تكون البويضة داخل جسم الأم
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
هارون يحيى
| المصدر :
www.55a.net
تم إنتاج البويضات في عضو يدعى
" المبيض "
مصمم خصيصاً لهذا الأمر، ويوجد في كل امرأة مبيضان أحدهما في الجهة اليسرى والآخر في الجهة اليمنى . وفي كل مبيض يوجد فراغ يسمح بدخول وخروج الأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية والأعصاب، وهناك في
هذا التجويف أنسجة ألياف غنية بالدم، وبفضل هذه الأنسجة يتم تأمين إنتاج خلايا البويضات وتغذيتها وحفظها بأمان . ويوجد في هذا العضو العديد من الحويصلات وتحتوي كل حويصلة على خلية أم لبويضة واحدة، وفي كل شهر تنضج بويضة واحدة في إحدى هذه الحويصلات وتترك خارج المبيض تمهيداً لإخصابها .
ولكن عملية الإنتاج هذه ليست عملية مؤلفة من مرحلة واحدة فقط، فإنضاج بويضة واحدة يستدعي إجراء وإتمام عمليات ذات مراحل متعاقبة ومتعددة . إن نضوج خلية أم لبويضة تحولها إلى خلية تناسلية يستدعي انقسام من
النوع الفتيلي
Mitosis
)وانقسامين من النوع المنصف ويجب ألا يحدث أي خطأ في توقيت وفي تسلسل هذه الانقسامات، لأن تغيراً سيحدث في عدد الكروموسومات الموجودة في الخلية التي تتحول إلى نوع آخر من الخلايا . وكما يحدث في الخلايا التناسلية في الذكور يقل هنا أيضاً الكروموسومات في خلية البويضة من 46 كروموسوماً إلى 23.
(
وفي نهاية الانقسامات الفتيلية والمنصفة التي تحدث في خلية البويضة تنتج ثلاثة خلايا صغيرة وخلية واحدة كبيرة هي خلية البويضة الناضجة، وبينما تموت الخلايا الصغيرة بسبب نقص الغذاء تمر الخلايا الكبيرة ببعض التغيرات حتى تتحول إلى بويضة كاملة . ولو كان لجميع هذه الخلايا الحجم نفسه لتعذر تغذية البويضة المخصبة ـ فيما بعد ـ التغذية الكافية غير أن كون إحدى هذه الخلايا خلية كبيرة ولها مخزون غذائي أكبر يحول منذ البداية دون حدوث هذه المشكلة .
ولا تكون عملية نضوج البويضة عملية تلقائية، فكما ذكرنا سابقاً فإن الغدة النخامية الموجودة في القسم السفلي من الدماغ هي التي تقود مراحل هذه العملية بواسطة الهرمونات التي تفرزها .
يمكن تلخيص الهرمونات المؤثرة في المراحل المختلفة لنضوج البويضة كما يأتي :
(1)
المرحلة الحويصلية :
وهي المرحلة التي تبدأ فيها خلية البويضة بالتكون، وتوجد الخلية الأم للبويضة ( كما ذكرنا سابقاً ) في أكياس صغيرة تدعى " الحويصلات " وتدوم هذه المرحلة 14 يوماً . ويأتي هرمون
FSH
( وهو هرمون تفرزه الغدة النخامية ) إلى المبيض عن طريق الدم، ويقوم هذا الهرمون بعدة وظائف في المبيض منها تكوين الحويصلات وتطويرها وإنتاج البوضة من الخلية الأم، كما يتسبب هذا الهرمون في أفراز هرمون
الإستروجين
من الحويصلات الناضجة .
وهرمون
الاستروجين
هرمون مؤثر على بنية الرحم خاصة، فهو يسرع الانقسامات الفتيلية لخلايا الرحم، مما يؤدي إلى زيادة سمك هذه المنطقة لتأمين التصاق الجنين على جدار ناعم ولين بعد إتمام عملية الإخصاب، كما يؤدي إلى زيادة ورود الدم إلى هذه المنطقة . وتتكرر هذه العمليات مرة كل شهر، فإن تم إخصاب البويضة استقرت البويضة المخصبة على هذا النسيج الميهأ لها وبدأت بالتغذية والنمو هنا .
