كل إنسان مهما علا فكره وقوى عقله, أو انحطت فطرته وضعفت فطنته يجد من نفسه أنه مغلوب لقوه أسمى من قوته ما أنس منه الغلبة عليه ممن حوله, و تشعر كل نفس أنها مسوقه لتلك القوه فتطلبها من حسها تارة ومن عقلها تارة أخرى, وقد ذهب كل في طلبها, فمنهم من تأولها في بعض الحيوانات ومنهم من تمثلت له في بعض الكواكب ومنهم من وجدها في النار كالمجوس, ومنهم من صورها في أحجار عبدها .