من استطاع أن يقوم الليل ويحافظ على صلاة الضحى ولم يفعل هل عليه إثم
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
إنني -ولله الحمد- مواظبة على أداء الصلوات في أوقاتها، ولكني لا أصلي صلاة الليل، ولا أصلي الضحى، وأنا مستطيعة، فهل عليّ إثم؟
هذه من نعم الله العظيمة، المحافظة على الصلوات الخمس هذه من نعم الله العظيمة، وذلك من أوجب الواجبات؛ لقول الله سبحانه: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى.. (238) سورة البقرة، وقوله سبحانه: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة البقرة، وفي آيات كثيرات حثَّ على المحافظة والخشوع والعناية بالصلاة، فاحمدي الله على ذلك واسأليه الثبات، فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، والرجل يؤديها في الجماعة في مساجد الله، ولا يجوز له التساهل في أدائها في البيت، بل يجب على الرجل أن يصليها مع الجماعة في المساجد، وعلى المرأة أن تصليها في الوقت مع الخشوع والطمأنينة وعدم العجلة؛ لقوله سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (1-2) سورة المؤمنون، وقوله جل وعلا: ..وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.. (45) سورة العنكبوت. فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة العناية بالصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها، مع العناية بالخشوع والطمأنينة، وعدم العجلة، واستحضار القلب بين يدي الله عز وجل، ويزيد الرجل الحضور في الجماعة، وأن الواجب عليه أن يحضر في الجماعة ويصليها مع إخوانه في بيوت الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، قيل لابن عباس: ما العذر؟ قال: (خوف أو مرض)، وفي الصحيح أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن أم مكتوم وهو أعمى، لما سأله قال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: (هل تسمع النداء بالصلاة)، قال: نعم، قال: (فأجب)، فهذا أعمى ليس له قائد يقوده، ومع ذلك يقول له النبي: (أجب)، يعني إلى أدائها في الجماعة في بيوت الله. أما صلاة الضحى والتهجد بالليل فهذا مستحب، من تيسر له التهجد بالليل فهو قربة عظيمة، وعبادة مؤكدة، ولو ركعة واحدة في الليل ولو ركعة أو ثلاث، أقلها ركعة واحدة: الوتر، وإن صلى ثلاثاً أو أكثر فهو أفضل، والضحى سنة أيضاً ولو ركعتين، النبي أوصى بذلك جماعة من الصحابة ركعتين، ركعتي الضحى، لكن ليست واجبة، لا صلاة الليل ولا الضحى، إنما هي مستحبة.