بامكان المسنين تحسين ذاكرتهم
بإمكان المسنين تحسين ذاكرتهم باتباع تمرينات عقلية بسيطة.
ومن المعروف ان التقدم في السن يضعف الذاكرة، ولكن البحث العلمي الحديث يقول ان هذه العملية يمكن وقفها جزئيا.
وقد اكتشف علماء أمريكيون ان المسنين لا يستطيعون استعمال أجزاء من الدماغ لها علاقة بالذاكرة.
واظهر البحث ان التمارين العقلية يمكن ان تشجع المسنين على استعمال هذه الأجزاء من الدماغ لتحسين الذاكرة.
ويقول راندي بكنر، الباحث في مقالة نشرها في مجلة "نيورون": نعرف منذ زمن طويل ان التقدم في العمر ترافقه صعوبات في التعلم.
وتظهر الأبحاث ان فقدان القدرة العقلية على التعلم يعود سببه جزئيا إلى التراجع في استعمال القشرة الدماغية الأمامية، وهي الجزء من الدماغ المسؤول عن الحالة الفكرية للشخص.
ويقول الباحث بكنر ان المسنين يظهرون من أعراض التراجع في التعلم ما يظهره الأشخاص الذين يعانون من إصابات في القشرة الدماغية الأمامية.
وضع بكنر اختبارا يطلب فيه من المسن ان يتذكر سلسلة من الكلمات.
وتقدم للاختبار 62 شخصا كان أصغرهم سنا في العشرينات من العمر واكبرهم في السبعينات والثمانينات من دون أي أعراض لاضطرابات عقلية.
واثناء الاختبار تم تصوير أدمغة الأشخاص تصويرا مغنطيسيا دقيقا لوضع خريطة لتدفق الدم في أجزاء معينة من الدماغ.
واكد البحث نتائج أبحاث أخري تفيد بان المسنين لا يستعملون القشرة الدماغية الأمامية في العمليات العقلية كما يفعل صغار السن.
وحاول الباحثون تصحيح ذلك بان طلبوا من المسنين ممن تقدموا للاختبار ان يصنفوا الكلمات في فئتين: الكلمات الحقيقية والكلمات المجازية.
وقال بكنر: "عندما فعلنا ذلك تبين ان هناك زيادة في استعمال الجزء الأمامي من الدماغ وبالتالي كان هناك تحسن في الذاكرة. ونحن نعتقد ان هناك أملا اكبر مما كنا نعتقد في تحسين الذاكرة مع التقدم في السن."
ويعمل بكنر وفريقه الآن على وضع اختبارات وتمرينات من شأنها ان تجعل تدريب الذاكرة وتحسينها أمرا ممكنا وفعالا.
وقالت متحدثة باسم الفريق الباحث: "إننا نكشف الغطاء عما يجري في الدماغ. ان الكثيرين يشعرون بالقلق من تراجع ذاكرتهم مع التقدم في العمر، وإذا استطعنا ان نعرف ما يجري في الدماغ فان ذلك سيكون الخطوة الأولى نحو مساعدة المسنين في تحسين ذاكرتهم."