على عدم الربط بين الزلزال كظاهرة علمية وبين المعاصي والذنوب كخطايا يرتكبها البشر، ويقولان انه ليس هناك علاقة بينهما !!!. هل يمكن أن يحدث تناقض بين العلم والدين في هذه المسائل ؟ - لا يمكن أبدا أن يخالف العلم صحيح القرآن أو صحيح السنة، وأي تعارض يكون بسبب قصور فهم البشر لسنن الله الكونية، و عندما يأتي العلم بعد كل هذا الزمان ليقول ان الزلزال عندما يقع فإنه يهدم القواعد أولا ثم يأتي على بقية البنيان، نقول إن هذا هو ما أكده ربنا عز وجل في سورة النحل إذ يقول َقدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ القَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ). غضب الرب لكن لماذا حل غضب الله بالزلزال على بلدان هذه المنطقة دون غيرها من البلدان؟، ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟ - غضب الله يحل على قوم عندما يبارزون ربهم وخالقهم بالمعاصي، فقد روي عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رَضِيِ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم دخل عليها فزعاً يقول: لا إله إلا اللَّه! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه: الإبهام والتي تليها. فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث متفق عَلَيْهِ . والمشكلة أن الغرب الذي يدعي التحضر والتقدم ويزعم انه يدافع عن حقوق الإنسان، قد استغل الحالة الاقتصادية للكثير من بلدان آسيا و جعلوها أسواقا لتجارة الرقيق الأبيض، والدعارة، وقد بلغ من جبروتهم أن جعلوا لهم أعوانا في تلك البلدان، ففي تايلاند تنتشر أسواق تجارة الجنس وخاصة في الأطفال الذين هم دون الثامنة!!!، وفي جزر المالاديف هناك قرى بأكملها مخصصة للعراة، وهي مفتوحة للسياح الأجانب الذين يقبلون عليها . ومن ثم فإن هذه البلدان - دون غيرها - قد أصابها ما أصابها، أما عن توقيت وقوع الزلزال، فإنه في مثل هذا الوقت من كل عام يبدأ الموسم السياحي في هذه البلاد، وما أدراك ما يحدث فيه من إعلان الحرب على الله، بشرب الخمور وانتشار القمار وانتعاش "التجارة الجنسية"، والمتاجرة في الأطفال لاستخدامهم في الرقيق الأبيض . جند الله كيف يستقبل الإنسان المؤمن الزلزال؟ - كافة الظواهر الكونية، مثل الزلازل والبراكين والعواصف، هي من جند الله، التي يسخرها عقابًا للمذنبين، وابتلاءً للصالحين، وعبرة للناجين، وإن فهمنا لميكانيكية حدوث أي من هذه الظواهر لا يخرجها من كونها جندًا لله، وإذا لم تؤخذ بهذا المعيار فلن يستفيد الناس من حدوثها حتى لو استطاعوا التنبؤ بها، أو اختراع الوسائل المختلفة لمقاومتها، وفي ذلك يقول الإمام علي (كرم الله وجهه): ما وقع عذاب إلا بذنب، وما ارتفع إلا بتوبة. لكن أليس في مقدور العلماء أن يبتكروا من الأجهزة ما يبلغهم عن قرب وقوع الزلازل والبراكين والأعاصير قبل حدوثها، ليتمكنوا من النجاة من الدمار؟ - الإسلام لا يمنع الإنسان من ابتكار أو اختراع أجهزة أو آلات تنبيه أو إنذار مبكر لحماية الناس من الكوارث، بل إن الله سبحانه أثنى على العلم وامتدح العلماء وأصحاب العقول المتفكرة، فقال جل شأنه : ( ... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)، غير أنه حتى هذه اللحظة لم يفلح العلماء، رغم الثورة الهائلة في التكنولوجيا والفضائيات والإلكترونيات، في ابتكار وسيلة علمية تنبئهم بالزلازل والبراكين والأعاصير قبل وقوعها، وكل المحاولات التي بذلت حتى الآن للتنبؤ بحدوث الزلازل لم تُجْدِ في مقاومتها، أو التنبؤ بوقوعها قبل وقت كاف لتجنبها؛ ففي منتصف السبعينيات نجح الصينيون في التنبؤ بحدوث زلازل، وتحققت نبؤتهم، وفرحوا بذلك فرحًا عظيمًا، ودعوا إلى مؤتمر دولي ليناقشوا مع علماء العالم كيفية نجاحهم في التنبؤ بحدوث ذلك الزلزال، فشاءت قدرة الله تعالى أن يقع الزلزال في لحظة اجتماعهم، لينتهي المؤتمر إلى لا شيء، ليقول الله للجميع إن الأمر كله بيد الله . الايمان بالقضاء والقدر سمعنا أن الكوارث والمصائب تكون عقابًا من الله للعصاة والمفسدين فما تفسيركم لما نرى من أن كثيرًا منها يصيب الفقراء والمساكين أكثر من غيرهم؟ - من أصول الإسلام الإيمان بالقضاء والقدر، وإذا تعرض المسلم لشدة من الشدائد وعلاقته بالله طيبة فإنه مطالب بالرضا بقضاء الله، مع التسليم بأن الحوادث التي تعرض لها هي لمصلحته ولخيره - وإن بدت في ظاهرها على غير ذلك-، والذي يقرأ سورة "الكهف" يدرك تمام الإدراك أن من أخطاء الإنسان أنه يحكم على الأحداث بعلمه هو، وهو علم محدود للغاية ولو اطلع على علم الله كما تحدثنا الآيات في تلك السورة لأدرك تمام الإدراك أن القدر في صالحه - وإن بدت الأمور في غير ذلك-. فمن الذي يتصور أن خرق مركب في عرض البحر هو خير لصاحب المركب؟!!، أو أن قتل طفل في عرض الشارع هو خير لوالديه؟!!، أو أن بناء جدار في قرية أبت أن تضيف موسى وصاحبه فيه خير كثير؟!!؛ فلا يجوز للإنسان أن يعترض على قضاء الله، وعليه أن يسلم بالقضاء والقدر رضا بما كتب الله، وهذا هو موقف المؤمن أما عن السؤال الثاني فأنا أكرر دائمًا أن كافة الكوارث الكونية وغيرها من صور الابتلاء المختلفة تحدث عقابًا للعاصين، وابتلاءً للصالحين، وعبرة للناجين، وحدوثها في كثير من مناطق الفقراء والمساكين ليس معناه أنهم كلهم من العصاة، وإن كان لا بد أن يكون من بينهم عصاة، أما الذين يُقتلون أو يصابون بأضرار عبر هذه المحن فقد يكون ذلك ابتلاء من الله لهم تكفيرًا لذنوبهم ورفعًا لدرجاتهم وتطهيرًا لهم، وقد يكون فيها خير كثير لا يعلمه إلا الله لأننا لو اطلعنا على الغيب لاخترنا الواقع. فوائد مختلفة هل يمكن استخدام الزلزال في أشياء تفيد البشرية؟ - كل الظواهر الأرضية والكونية لها فوائد مباشرة وغير مباشرة، مع كونها في الأصل من صور العقاب الإلهي؛ فالزلازل مع أنها تدمر المنشآت في المنطقة التي تحدث فيها، إلا أنها وسيلة من وسائل إعادة تشكيل سطح الأرض، وهي ضرورة من الضرورات اللازمة لجعل هذا الكوكب صالحًا للحياة، والزلازل عادة ما يصاحبها حدوث البراكين. والبراكين -على أخطارها- تجدد إثراء الغلاف الصخري للأرض بالثروات المعدنية، وينبثق من فوهاتها كميات هائلة من بخار الماء، والعديد من الغازات التي تجدد مياه الأرض، وتجدد تركيب غلافها الغازي، فالزلازل والبراكين والحركات البانية للجبال -على الرغم من أخطارها والأخطار المصاحبة لها- تلعب أدوارًا أساسية في إعادة ضبط الظروف العامة للأرض، وإثرائها بما تحتاجه من ثروات معدنية ومائية و غازات. هل القرب من الله يمكن أن يقي المسلم من الزلازل و وهل العكس صحيح ؟ - ما من شك أن المسلم كلما احتمى بجناب الله وعاش في ضوء الهدايات الربانية حماه الله تعالى من مخاطر كثيرة تحدث في هذه الحياة، والإنسان على الأرض لا تهدده الزلازل وحدها؛ فالحياة الأرضية محاطة بكمّ هائل من المخاطر، فالقشرة الأرضة وتحت القشرة الأرضية وفي الأغلفة الغازية المحيطة بالأرض، ويكفي الإشارة إلى كم المواد المشعة الموجودة في صخور القشرة الأرضية، وتحت القشرة، وكم الأشعة الكونية التي ترتطم بنطاق الغلاف الغازي للأرض في كل لحظة، وكل من هذين العاملين لو قدر له أن يصل إلى الإنسان لأفنى الحياة على سطح هذا الكوكب في لحظات قليلة. والقرآن الكريم وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) مليئة بالتأكيد على أن العذاب لا ينزل إلا ردًّا على ذنوب الناس، وليس معنى ذلك أنه لا يصاب بهذه الكوارث الكونية إلا المذنبون؛ فقد يصاب بعض الصالحين لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حينما سئل: أنهلك وفينا الصالحون؟، قال: نعم، ويبعث الناس على نواياهم. النشاط الزلزالي هل هناك سبب أو أسباب لزيادة النشاط الزلزالي بصفة عامة في العالم؟ - إن النشاط الزلزالي بصفة عامة في العالم هو من علامات الساعة التي أخبرنا بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو رد طبيعي لمبارزة الناس لله بالمعاصي، وهناك محاولات كثيرة من أجل تحقيق إمكانية التنبؤ بحدوث الزلزال، منها ملاحظة مستويات المياه في الآبار وفي البحيرات الداخلية، وملاحظة أسطح الطبقات الظاهرة على سطح الأرض لإدراك أي تحرّك في درجات ميولها، ورصد أي غازات غير عادية مثل غاز الراديوم الذي يمكن أن يشير تصاعده من المناجم والمحاجر إلى بدء حدوث زلزال. > ما وجه الإعجاز العلمي في سورة الزلزلة ؟ - سورة الزلزلة تتحدث عن علامة من علامات الآخرة، ومعروف لنا جيدا أن الآخرة لها من القوانين والسنن ما يغاير قوانين وسنن الدنيا، ولكن اللفتة القرآنية المعجزة في تلك السورة نراها في قول الحق تبارك وتعالى: "وأخرجت الأرض أثقالها" لأنه من الثابت لنا الآن أن كثافة مادة الأرض تتزايد باستمرار من سطحها إلى مركزها، وعندما تثور البراكين وتُلْقي بحممها إلى سطح الأرض فإن المادة المندفعة من فوهة البراكين تزيد كثيرًا في كثافتها عن المادة المكونة لسطح الأرض؛ فاللفتة القرآنية المبهرة في أن الأرض ستخرج أثقالها تسبق كل المعارف العلمية الإنسانية في الإشارة إلى تلك الحقيقة التي لم يدركها الإنسان إلا في القرن العشرين، وقد كان بعض المفسرين في القديم يفسرون أثقال الأرض بأجساد الناس وذنوبهم، وهذا المعنى أيضًا قد يكون صحيحًا هل يعتبر البحث في التنبؤ بميعاد الزلازل من البحث في الغيبيات؟ - الغيب في الإسلام غيبان: غيب مطلق لا يمكن للإنسان -مهما أوتي من أسباب الذكاء والفطنة- أن يصل إلى معرفة شيء منه، وغيب مؤقت قد يصل الإنسان إلى إدراك شيء منه مع مرور الزمن، والتنبؤ بالزلازل أمر من أمور الغيوب المؤقتة، التي فشل الإنسان حتى الآن في التنبؤ بها تنبؤًا صحيحًا، ولكن لا يُستبعد أن يوفق الإنسان في المستقبل إلى شيء من التقنيات العلمية، التي يمكن أن تعينه على التنبؤ بحدوث الزلازل، وإن كنت أنا شخصيًّا أستبعد ذلك، وقد أشرت في الإجابة على سؤال سابق إلى حادثة نجاح الصينيين في التنبؤ بحدوث زلزال في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، ودعوا علماء الزلازل في العالم إلى مؤتمر عقد في بكين؛ من أجل مناقشة التقنيات التي استخدموها، فشاء الله أن يحدث زلزال في نفس اللحظة التي كان المؤتمرون مجتمعين فيها، وفشل المؤتمر فشلاً ذريعًا . ما الواجب على العلماء والدعاة ..في مثل هذه المناسبة؟، وما هي الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها؟ - الواجب على كل خطيب أو إمام أو داعية أن يستثمر هذا الحدث الجلل، وأن يحسن توظيفه، في إيقاظ النائمين، وتنبيه الغافلين، وتذكير الناسين، وتحذير العصاة والمجرمين . أما عن الدروس والعبر والعظات التي يمكن أن نخرج بها من هذا الحدث فهي كثيرة ومنها : - 1- أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالفساد ولا الإفساد في الأرض، قال تعالى في سورة البقرة وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ). 2- أن المسلم العاصي لله - رغم ما أتاه من نعم- أبغض إلى الله تعالى من الكافر العاصي . 3- أن الذي لا يعتبر بمثل هذه الأحداث فلن يتعظ بغيرها، قال تعالى في سورة يوسف : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، وقال أيضا في سورة النور أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ) . 4- إن ربك لبالمرصاد، قال تعالى حاكيا مآل قوم عاد وثمود وفرعون: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي البِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) . .. ماذا تقول لحكام المسلمين ؟ - على حكام المسلمين ومن أناط الله بهم مسئولية رعاية شؤون خلقه في الأرض أن يتقوا الله أن يسارعوا إلى التوبة، وألا يمنعوا شرع الله عن عباده، وألا يفتحوا ديار المسلمين للخمور والقمار والدعارة، تحت أي مسمى وبأية حيلة، فتلك مسؤوليتهم، وعليهم أن يسارعوا بذلك قبل أن يصب الله عليهم جام غضبه . الأستاذ الدكتور زغلول راغب محمد النجار • زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها • حصل على بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف من جامعة القاهرة سنة 1955م، وكان أول دفعته، فمنحته الجامعة جائزة "مصطفى بركة" لعلوم الأرض، وكان أول من حصل عليها • حصل على درجة الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا سنة 1963م، ومنحته الجامعة درجة زمالتها فيما بعد الدكتوراه • حصل على منحة روبرتسون للأبحاث فيما بعد الدكتوراه • عمل بشركة صحاري للبترول، وبالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، وبمناجم الفوسفات بوادي النيل، ومناجم الذهب بالبرامية، ومشروع الفحم بشبه جزيرة سيناء وبكل من جامعات عين