وكما هو حادث في كل مرحلة من مراحل نشوء الإنسان وتكونه في رحم أمه، فهنا أيضاً ـ نجد حادثة خارقة، حيث نرى أن خلايا النظام التناسلي الأنثوي تدرك مسبقاً حاجات الجنين المستقبلية وتتهيأ لها، وتعمل جاهدة على تأمين أفضل وأنسب جو ومحيط لنمو الجنين . فكيف تستطيع مجموعة من الخلايا تحقيق كل هذه العمليات التي تستدعي شعوراً ووعياً وإدراكاً كبيراً ؟ من المستحيل طبعاً القول بأن هذه الخلايا تملك كل هذا الوعي وهذا الإدراك ولكن الخلايا الموجودة في النظام التناسلي للمرأة (بل حتى الخلايا الغدية النخامية ) تستطيع تحقيق هذه العمليات التي تبدو مستحيلة، وتقوم مسبقاً بتهيئة أفضل جو ومحيط لحاجات الجنين الذي لم تعرفه من قبل .
ويستحيل ـ طبعاً ـ على كل صاحب عقل ومنطق الادعاء بأن الخلايا تقوم بكل هذه العمليات بعقلها وشعورها وبقرار صادر من عندها، فهذه الأمور التي يعجز عن تحقيقها الإنسان العاقل لا يمكن عزوها إلى مجموعة من الخلايا المتكونة من ذرات غير عاقة، ومن يدّعي هذا يقع في تناقض منطقي صارخ، وهكذا فالحقيقة تظهر أمامنا واضحة وبينة، وهي أن هذه الخلايا تقوم بأداء هذه الوظائف بإلهام من خالقها، وأن هذه المعجزات تتكرر عند ولادة كل إنسان منذ ظهور الإنسان على وجه هذه الأرض .
(2) مرحلة البويضة :
في هذه المرحلة تنشق الحويصلات المحتوية علىالبويضة وتتحرر هذه البويضة ولكن هناك حاجة إلى مساعدة يتلقف خلية البويضة هذه المتروكة للفراغ، وإلا تعذر على البويضة التقدم نحو المكان الذي ستلتقي فيه بالحوين، أي تعذر مثل هذا اللقاء . وهنا يظهر دور قناة فالوب ( وهي قناة تصل ما بين المبيض والرحم ) في حل هذه المشكلة، فهذه القناة التي تملك أذرعاً ضخمة كأذرع الأخطبوط تقوم بتلقف خلية البويضة الخارجة من المبيض، وحسب وجود الحوين في قناة فالوب ( وهي الموضع الذي يتم فيه عملية الإخصاب ) أو عدم وجوده تتحدد المراحل القادمة .
ت
تكون خلايا البويضة في المبيض داخل تراكيب تدعى الجريب ونشاهد في هذا الرسم التمثيلي مراحل تكون خلية بويضة واحدة وخروجها من الجريب ، وتتكرر كل هذه المراحل عند جميع النساء خلال فترة معينة ، ففي كل شهر تتكون خلية جديدة ويتكرر إفراز الغدد نفسها ، ويتهيأ جسم المرأة وكأنه ستم الإخصاب . ولكن اتجاه الاستعدادات في الجسم يتغير في المرحلة حسب وجود الحوين أو عدم وجوده ، وهذا الأمر معجزة واضحة من معجزات الخلق .
يقوم هرمون
LH
( وهو هرمون تفرزه الغدة النخامية ) بتوجيه دفة هذه العمليات وبتحرر البويضة . ومن المفيد الإشارة إلى نقطة هامة تتعلق بهذا الهرمون، فعلمية انشقاق
كيس الحويصلة
"
فوليكل
"
( الذي يحتوي على خلية البويضة ) وبدء خلية البويضة بالتقدم للقاء الحوين ،هذه العملية تحتاج إلى هذا الهرمون .
