تسارع انقراض الطيور بسبب تغيير المناخ

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : ادريس محمد | المصدر : www.newsabah.com

 

تتعرض بيئة حياتنا على كوكب الارض، الى مخاطر كبيرة نتيجة تدخل الانسان في مسارات حياة الطبيعة التي تنسجها عوالم مختلفة من الحيوانات والنباتات والاحياء المجهرية والمخلوقات المنقرضة والكائنات غير المكتشفة، وبسبب هذه التدخلات الناتجة من قذف مواد سامة صناعية كمخلفات الى الجو ، والهجوم الكاسح على الاراضي الزراعية، والقضاء الفاحش على بعض الاحياء البحرية والبرية، وغيرها من التدخلات القاتلة في عمل الطبيعة، فقد باتت الحياة تتعرض الى نكسات كبيرة نتيجة الاجتباس الحراري وانقراض الكائنات من الوجود الحياتي على الارض.
ضمن هذا السياق، فقد أفضت دراسة عالمية أُجريت مؤخرا إلى نتيجة مفادها أن تغير المناخ تزيد إلى حد كبير حجم المخاطر التي تواجهها الطيور في أرجاء العالم المختلفة ويهدد بانقراضها.
فقد حذرت مؤسسة "القائمة الحمراء للطيور لعام 2008" من أن حالات الجفاف التي تتعرض لها بعض المناطق على المدى البعيد وظروف الطقس القاسية جدا تفرض المزيد من الضغط على المواطن الرئيسية للطيور في العالم.
 
طيور مهددة بالانقراض
وشملت القائمة التي أوردتها الدراسة التخمينية 1226 نوعا من الطيور المهددة بالانقراض، وهذا ما يشكل ثمن عدد الطيور الموجودة في الطبيعة.
والقائمة المذكورة، التي تتم مراجعتها كل أربعة أعوام، هي من إعداد مؤسسة "بيردلايف إنترناشيونال" الخيرية المعنية بالانخفاض على حياة الطيور.
لهذه الكائنات أثر كارثي على بيئة الطيور، فمثلا تقوم حيوانات الماعز والحمير بتغيير التركيبة التي تنظم علاقة طائر الفلوريانا المحاكي مع بيئتها.
يقول الدكتور ستيوارت بوتشارت، منسق قسم المؤشرات والبحوث في مؤسسة "بيردلايف إنترناشيونال"، تعليقا على نتائج الدراسة: "من العسير جدا أن نعزو بدقة بعض التبدلات الخاصة لدى طيور بعينها إلى تبدل المناخ."
وأضاف بوتشارت قائلا: "إلا أن هنالك مجموعة كاملة من أنواع الطيور تصبح بوضوح مهددة نتيجة ظروف الطقس القاسية جدا والجفاف."
 
"القائمة الحمراء"
ففي "القائمة الحمراء" التي تمت مراجعتها مؤخرا، نرى أنه قد أُضيفت إليها ثمانية أنواع من الطيور تحت باب "مهددة بشكل قاتل وخطير".
وكان من بين هذه الأنواع الثمانية طائر الفلوريانا، أو الطائر المحاكي الغريد المتميز بقدرته البارعة على محاكاة أصوات الطيور الأخرى، والذي أصبح تواجده محدودا في جزيرتين صغيرتين في جزر جالاباجوس.
لقد انخفض عدد تلك الطيور من 150 طيرا بالحد الأعلى في أواسط ستينيات القرن الماضي، وتقلص العدد إلى اقل من 60 طيرا الآن.
ويصنف المنادون بضرورة صيانة الموارد الطبيعية بأن يُشمل هذا الطائر في مجموعة "الطيور المهددة بالانقراض بشكل خطير"، لأنه عانى من معدل وفيات عال بين الطيور البالغة خلال سنوات الجفاف التي غدت ظاهرة متكررة الحدوث خلال الفترة الماضية.
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال بوتشارت: "هنالك خطر آخر يتهدد طيور الجزر الصغيرة، مثل طائر الفلوريانا المحاكي، ألا وهو الخطر المتأتي من أنواع الكائنات التي تغزو تلك الجزر، وخصوصا الثدييات والنباتات."
ويضيف: "لهذه الكائنات أثر كارثي على بيئة الطيور، فمثلا تقوم حيوانات الماعز والحمير بتغيير التركيبة التي تنظم علاقة طائر الفلوريانا المحاكي مع بيئتها."
 
طيور مهددة بالانقراض
ضمت أحدث قائمة حمراء ثمانية أنواع جديدة من الطيور صُنفت تحت باب "مهددة بالانقراض بشكل خطير"
طائر الفلوريانا، أو الطائر المحاكي الغريد (نيزوميموس تريفاشييتوس) وطائر أكيكي (كوكسوبس كايروليروستريس) صُنفا تحت باب "مهدد بالانقراض بشكل خطير"
تم خفض تصنيف طائر حمام الماركيزان الكبير (دوكولا جالياتا) في التقييم الأخير من درجة "مهدد بشكل خطير بالانقراض" إلى درجة "مهدد"
دشنت جمعية بيردلايف إنترناشيونال مؤخرا برنامج منع الانقراض الذي يستهدف الأنواع الـ 190 المصنفة تحت مجموعة الطيور المهددة بشكل خطير بالانقراض
ويرى الدكتور بوتشارت أن "القضاء على الكائنات التي تغزو مناطق الطيور تلك أو ضبطها هو إجراء فعال جدا للحفاظ عليها وهو قابل للتطبيق، إذ أنه يساعد الطيور على الصمود في وجه الضغوط الإضافية التي يرتبها عليها تغير المناخ."
إلا أن الأمر الأساسي الذي يُتطلب الإقدام عليه لمنع مثل تلك الطيور من الانقراض، برأي بوتشارت، هو اتخاذ إجراءات على نطاق واسع من أجل تلطيف ظاهرة تغير المناخ.
ويتضمن ذلك تخفيض انبعاثات غازات الكربون والحد من معدل ارتفاع درجات الحرارة الكونية على ألا يتجاوز الارتفاع درجتين مئويتين، بالإضافة إلى تغيير قيم المجتمع البشري وأنماط الحياة فيه.
لهذا فان تغير المناخ "يوسع بشكل كبير وجوهري " من حجم المخاطر التي تواجهها الطيور ويهدد بانقراضها
هناك 1226 نوعا من الطيور مهددة بالانقراض.
وضرب الدكتور بوتشارت مثالا آخر على أنواع الطيور الأخرى المتأثرة بتغير المناخ، وهو طائر أكيكي (كوكسوبس كايروليروستريس)، وهو طائر معروف بولعه بالبحث عن العسل ويتواجد في منطقة جزر الهاواي.
يقول بوتشارت: "إن هذا الطائر لا يتأثر فقط بشكل سلبي لمجرد تواصل الأمطار لفترات طويلة بشكل يتسبب بإخفاقه في بناء عشه، إلا أنه مهدد بشكل خطير وكبير جدا بالأمراض التي حملها البعوض الذي يغزو المنطقة."
وقد تم تحديد تواجد البعوض ضمن المناطق المنخفضة، وبذلك تنعم الطيور بالعيش في المناطق المرتفعة التي لا بد أن ينتقل إليها البعوض حاملا معه فيروس الملاريا.
ويضيف: "إلا أن المناطق الحرارية تتغير وتتحول بسبب تغير المناخ، فقد بدأت المناطق المرتفعة تشهد درجات حرارة مرتفعة أيضا، وبالتالي أصبح بإمكان البعوض الانتقال إلى تلك المناطق المرتفعة."