أ أقول أني مشتاقة لأروقة الواحة ؟! لن أقول ! لن يفهم النبض كثيرا ً إلا واحد هو حسبي أوجه له كل حبي ! حياة جديدة و نبض ٌ جديد هذا ما تأملناه بعد رحيل الحبيب الغالي رمضان المبارك ! حبيباتي في الله كل عام و أنتن بخير و سعادة كل عام و أنتن إلى الله أقرب و بالطاعات موشحات و في فضاءات سمو الروح محلقات و كل عام و أنتن في صفاء نفس و رحابة فكر واتساع فهم للقرآن و الدين . :: : فاضت أحـــزان القلب بقوة التيار و استقر في النبض " فرح " تموج الحياة بكل متناقضات المشاعر ما بين فرح و حزن وما بين اشتياق و فراق وما بين حنين و بعد ! و الانسان في حياته يصارع كل الأمواج تتقاذفه فوق قاربه الصغير تارة ترفعه و تارة تهوي به ! لكن جاء رمضان .. لتستقر النفوس بقارب الحياة فوق شاطئ واحد هو الانسان الذي اختاره لا أحد سواه ! أما قال الكريم في كتابه : ( و هديناه النجدين ) ؟ إذن الطريق واضح و الانسان يختار ! فلا تصدقن من تتشدق و تقول : قذف بي تيار القَدَر إلى تيك الشواطئ ! شواطئ التيه و التخبط ! فهي لم تجدف جيدا ً و لم تهتم بآفات الطريق كيما تجتنبها فتعود لبحر رائق بعيد عن التيارات ! ها هي ساعات النهاية لرحيل الشهر تقترب ،، وكنت في أواخره أنشد مبتغى ككل المسلمات أسأل الله أن يكون تحقق ،، و في الكتاب عند الرب موثّق ! وككل الأعياد التي لا تحلو إلا مع الأهل ،، سافرنا إليهم و أشواقنا تسبقنا حيث حالت بيننا بعض موجات الحياة طوال العام و هاهو العيد يقرب البعيد و يؤلف القلوب ! لكن ،، متى العيد ؟ اليوم أو غدا ً ؟ تمنيته بعد غد كي نزداد رفعة عند الكريم فجأة و نحن نتسائل : من سترافق خالي إلى الجامع إذّ بالقاضي يزف لنا الخبـــــــــــر ! غداً العيـــــــــــــــــــد غدا ً العيـــــــــــــــــــــــــــد ! أتعلمن ما شعرت حين وصلني الخبر ؟! شعرت و كأن شيئا ً فارق جسدي و حلق في السماء كدت أحلق معه ! شعرت بسعــــــــــــــــــــــــــادة عجيبة في نفسي ! شعرت ببرد يـُصـَب فوق صدري ! قلت : اللهم لك الحمد ، اللهم لك الحمد ! رأيت بعض قسمات أحبتي من حولي بائسة و يقولون : ليته رمضان ! قلت لهم : هو تقدير الرب ، و الهلال أشرق و العيد يزغرد فافرحوا . أما قال عليه السلاة و السلام (( للصائم فرحتان ،، أحدهما يوم فطره .. )) و في بعض الأقوال هو يوم العيد ! شعرت بهذه الفرحة ترفرف علينا بل على قلوبنا ،، لكن ... لحظة .... في ثوان ٍ قليلة لمحت بعض الوجوه أمامي و كأني أراها تلبس السواد ! الوجه الأول :: خالي فوق سريره الأبيض الذي كان يتمنى أن يشاطرنا يوم العيد ! شهوره الـ 10 لم تشفع له للخروج ،، لكنّا في ليلة العيد زففنا له الحلوى و الأزهار كي يفرح ،، سيبقى يوم الفرح و كل شيء في القلب عداه سيفيض بقوة التيار ! الوجه الثاني :: أم صديقتي ( عبير رحمها الله ) التي ستستقبل العيد الأول بعد أن اتقد في قلبها لوعة فراق قرة عينها و حبيبة قلبها عبير . ترى .. يا أماه ,, ما كان عيدكم ؟! ولكنه سيبقى يوم الفرح و كل شيء في القلب عداه سيفيض بقوة التيار ! الوجه الثالث :: صديقتي أم أسامة ،، التي إلى هذه اللحظة لم تسمعني صوتها حزنا ً على فقدهم لخالها في منفى بعيد ! ولكنه سيبقى يوم الفرح و كل شيء في القلب عداه سيفيض بقوة التيار ! :: كل تلك الوجوه مرت أمامي ،، شعرت بالأسى ،، و لا مفر من الحزن ،، لكنــــــــــــــــه يــــــــــــــوم العيـــــــــــــــــد يوم الفرح بعظيم العطايا من الشكور الحليم يوم توزيع الجوائز الربانية ! دائما ً أحدث نفسي ،، الفرح شعور لا يوصف يبقى مكانه القلب ،، و ليس الفرح أشكال و ألوان ،، ففي يوم العيد فاضت أحـــزان القلب بقوة التيار و استقر في النبض " فرح " ما التيار ؟ هو تيار الوعد الصادق من الحق بأن في هذا اليوم فــــــــرح و لابد ! فلنلبس كل الأثواب و نصطبغ بكل الألوان لو لم يكن في القلب فرح الرب فلن يكون هو العيـــــــــــــــــــــد . لا تنسي يا حبيبة قلبي :: فرحة العيد إنما هي منحة ربانية لكل مجتهد في رمضان هي جوائز لا يعطاها كل قلب و هي قسمة ليس لكل شخص منها النصيب الأكبر ! فاحمدي الله إن كنت ِ ممن استشعر فرحة العيد رغم بعض الوجوه المحيطة و التي لم ننساها من دعواتنا و لم تبرح قلبونا مناظرهم ،، وجه رابع :: لكنه كان يوم العيــــــــــــــــد ! أرسلت لها التهنئة الصباحية بالعيد لحين أن أجد متسع للاتصال بها فهي صديقة و قريبة من قريباتي ! قبيل الظهر ترسل لي ردها على رسالتي و نص الرسالة : (( فرحت ، و لم تكتمل خطوط الفرح و لم يتسع الوقت لتطير الأطيار ! تـــوفي جــدي قبل نصف ساعة من الآن دعواتك له بالرحمة .!! )) . وكأني حين قرأت الرسالة في يوم ليس هو يوم العيد ! ماذا تقول !؟ تراءى وجهها أمامي ! بكيت و لم يشعر ببكائي أحد ! جاء وقت الغداء و كنت الوحيدة التي لم تأكل ! جــدي رحمه الله هو خال جدها رحمه الله ! انقلبت أفراح العيد في بيتهم إلى مراسم العزاء ! ذهبت إليها ،، عانقتها ، و ما أجمل ملامح الرضا على الوجوه ! أهي منائح الفرح الربانية التي أودعها الله القلوب بعد الشهر الفضيل ؟! أرجو الله ذلك ! سيبقى هو يوم العيـــــــــــــــــد و يتربع الفرح في ناحية من القلب و كل شيء في القلب عداه سيفيض بقوة التيار ! ::