وعدم وجوده يعني عدم نضوج كيس
فوليكول وعدم الوصول إلى مرحلة وضع خلية البويضة، حتى وإن كانت جميع الهرمونات الأخرى متوفرة دون نقص . ولكن مثل هذه المشكلة لا تحدث، فقبل يومين من المرحلة الثانية ( مرحلة تحرير البويضة ) يلاحظ أن الغدة النخامية ـ ولسبب لا يزال مجهولاً حتى الآن وغير معروف من قبل العلماء ـ تبدأ بزيادة إنتاج هرمون
LH
، كما تظهر زيادة في إفراز هرمون
FSH
، وبتأثير من هذين الهرمونين تتحقق كل شهر وبانتظام عملية وضع البويضة . أي أن الغدة النخامية تقوم ـ هنا أيضاً ـ بحساب دقيق لا يخطئ للزمن، حيث تبدأ بإفراز الهرمون اللازم وبالمقدار الضروري وفي الوقت الملائم تماماً.!
لا شك أنه لا يمكن توقع وقوع مثل هذا التصرف الواعي والعاقل من قبل الغدة النخامية أو من الخلايا التي تكونها، فإن كان لها عقل سامٍ وإرادة فلا شكل أن هناك صاحباً لهذا العقل ولهذه الإرادة ،وهذا العقل والإرادة الواضحة في جميع مراحل خلق الإنسان وجميع المعجزات المتجلية في هذه الحوادث تعود إلى الله تعالى صاحب العقل والقدرة اللانهائيتين .
(3) مرحلة الجسم الأصفر:
بعد خروج البويضة من كيس
فوليكول وفراغه منها بملأ الدم هذا الفراغ، وتبدأ خلايا خاصة تحيط بهذه الأكياس ( تدعى
"
الخلايا الحبيبية
"
granulose cell
"
بالتكاثر والحلول محل الدم المتخثر في هذه الأكياس ،وهذه الخلايا صفراء اللون وغنية بمادة الليبيد . وهكذا تتحول الحويصلة ( التي خرجت منها البويضة ) بالتمدد نتيجة هذا السائل الذي ملأها وتتحول إلى بنية وتركيب فعال يدعى " الجسم الأصفر".
"
يلعب هذا الجسم الأصفر دوراً مهماً جداً في تحضير وتهيئة الرحم للجنين بشكل جيد ولكي يستمر الحمل بشكل جيد ودون مشكلات . ومن أهم مميزات هذه البيئة إفراز هرمون
البروجسترون بتأثير وتحفيز من هرمون
LH
ويقوم هرمون
البرجسترون (الذي يملك صفات ترطيبية ) بتنبيه جدار الرحم، وأهم تغير حاصل في الرحم يكون في طبقة
" موكوزا "،
فبتأثير هرمون
الأوجستروجين
والبروجسترون يزداد سمك جدار الغشاء المخاطي حتى تصل الشعيرات الدموية والغدد إلى سطح هذه الطبقة، ويأخذ جدار الرحم شكلاً متعرجاً وملتوياً، وتزداد فعاليات إفرازات الغدد .
والغاية من هذه التغيرات هي تهيئة أفضل بيئة وأنسب وسط لاستقرار الجنين، كما يجبر الرحم عضلاته على الراحة من أجل استمرار الحمل . وإضافة إلى هذا يقوم هرمون البروجسترون بالتأثير في نمو وتوسعة الغدد الحليبية .
إن قيام هرمون ما بالتأثير على هرمون آخر وفي الوقت المناسب تماماً وامتلاكه حدساً في هذا الخصوص أمرٌ لا يمكن تفسيره بالمصادفات . وهنا ترد عدة أسئلة على الخاطر : إذ كيف تستطيع جزئية متكونة من ذرات لا تعقل أن تملك حدساً إلى هذه الدرجة ؟ وكيف تبادر إلى تنظيم هذه الفعاليات بأفضل شكل وأكثره ملاءمة لراحة الإنسان ؟ من الواضح أن الجزيئات التي تشكل الهرمونات لا تملك لا عقلاً ولا شعوراً، وهذا الأمر يرينا أن قدرة فائقة هي التي خلقت هذه النظم المتكاملة بعضها مع البعض الآخر، وهي التي وهبتها هذه الخواص والمميزات . أي أن الله تعالى ـالذي خلق السماوات والأرض ـ هو الذي يلهم الجزيئات المكونة للهرمونات والذرات المكونة للجزيئات كيفية التصرف الواعي .