شمس- والملك سعود، وويلز، والكويت، وقطر، والملك فهد للبترول والمعادن، كما عمل أستاذًا زائرًا بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس. • حصل على درجة الأستاذية سنة 1972م • له أكثر من 150 بحثًا منشورًا و10 كتب • أشرف على أكثر من 35 رسالة ماجستير ودكتوراه • عضو في العديد من الجمعيات العلمية المحلية والدولية • عضو هيئة تحرير عدد من الدوريات العلمية الصادرة من الولايات المتحدة وفرنسا والهند والعالم العربي • زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها • عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وعضو مجلس إدارتها • عضو اللجنة الاستشارية العليا لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة • اشترك في العديد من المؤتمرات العلمية العالمية والإسلامية والعربية • عضو مجلس أمناء جامعة الأحقاف باليمن • عضو مؤسِّس بكل من بنك دبي الإسلامي، وبنك فيصل الإسلامي المصري، وبيت التمويل الكويتي، وبنك التقوى، ومؤسسة التقوى للإدارة بسويسرا، وعضو مجلس إدارتها • عضو مجلس أمناء هيئة الإعلام الإسلامية ببريطانيا • عضو لجنة تحكيم جائزة اليابان في العلوم • عضو مجلس أمناء معهد ماركفيلد للدراسات الإسلامية، ماركفيلد- ليستر- إنجلترا • عضو مجلس أمناء المؤسسة الإسلامية العالمية للإعلام- لندن- إنجلترا ماذا تعرف عن الزلازل يقع حوالي 250 زلزالاً في أنحاء متفرقة من العالم كل يوم، وتحدث معظم هذه الزلازل تحت سطح البحر، والزلازل التي تقع على الأرض قليلة الحدوث نسبيًّا، ولا تسبب أضرارًا تذكر في معظم الأحوال، على أن الزلازل الكبيرة تعدّ من أكثر الظواهر الطبيعية تدميرًا، وبالرغم من أنها نادرًا ما تستمرّ لأكثر من ثوانٍ معدودة، إلا أن الطاقة الناجمة عنها يمكن أن تعادل 200 مليون طن من مادة الـ TNT (التي تعتبر من المتفجرات القوية) وأكثر 10 آلاف مرة من طاقة أول قنبلة نووية، وتتسبَّب الزلازل في إزهاق حياة 14 ألف شخص تقريبًا كل عام . في خلال الفترة الماضية.. ضربت الزلازل العديد من الدول، مثل تركيا واليونان وتايوان والمكسيك وأمريكا واليابان والصين ومصر. تُرى: هل نحن مقدمون على عصر زيادة الزلازل أم أنها ظاهرة وقتية ؟! لماذا تحدث الزلازل يشير تقرير لأساتذة الزلازل الكنديين إلى أن التقلبات العنيفة التي يشهدها العالم الآن في الجو التي تتمثّل في الأعاصير والفيضانات والسيول التي تتعرّض لها دول كثيرة من الممكن أن تعجّل بهذه الهزّات الأرضية، فالدولة التي اعتادت على هذه الهزات الأرضية كل مائة عام من الممكن أن تدفع هذه التغيّرات الجوية إلى أن تقع هذه الزلازل في أرضها في أقل من تلك الفترة، كما أن الدول التي تحدث فيها هزات ضعيفة من الممكن الآن أن تتضاعف قوة الهزات نتيجة للتغيرات الجوية التي تؤثر على طبقات الأرض. نظريات نشأة الزلازل كانت الأرض منذ نشأتها جسمًا ساخنًا كسائر الكواكب، وحينما برد كوّن الغلاف المائي وجذب له الغلاف الهوائي، ومع زيادة البرودة.. تكوَّنت الطبقة الصلبة الخارجية المعروفة باسم القشرة، لكن باطن الأرض ظل ساخنًا حتى الآن، ويحتوى على صهير للمعادن