حكم من يترك صلاة الفجر ويصلي بقية الفروض
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
بعض الأشخاص لا يصلون صلاة الفجر، ويصلون الصلوات الأخرى، فهل صلاتهم هذه مقبولة؟
الصحيح من أقوال العلماء أن من ترك واحدة من الصلوات كفر، ولا تقبل بقية صلواته ولا بقية أعماله؛ لأن الصلاة عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه، ومن ضعيها فهو لما سواها أضيع، وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وليس في قوله بين الرجل وبين الكفر مفهوم، الأحكام تعم الرجال والنساء فكل حكم يرد الرجل له فهو للنساء وكل حكم يرد للنساء فهو للرجال، إلا ما خصه الدليل، والخلاصة أن من ترك الصلاة من الرجال والنساء كفر بذلك، ولو لم يجحد وجوبها هذا هو الصواب من قولي العلماء، وهو المعروف عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-فالواجب على من ترك الصلاة أو ترك فرضاً منها أن يتوب إلى الله وأن يبادر في الرجوع إليه والتوبة إليه توبة نصوحاً، والله يتوب على التائبين، سواء كانت صلاة الفجر أو المغرب أو العشاء أو الظهر أو العصر، أو الجمعة، والواجب على أقاربه وإخوانه وزملائه أن ينصحوه وأن يوجهوه إلى الخير وأن ــ عليه، لما تساهل فيه من الصلاة، فإن لم يبادر يرفع به إلى ولي الأمر حتى يعاقب بما يستحق، ولا يجوز السكوت عنه ولا التساهل معه لأن الله يقول جل وعلا: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقول جل وعلا: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم- :(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، فترك الصلاة أعظم المنكرات بعد الشرك، أعظم ذنب بعد الشرك ترك الصلاة وتركها من الكفر، داخل في الشرك والكفر، للحديث السابق، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وقوله - صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذين بيننا وبينهم الصلاة فهن تركها فقد كفر)، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم-لما سئل عن بعض الأمراء الذين يخالفون بعض الشرع، سأله السائل هل نقاتلهم؟ قال: (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة)، وفي رواية: (إلا أن تروا كفراً بواحاً، عندكم من الله فيه برهان)، فجعل ترك الصلاة برهاناً على الكفر الأكبر الذي يبيح الخروج على ولاة الأمور، وجعل إقامتها برهاناً على الإسلام، وأنه لا يجوز الخروج على من أقام الصلاة، فالحاصل أن الواجب على كل مسلم أن يؤدي الصلاة في أوقاتها وهكذا المسلمات من النساء، يجب على كل مسلم ومسلمة مكلف أن يؤدي الصلاة، في أوقاتها، ومتى ترك واحدة من الصلوات الخمس كفر بذلك، فإن تركها كلها كفر أيضاً من باب أولى، نسأل الله السلامة، وقد يفعل بعض الناس منكراً آخر، وهو أنه يصلي في رمضان، ولا يصلي في غير رمضان، أو يصلي الجمعة ولا يصلي غيرها، وهذا أشد كفراً ممن ضيع صلاة الفجر نسأل الله العافية، فالحاصل أن من ترك الصلاة يوماً أو شهراً أو سنة أو في الأسبوع مرة أو في الأسبوع مرتين هو كافر بكل حال لكن كلما كان الترك أكثر، صار الكفر أشد نسأل الله العافية.