تستمر هذه المرحلة بين اثني عشر يوماً وأربعة عشر يوماً، فإن لم تتم عملية الإخصاب في نهايتها ينحل الجسم الأصفر وتتكرر المراحل نفسها من جديد وبانحلال الجسم الأصفر يتوقف إفراز هرموني الأوجستروجين والبروجستروجين, غيرهما من الهرمونات (أي أن هذه الوظيفة تقع أيضاً على عاتق الغدة النخامية ) ثم تبدأ هذه الغدة مرة أخرى بأفراز هرمون
FSH
وهرمون
LH
مما يؤدي إلى نمو وزيادة حجم الحويصلات ،ولكن هذا النمو يكون محدوداً لأن عدم وجود هرموني
الأستروجين
والبروجسترون
في الرحم يكون عاملاً في بدء مرحلة جديدة هي مرحلة الحيض .
(4) مرحلة الحيض:
وهي مرحلة التخلص من البويضة غير المخصبة وقذفها خارج الجسم . فبسبب عدم تحقق الإخصاب يتوتر جدار الرحم الذي كان قد تهيأ للجنين، وبانفصال العروق الشعرية تخرج البويضة خارج الجسم . وبعد هذه المرحلة يبدأ الجسم بالتهيؤ لتكرار هذه العمليات والمراحل مرة أخرى .
تتكرر هذه المراحل عند جميع النساء بصورة متكررة لسنوات معينة من العمر، حيث يتم إنتاج خلية بويضة كل شهر وإفراز الهرمونات نفسها . وتتكرر هذه المراحل بعينها ويتهيأ جسد المرأة لعملية الإخصاب، ولكن يتغير اتجاه التحضيرات في المرحلة الأخيرة حسب وجود الحوين أو عدم وجوده .
ا
لتحضيرات قبل عملية الإخصاب :
تقع خلية البويضة على مسافة تتراوح بين عشرين وخمسة وخمسة وعشرين سنتمتراً من الحُوينات الواصلة إلى جسد المرأة، وتبلغ هذه المسافة 3000 ضعف حجم الحوين تقريباً، وهي تعد مسافة طويلة بالنسبة لحجمه ،ولذلك تحتاج الحُوينات إلى مساعدة جادة لقطعها .
لذلك نرى أن تحضيرات معينة تبدأ في جسد الرجل وفي جسد المراة قبل تحقق التقاء الحوين مع البويضة، ومعظم هذه التحضيرات يستهدف مساعدة ومعاونة الحُوينات في رحلتها في جسد المرأة وتسهيل هذه الرحلة . مثلاً : تحدث تموجات من التقلصات في رحم المرأة، وهذه الحركات التي تحدث في الرحم وفي قناة فالوب بشكل متميز عن الأوقات الاعتيادية تقوم بتسهيل حركة الحُوينات نخو البويضة . والذي يلفت الانتباه في هذه الخصوص هوالمادة التي تسبب هذه الحركات التقلصية والتموجية، وتوجد هذه المادة التي تدعى
(
بروستاجلاندين
"
prostaglandin
"
)
في السائل المنوي الذي تتحرك فيه الحُوينات المفرزة من جسد الرجل، أي ضمن السائل الذي يفرزه الكيس المنوي . وعلى الرغم من أنها تأتي من جسد آخر فإنها تعرف بنية رحم المرأة وتستطيع التأثير فيه لتسهيل رحلة الحُوينات وتقدمها .
[1]
ولا تنحصر التغيرات التي تحدث في الرحم لتحقيق الإخصاب على هذا، فالقنوات تتوسع في هذه المرحلة ،وبتأثير هرمون الإستروجين يزداد إفراز الرحم ( إفراز المادة المخاطية ) . وتقوم هذه المادة ( وكأنها تعرف ضرورة إغناء مادة كلوريد الصوديوم الموجودة فيها ) بتهيئة نفسها فتصبح مرنة وشفافة، وفي نهاية هذه التغيرات يظهر تركيب خاص وبنية خاصة في هذه المادة المخاطية بفجوات طويلة ومتوازنة ومستقيمة، ثم تتحول هذه البنية إلى شكل يسهل على الحوينات، فهذه القنوات تسمح فقط للحوينات ذات البنية الاعتيادية والطبيعية بالمرور خلالها، أي أنها تعمل عمل منخل ومصفات لأن الحُوينات تملك أحياناً شكلاً غير ملائم وبنية غير صالحة للإخصاب فتتم تصفيتها في هذه القنوات .
