أوهام" لعلاج الاكتئاب
ومن الناحية النظرية، فإن الأدوية التوهيمية تكون بدون جدوى، لأن الغرض منها هو إشباع رغبة المريض في التداوي.
غير أن رد فعل بعض المرضى بالاكتئاب يكون إيجابيا حين يتناولون أدوية توهيمية كالأقراص المصنوعة من السكر مثلا.
ويعتقَد أنه يكفي المرءَ الإحساسُ بأنه يتلقى العلاج، ليثير ذلك رد فعل إيجابيا من طرفه.
وقد استعمل باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس -الولايات المتحدة- تكنولوجيا التصوير لإثبات قدرة الأدوية التوهيمية على تغيير عمل الدماغ.
وبدا أن التغيرات في الدماغ تختلف عن تلك الحاصلة عند المرضى الذين تناولوا عقاقير مضادة للاكتئاب.
وقد استخدم الباحثون تقنية التصوير الكهربي لدراسة الأنشطة الكهربائية في الدماغ.
وشملت الدراسة 51 متطوعا يعانون من اكتئاب حاد.
وصدر رد فعل إيجابي عن عشرة مرضى من بين 26 تلقوا أدوية توهيمية. بينما كان الرد إيجابيا لدى 13 من بين 25 تناولوا دواء مضادا للاكتئاب.
مناطق التأثير
وأظهر المرضى الذين تجاوبوا مع الدواء التوهيمي، نشاطا متزايدا في قشرة الدماغ الأمامية.
وخلافا لذلك، فإن من تجاوبوا مع الدواء الحقيقي أظهروا نوعا محدودا من النشاط في المنطقة ذاتها.
ويقول الخبراء إن لقشرة الدماغ الأمامية تأثيرا على عمل الذاكرة ومعالجة المعلومات وأيضا نوعية السلوكات وتنظيم الأفكار والانتباه.
ويقول الباحث الدكتور أندرو لوشتر: الجديد في هذه الدراسة هو إظهارها أن الدواء التوهيمي يؤثر على الدماغ في حالة فعاليته، تماما كما تفعل الأدوية الحقيقية.
ويعتقد الباحثون أن ما توصلوا إليه يمكن أن يساهم في تحديد الأدوية الأكثر فعالية لدى المرضى، وأن يساعد كذلك على تطوير أدوية أخرى.