ترك صلاة الصبح أحيانا
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
إنني أضيع صلاة الصبح أحياناً بالنوم، فهل هذا إثم علي؟
هذا فيه تفصيل: إذا كان النوم غلبك وليس لك اختيار فالنوم ليس فيه تفريط، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة) أما إذا كنت تستطيعين أن تقومي للفجر بوضع الساعة المنبهة أو بتكليم من لديك من أهلك بإيقاظك ثم تساهلت تأثمين بهذا، وعليك خطر، وعليك أيضا أن تبكري بالنوم وألا تسهري حتى تستطيعي أن تقومي بالفجر، فإذا تساهلت بالسهر أو بعدم وجود الساعة المنبهة أو بعدم تذكير من يوقظك فأنت كمتعمدة عليك إثم عظيم، وقد تكفرين بذلك؛ لأن من ترك الصلاة عمدا حتى خرج وقتها يكفر عند جمع من أهل العلم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما –عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) والتعبير بالرجل لا يخرج المرأة، الأحكام تعم الجميع، قد يعبر بالرجل والحكم عام وقد يعبر بالمرأة والحكم عام؛ لأن الجميع مكلف، وقد قال عبد الله بن شقيق العقيلي - رضي الله عنه ورحمه- وهو تابعي جليل: "لم يكن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة" فالصلاة لها شأن عظيم، فتعمد تركها حتى يخرج وقتها كفر عند جمع كبير من أهل العلم لهذه الأحاديث وما جاء في معناها. أما إذا غلبك النوم كما تقدم فلا شيء عليك لكن عليك أن تحتاطي، عليك أن تضعي الساعة المنبهة عن الوقت، وعليك أن تكلفي من تيسر من أهل بيتك بإيقاظك، عليك أن تنامي مبكرة حتى تستطيعي القيام، كل هذا واجب عليك وعلى أمثالك، كثير من الناس يسهر ثم لا يقوم لصلاة الفجر وهذا منكر عظيم وإثم عظيم، الواجب على الرجال والنساء عدم السهر الذي يفضي بهم إلى ترك الصلاة، والنبي - صلى الله عليه وسلم – زجر عن الحديث بعد العشاء، كره النوم قبلها والحديث بعدها، بل زجر عن ذلك بعد العشاء؛ لأنه قد يفضي إلى ترك صلاة الفجر، فلا ينبغي السهر إلا لمصحلة شرعية كالسهر مع الضيف أو مع الزوجة لحاجة الإنسان ثم ينام، أو في أمور المسلمين كالعسس في أمور المسلمين (الهيئة)، ونحو ذلك ممن ينظر في مصالح المسلمين، فالواجب على كل مكلف أن يحتاط لصلاته وأن ينام مبكراً يستطيع القيام لصلاة الفجر وأن يستعين بما يسر الله له من الساعات أو غير الساعات من الموقظين من أهله حتى يؤديها في وقتها مع إخوانه المسلمين، وحتى تؤديها المرأة في بيتها في وقتها، وهكذا بقية الصلوات يجب أن تؤدى في الوقت، ولا يجوز التساهل حتى يضيع الوقت ويخرج الوقت.