يموج بظاهرة تعرف بتيارات الحمل الداخلية، التي تعمل بالاشتراك مع الحرارة المرتفعة جدًّا على تآكل الصخور الصلبة في القشرة الصلبة وتحميلها أو شحنها بإجهادات وطاقات عظيمة للغاية تزداد بمرور الوقت، والقشرة نفسها مكوّنة من مجموعة من الألواح الصخرية العملاقة جدًّا، كل لوح منها يحمل قارة من القارات أو أكثر، وتحدث عملية التحميل أو الشحن بشكل أساسي في مناطق التقاء هذه الألواح بعضها مع بعض، والتي يطلق عليها العلماء الصدوع أو الفوالق التي تحدّد نهايات وبدايات الألواح الحاملة للقارات، وحينما يزيد الشحن أو الضغط على قدرة هذه الصخور على الاحتمال لا يكون بوسعها سوى إطلاق سراح هذه الطاقة فجأة في صورة موجات حركة قوية تنتشر في جميع الاتجاهات، وتخترق صخور القشرة الأرضية، وتجعلها تهتز وترتجف على النحو المعروف، في ضوء ذلك.. نشأت على الأرض مجموعة من المناطق الضعيفة في القشرة الأرضية تعتبر مراكز النشاط الزلزالي أو مخارج تنفس من خلالها الأرض عما يعتمل داخلها من طاقة قلقة تحتاج للانطلاق، ويطلق عليها "أحزمة الزلازل" وهي: حزام المحيط الهادي يمتدّ من جنوب شرق آسيا بحذاء المحيط الهادي شمالاً. وحزام غرب أمريكا الشمالية الذي يمتدّ بمحاذاة المحيط الهادي. وحزام غرب الأمريكتين، ويشمل فنزويلا وشيلي والأرجنتين، وحزام وسط المحيط الأطلنطي، ويشمل غرب المغرب، ويمتدّ شمالاً حتى إسبانيا وإيطاليا ويوجوسلافيا واليونان وشمال تركيا، ويلتقي هذا الفالق عندما يمتدّ إلى الجنوب الشرقي مع منطقة "جبال زاجروس" بين العراق وإيران، وهي منطقة بالقرب من "حزام الهيمالايا". وحزام الألب، ويشمل منطقة جبال الألب في جنوب أوروبا. وحزام شمال الصين والذي يمتدّ بعرض شمال الصين من الشرق إلى الغرب، ويلتقي مع صدع منطقة القوقاز، وغربًا مع صدع المحيط الهادي. وهناك حزام آخر يعتبر من أضعف أحزمة الزلازل، ويمتدّ من جنوب صدع الأناضول على امتداد البحر الميت جنوبًا حتى خليج السويس جنوب سيناء، ثم وسط البحر الأحمر فالفالق الأفريقي العظيم، ويؤثر على مناطق اليمن وأثيوبيا ومنطقة الأخدود الأفريقي العظيم. إن الكرة الأرضية وحدة واحدة، لكن من الثابت أن براكين القشرة الأرضية، والضغوط الواقعة عليها في المناطق المختلفة منها تؤدي إلى حدوث نشاط زلزالي لا يمكن الربط بينه وبين حدوث نشاط زلزالي في منطقة أخرى، وفي ضوء ذلك.. اكتسب كل حزام زلزالي طبيعة خاصة تختلف عن الآخرين من حيث الطبيعة الجيولوجية والتراكيب تحت السطحية، والتي يمكن معها القول: إن نشاطها الزلزالي يكون خاصًّا بهذه المنطقة، ولا يعني تقارب زمن حدوث النشاط الزلزالي على أحزمة الزلازل المختلفة أن هناك توافقًا في زمن حدوثها بعضها مع بعض، إنما يرجع ذلك إلى عوامل كثيرة داخل باطن الأرض ما زالت محل دراسة من الإنسان. إن الكرة الأرضية وحدة واحدة، لكن من الثابت أن براكين القشرة الأرضية، والضغوط الواقعة عليها في المناطق المختلفة منها تؤدي إلى حدوث نشاط زلزالي لا يمكن الربط بينه وبين حدوث نشاط زلزالي في منطقة أخرى، وفي ضوء ذلك.. اكتسب كل حزام زلزالي طبيعة خاصة تختلف عن الآخرين من حيث الطبيعة