رسالة اب لأبنته أي بنيّة.. أخط إليك كلماتي هذه لعلك تجدين فيها نبراسا وسراجا يضيء لك طريقك في عالم مظلم متخبط غير محدد المعالم..اعلمي في البداية أنك التربة الصالحة التي أوجدها الله عز وجل لاستمرار خليفته في كونه،فلا تهملي في هذه التربة بعدما أوجدها الله صالحة خصبة،فإذا تدخل الانسان في فطرة الخالق وغيرها فإنه يزيل بذلك صلاحيتها،واعلمي أنك خلقت ضعيفة،وفي ذلك قوة لك،فقوتك في ضعفك. أي بنيّة..تمسكي جيدا بالفضيلة وحب الخير ،والزمي نفسك بالحب وعوّدي قلبك ألا يكره،فإذا وجد الحب في القلب لم يعرف للكره طريقا،اقبلي على العلم بلهفة المعرفة،واعلمي أنك بالعلم تزدادين حسنا وجمالا، خذي منه صالحه ودعي فاسده،فمن العلم ما هو فاسد..تعلمي أمور سعادتك من خلال معرفتك بحقوقك وواجباتك،لا تغرنّك الشعارات الكاذبة، واعلمي أن رسالتك أعظم من أي رسالة أخرى،فأنت النور الذي يضيء للأجيال المقبلة الطريق. أي بنيّة..اعلمي أنك لم تخلقي لمنافسة الرجل ولكن لتكمليه،فلا توجد امرأة تستطيع أن تستغني عن الرجل مهما بلغت من كنوز الدنيا وزينتها، والرجل لا يستطيع أن يستغنى عن المرأة كذلك.. أي بنيّة ..حافظي على الصلاة ، واعلمي أنها مفروضة عليك كما هي مفروضة على الرجال ، أقيميها في بيتك،علميها لأبنائك،عوديهم عليها، حبيبيها إليهم ،اجعليهم يتنافسون عليها، اقرئي القرآن وحفظيه لأبنائك ،افعلي الخير اذا تأكدت أنه خير..ولا يأخذك الكبر على أن تبطري ،وتأسّفي لمن أخطأت في حقه،ولو كان أقل منك في سن أو مال أو علم،واستغفرى لخطيئتك واطلبي من الله أن يهدي من ترينه عاصيا من أهلك. أي بنيّة..احسني إلى أهلك واحفظي عهد أمك وراعها إذا ما بلغ بها العمر مبلغا ودارت الأيام بها دورتها،واعلمي أنك كنت صغيرة في يوم من الأيام ولم تكوني تستطيعين أن تجلبي لنفسك نفعا أو تدفعي عنها ضرا وأمك قامت بذلك عنك.. حملتك في بطنها شهورا طوالا،وربتّك وكوّنتك من دمها ولحمها، واطعمتك بطعامها ،فاحفظي لها جميلها وساعديها إذا احتاجت إليك،واعلمي أنك في يوم من الأيام قد يأخذك العمر إلى ما أخذ والدتك،فإن ساعدتها الآن فقد يسخر الله لك من يساعدك عندما تحتاجين إلى المساعدة. وفي النهاية بنيّتي....علّني لم أثقل عليك،ولكنني أردت أن أذكرك بما تحفظين.إننا جميعا نبحث عن السعادة وعن أي طريق يصل إليها،فاعلمي أنها ليست في تلك المظاهر الكاذبة التي نتقاتل عليها ونتركها لأبنائنا لا نعلم هل يحفظونها أم يضيعونها ،ونتحمل نحن فقط أوزارها،اعلمي أن السعادة في التقوى فاصلحي ما بينك وبين ربّك،واعلمي أنه يراك حيث لا يراك الناس،فاحفظيه في سّرك وعلنك وإياك والكذب،فإنه الهلاك بعينه،وجاهدي نفسك فهذا أعظم الجهاد،وعاملي عدوّك بالحسنى،وادفعي بالتي هي أحسن تجدينه وليا حميما،وابتعدي عن رفيقات السوء،وكوني خير مثال لأبنائك فلا يرون منك إلا أحسن ما فيك،واعلمي أنهم امتدادك فاحسنى إليهم لعلك تجدينهم عندما تحتاجينهم...وختاما أتمنى لك السعادة.