التفكير في الصلاة
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
أنا ولله الحمد محافظة على الصلاة ولا أزكي نفسي، ولكن تنتابني بعض الهواجس والتفكير في الصلاة، فهل تبطل الصلاة، وما الطريقة الصحيحة لكي أتخلص من التفكير في الصلاة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد فالمحافظة على الصلاة من نعم الله العظيمة، ومن أهم الفرائض وأعظم الواجبات على الرجال والنساء جميعاً، لأن الصلاة عمود الإسلام، وأعظم أركان العبادة الشهادتين، والله -سبحانه وتعالى- يقول فيها: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى[البقرة: 238]، ويقول فيها -سبحانه-: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ[البقرة: 43]، ويقول فيها –عز وجل-: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ، ويقول عزوجل قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[العنكبوت: 45]، فنوصيك أيها الأخت في الله بالعناية بالإقبال عليها، والخشوع فيها، وإحضار القلب بين يدي الله إذا دخلت إلى الصلاة حتى تزول الوساوس والأفكار التي تخطر عليك، متى حضر القلب بين يدي الله واستشعرت أنك بين يدي الله وأنك تناجين ربك -سبحانه- ذهبت الوساوس والأفكار الرديئة، فنوصيك بهذا أن تحرصي جداً على حضور القلب بين يدي الله، وعلى محاربة الأفكار والوساوس غاية المحاولة، وأن تستشعري أنك بين يدي ربك، وأنك في أشد الحاجة إلى المطاوعة إليه، واستحضار عظمته، والإكثار من ذكره، والتفكير فيما ينفعك، وأن هذه الصلاة عمود الإسلام، وأن الخشوع فيها من أهم المهمات، وهذا يعينك..... على تلك الوساوس، حتى تزول، وحتى تذهب تلك الأفكار، وأبشري بالخير، وإذا غلبك شيء من ذلك فقولي: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ولو في الصلاة، قوليها وانفثي عن يسارك ثلاث مرات، قولي: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ثلاث مرات وانفثي عن يسارك، كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه لما اشتكى إليه أن الوساوس تغلب عليه في الصلاة، أمره أن يتعوذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وأن ينفث عن يساره ثلاثاً كذلك، أسأل الله لك التوفيق والهداية.