تلقت هذه الصفحة هذا البحث ويسرنا ان نضعه امام القراء وننفرد به خدمة وتواصلا مع كل جديد. ا
كان هذا السؤال موضعا لدراسة مقارنة اجريت حول انظمة الادارة في عينة من الشركات في بريطانيا وفرنسا والمانيا الغربية.. وقد حاولت الدراسة قياس معدلات كفاءة الاداء في ضوء الظروف المختلفة التي تسود في كل دولة على اساس مجموعة من العوامل الاساسية مثل تحديد هدف المؤسسة بشكل واضح وطبيعة الهيكل الاداري وطريقة اصدار القرارات والتعليمات ومرونة الاستراتيجية التي تتبعها المؤسسة. وفيما يتعلق بالعامل الاول اي تحديد الهدف فهو يرتبط بالتخطيط لمدى معين وبهذا الصدد نجد ان الشركات البريطانية والالمانية تتفوق على الشركات الفرنسية لان الفرنسيين ينظرون الى التخطيط على انه نوع من الجمود ومضيعة للوقت بينما تحدث تطورات الحياة بشكل متلاحق وعلى ذلك فان اي تخطيط للمستقبل لن يستطيع ملاحقة هذه التطورات ومن ثم لا يمكن فرضه بل يجب اجراء تعديلات مستمرة في الخطة الموضوعة او يؤدي هذا الخطأ الى ان تكون النتائج الفعلية للعمل اقل بكثير مما كان متوقعا كما يرفض الفرنسيون ايضا استعمال العقول الالكترونية "الكومبيوتر" لانها كما يقولون تفرض عليهم انماطا من العمل تحد من المبادرات الفردية فضلا عن انهم ينظرون الى الكومبيوتر نظرتهم الى (الاخ الاكبر) اي الذي يفرض عليهم نوعا من الرقابة.. وبينما تستمر معارضة التخطيط في فرنسا فان عدداً من الدول الاوربية الاخرى بدأت تأخذ به منذ اوائل العقد السبعيني على النمط البريطاني الذي ينقسم الى تخطيط على المدى الطويل وخطة سنوية ترتبط بالميزانية العمومية السنوية وتستفيد المؤسسات البريطانية من عامل التخطيط والمتابعة حيث يتم تقسيم الخطة الطويلة المدى الى مجموعة من الخطط السنوية وتتم متابعة هذا الخطط السنوية من خلال تقارير ربع سنوية "فصلية" يتقدم بها مديرو الاقسام المختلفة ويتم على هذا النحو تقييم مستوى الاداء بالنسبة لما هو مطلوب واجراء التعديلات اللازمة في وقت مناسبة ويقترب نظام التخطيط الالماني من البريطاني غير ان التخطيط في المانية الغربية يتسم بدرجة كبيرة من الجمود ويرجع ذلك الى فقدان التفكير الاستراتيجي المرن لدى الالمان.