وكما يتبين مما شرحناه حتى الآن : إن كل حركة في الرحم وفي المبيض تستهدف وصول الحوين إلى البويضة، فمثلاً بعد انتهاء عملية وضع البويضة وبعد أن يتم التقاء البويضة بالحوين تبدأ المادة المخاطية بعمليات عكسية، إذ يصبح لونها غامقاً ولا يعود شفافاً مما يحول دون عبور الحُوينات إلى الداخل .
والتغيرات التي تحدث في النظام التناسلي للمرأة تستهدف وصول الحُوينات (الداخلة إلى جسد المرأة ) إلى البويضة ،وهذا أمر ـ كما قلنا في السابق ـ مثير ويلفت الانتباه لأن العناصر الموجودة في النظام التناسلي للمراة تقوم بمساعدة خلايا آتية من جسد آخر .
كيف يتسنى لخلية أن تملك كل هذه المعلومات التفصيلية عن خلايا غير موجودة في محيطها ؟ وكيف تسنت لها معرفة حاجات تلك الخلايا ( مثل كيفية إكسابها سرعة الحركة ) ؟ لا شك بأن من المستحيل على الخلايا التي تقوم بإنتاج سائل الرحم معرفة الخصائص التي تملكها الحوينات، ويستحيل عليها أيضاً تهيئة الوسط المناسب لها .
تتحقق هذه الفعاليات ( التي تم شرحها حتى الآن ) في جميع النساء بنفس التسلسل وبنفس الدقة ،وعندما تتأمل هذه الأنظمة التي تعمل بتوافق وانسجام مع بعضها البعض يظهر أمامنا وجود تخطيط واضح، فالحوين مصمم لجسد الأم، والنظام التناسلي للأم منظم لاستقبال الحوين، ولو حدث أي نقص في هذا التلاؤم ( مثلاً لو لم يكن للحوين ذنب مساعد لحركته أولم يملك الحوين السائل الذي يعادل المحيط الحامضي لجسد الأم ) لما تحقق التناسل.
وهذا يبين بوضوح أن التلاؤم والتوافق الموجودين بين الخلايا التناسلية للرجل والخلايا التناسلية للمرأة ليسا سوى أثر لحظة خلق واعية، والذي يحقق هذا التلاؤم والتوافق هو الله رب العالمين الذي خلق الرحل والمراة وأودع هذا التلاؤم بينهما . وما على الإنسان إلا تأمل بديع خلق الله وتسليم نفسه لربه القادر على كل شيء قال تعالى
: (وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (الجاثـية:4).
التصرفات الواعية لقناة فالوب :
كما ذكرنا سابقاُ فإن خلية البويضة الناضجة في المبيض حين تترك حرة في الفراغ تقوم قناة فالوب (التي تملك بنية خاصة ) بتلقفها، فإن لم تتلقفها هذه القناة سقطت البويضة بين الأعضاء الأخرى للمرأة فلا تستطيع لقاء الحوين .
قناة فالوب هي مكان التقاء البويضة بالحوين، ولكي تنجح هذه القناة في أداء هذه المهمة تقوم بأداء حركتين : أولاهما استلام البويضة الناضجة من المبيض وإيصالها إلى مكان لقائها مع الحوين ،والثانية استلام الحوين من جوف الرحم وإيصاله إلى المكان الذي يلتقي فيه البويضة .
ا
لتصرفات الواعية لقناة فالوب :
كما ذكرنا سابقاً فإن خلية البويضة الناضجة في المبيض حين تترك حرة في الفراغ تقوم قناة فالوب (التي تملك بنية خاصة ) بتلقفها، فإن لم تتلقفها هذه القناة سقطت البويضة بين الأعضاء الأخرى للمرأة فلا تستطيع لقاء الحوين .
قناة فالوب هي مكان التقاء البويضة بالحوين، ولكي تنجح هذه القناة في اداء هذه المهمة تقوم بأداء حركتين : أولاهما استلام البويضة الناضجة من المبيض وإيصالها إلى مكان لقائها مع الحوين، والثانية استلام الحوين من جوف الرحم وأيصالها إلى المكان الذي يلتقي فيه البويضة .