الجيولوجية والتراكيب تحت السطحية، والتي يمكن معها القول: إن نشاطها الزلزالي يكون خاصًّا بهذه المنطقة، ولا يعني تقارب زمن حدوث النشاط الزلزالي على أحزمة الزلازل المختلفة أن هناك توافقًا في زمن حدوثها بعضها مع بعض، إنما يرجع ذلك إلى عوامل كثيرة داخل باطن الأرض ما زالت محل دراسة من الإنسان. بناءً على نظريات نشأة الزلازل.. فإن التنبؤ يتم على 3 مستويات؛ الأول: وهو أين تقع الزلازل، ومن خلال الشرح السابق يمكن ملاحظة أنه يسهل إلى حد كبير تحديد مناطق واسعة من العالم تصنَّف على أنها أماكن محتملة لوقوع الزلازل، وهي التي تقع في نطاق أحزمة الزلازل، والمستوى الثاني: هو القوة المتوقعة للزلازل التي ستقع بهذه المناطق، وبناء على ما سبق أيضًا.. يمكن القول: إن هذا المستوى يعدّ أصعب من المستوى الأول، فلا أحد باستطاعته تقدير حجم الطاقة الكامنة في الأرض التي ستنطلق مع الزلزال، وكل ما يوضع من تنبّؤات في هذا الصدد مجرد تقديرات تقريبية حول المتوسط العام للزلازل بكل منطقة، بناء على التسجيلات السابقة، والمستوى الثالث: هو التنبّؤ بموعد حدوث الزلازل، وهذا في حكم المستحيل حاليًا، ولا توجد هناك وسيلة تستطيع القيام بذلك . ومعظم الأضرار التي تحدث للإنسان تنجم من الزلازل القريبة من سطح الأرض؛ لأنها تعتبر من أكثر الزلازل تكرارًا، أما الزلازل التي تحدث بين هذين العمقين (600 كم و60 كم) تعتبر زلازل متوسطة من حيث تكرارها وعمقها والضرر الناجم عنها، وتسمّى النقطة التي يبدأ من عندها الزلزال بعين أو بؤرة الزلزال، أما النقطة الموجودة فوقها تمامًا فوق سطح الأرض فتسمى بالمركز السطحي للزلزال. وتنتقل الطاقة المنبعثة من زلزال من البؤرة إلى جميع الاتجاهات على هيئة موجات سيزمية (زلزالية). وتنتقل بعض الموجات أسفل الأرض، وينتقل بعضها الآخر فوق سطح الأرض، وتنتقل الموجات السطحية بصورة أسرع من الموجات الداخلية. ويمكن تسجيل الموجات الصادرة عن زلزال كبير على أجهزة رصد الزلازل في المنطقة المقابلة للزلزال من العالم، وتصل تلك الموجات إلى سطح الأرض في غضون 21 دقيقة. كيف تتعامل مع الزلازل؟ يقول خبراء الدفاع المدني: عند حدوث أية هزات.. أرضية يجب الابتعاد عن النوافذ، والوقوف في الشرفات مع مراعاة ضرورة يقظة المارة بالشوارع ومراقبة الأشياء المتساقطة من المباني والابتعاد عنها؛ حتى لا يتعرضوا للإصابة، كذلك يجب عدم التدخين وتجنب استخدام أي مواد مشتعلة، كما يجب عدم استخدام المصاعد؛ لأنه ربما ينقطع التيار الكهربائي فجأة. ومن الأشياء المهمة أيضًا التي يجب مراعاتها: عدم التزاحم في الخروج من المبنى، ويفضل ضبط النفس والهدوء، وإذا كان الشخص في الطريق العام فيجب أن يبتعد إلى أقرب منطقة خالية أو حديقة. ويرى خبراء الدفاع المدني أنه عند الشعور بالهزة الأرضية فإنه من الأفضل الجلوس أسفل المنضدة داخل المسكن أو تحت أي "كمر مسلح" لأحد الأبواب. كما يفضل الصعود إلى سطح المبنى، وليس النزول إلى البدروم؛ خاصة بالنسبة لسكان الطوابق العليا. وبعد انتهاء الهزة الأرضية.. يجب أيضًا التأكّد من عدم وجود شروخ أو تصدّعات في الجدران الخارجية للمبنى.