في كل بيت مهموم

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : غريقة الشوق | المصدر : 7awa.roro44.com

 

مع الهمِّ يُسران ، هوِّن عليك فلا الهمُّ يُجدي ولا الاكتئاب



إن نظرةً بعيدة يبعثها المرء في مجتمعه ليكاد يُصاب بالحيرة والذهول .. فهذا مصابٌ في نفسه ، وآخرٌ في ماله ، وثالثٌ في ولده وعياله ، ورابعٌ وخامسٌ ..

ففي كلِّ بيتٍ مهموم ، وخلف كلِّ جدار مغموم ، وبين كلِّ شخصٍ وآخر كسيرٌ ومكروب ..

فيا لله .. ما أشدَّ حقارة هذه الدنيا ، وما أقلَّ شأنها ، وما أرخصها وأهونها .. { وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } العنكبوت 64


فالمِحنٌ والهموم قد تكالبت على الجميع ، لم ينجو منها أحدٌ أبداً ، ولو كان كذلكَ ؛ لكان أولى الناس بالنجاة منها : أكرم الخلق على الله ( الأنبياء والرسل ) .


فهذه الدار دارُ همٍ وغمٍ ونصبٍ وتعب ، هكذا أرادها ربنا جل وعلا ، إلا أن الذين يتفاضلون فيها ؛ فعلى قدر صبرهم واحتسابهم ورضاهم بما كتب الله وقدَّر .


ولا تجزع إذا أعسرت يوماً *** فقد أيسرت في الزمن الطويل

ولا تظنن بربك ظن سوءٍ *** فإن الله أولى بالجـميل ِ

وإن العسر يتـبعه يسارٌ *** وقول الله أصدق كل قيل ِ


والموفَّق كل التوفيق هو من تمثَّل وتأمل قول الباري جل وعلا : { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } البقرة 156

القدرُ نافذ ، وقضاء الله صائر ، فإما أن تصبِر فتُؤجر ، وإما أن تجزع وتسخط فحينها يسخطُ الربُّ ويغضب ..

ونبيك وحبيبك محمداً صلى الله عليه وسلم يقول : (عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) ..


فهوِّن عليك أيها المبارك ، { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } الشرح 5 .. وكلما حلَّت بك كارثة ، أو نزلت بك نازلة ، تذكر أن في كلِّ بيتٍ مهموم ، وأنك لست وحدك من يسير في هذا الطريق ، وأن هناك من هم أصعب منك حالاً ، وأبأس منك مآلا .. ولكن الذي يجب أن تفكِّر فيه : كيف أصبرُ على هذا البلاء ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


واعلم أن فرَج الله قريب ، وتيسيره ليس ببعيد ، واعلم أنَّه لن يغلِب عسرٌ يسرين .. فأبشر واسعد واطمئن وتفاءل ، فإن الفجر لاحت تباشيره ..


سيُفتَحُ بابٌ إذا سُدَّ بابْ نعم وتهونُ الأمور الصِّعابْ

وفقك الله ، وأعانك ، وسددك ، وتولاَّك أينما كنت .

بقلم : عبد الرحمن بن محمد السيد



ياله من دين لو كان له رجال