خلايا لا تعود إليها ؟ لا شك أن أن قطعة لحم مساحتها بضعة سنتمترات مربعة لا يمكن أن تكون هي صاحبة مثل هذه القابلية ومثل هذه المعرفة والمعلومات، بل هي تتحرك (مثل غيرها من الأنسجة والخلايا ) حسب الإلهام الالهي لها، وهذا هو السبب في قيامها بهذه الوظيفة الصعبة بنجاح وبيسر دون ارتكاب أي خطأ . لذا تجد خلية البويضة فرصة لإخصابها في ظروف أربع وعشرين ساعة في أكثر تقدير .
تحقق لقاء الحوين بالبويضة :
بعد المرور في مراحل عديدة تقع البويضة الناضجة في قناة فالوب حاملة معها العديد من الخلايا المحيطة بها . أما الحوين الواصل إلى قناة فالوب فعليه أولاً تجاوز وتخطي هذه الخلايا المسماة بالغشاء المحبب ثم عليه ثقب الستار السميك المحيط بالبويضة .
فكيف يستطيع الحوين تجاوز هذه الموانع والعراقيل؟
هنا أيضاً نلاحظ وجود تصميم واعٍ ورائع .كما هو معلوم يوجد أنزيمات
بين الغشاء الخارجي والغشاء الداخلي للجسم القمي
Acrosome
هي هيالورونديز
hyaluronidase
وإنزيم مفكك الطبقة الشفافة
zona lysine
و إنزيم مخترق التاجية الشعاعية
corona penetrating enzyme
وإليك عمل كل واحد منها
.
أما وظيفة هذه الأنزيمات الثلاثة فهي :
يعمل انزيم هيالورونديز
hyaluronidase
على تفكيك مادة حمض هيالوريك
hyaluronic
acid
التي تربط خلايا الكتلة البيضية فيخترق الحيوان الموي هذا الغلاف .
إنزيم مخترق التاجية الشعاعية
corona penetrating enzyme
يساعد في اختراق غلاف التاجية الشعاعية وإنزيم مفكك الطبقة الشفافة
zona lysine
(أكروسين
acrosin
)
يساعد الحيوان المنوي على اختراق المنطقة الشفافة
z
ona pellicida
بشكل افقي
وهكذا يستطيع الحوين ـ بمساعدة هذين الإنزيمين ـ شق طريقه إلى داخل البويضة
.
[2]
كيف يتسنى للحوينات المنتجة في جسد الرجل بعيدأ جداً عن البويضة أن تملك إنزيمات لها قابلية التأثير على بنية وتركيب البويضة ؟ من أوجد هذه المواد ؟ ومن الذي وضع هذه المواد في رأس هذه الحُوينات التي هي كائنات مجهرية، أي في أفضل مكان يمكن وضعها فيه ؟
ليست الحُوينات هي القائمة بهذا لأنه يستحيل عليها معرفة وجود حوامض يستطيع إنزيم الهيالورونيداس إزالة أثرها . وليس المطلوب فقط معرفة تركيب هذا الإنزيم، بل يجب أيضاً القيام بصنعه وإنتاجه، ولا شك أن من المستحيل على الحوين القيام بنفسه بوضع نظام في جسم الإنسان يقوم بهذا كله . إن الحُوينات تقوم بعمل لا يستطيع القيام به الإنسان الواعي وتملك مواد تساعدها على بلوغ هدفها وكأنها تعرف عن قرب جميع تراكيبها الكيميائية التي لا يستطيع الإنسان العادي معرفتها .ولا ريب أن الادعاء بان الحوين هو الذي يحقق وينجز هذه الأمور مما يرفضه العقل ويرفضه المنطق . فإن وضعنا جانباً مثل هذه الادعاءات المناقضة للعقل والمنطق سنرى أن امتلاك الحوين للإنزيمات المفككة لغشاء البويضة دليل من أدلة الخلق، فمثل هذا التلاؤم والتوافق البديعين لا يمكن إرجاعه إلى المصادفات . إن كون الحُوينات على علم بالتركيب الكيميائي لخلية أخرى في وسط آخر وقيامها بتحليل هذه المواد الكيميائية الضرورية لتفكيك تلك المواد لا يمكن تفسيره إلا بقيام الخالق بخلق الحُوينات المالكة لمثل هذه الخصائص