أتيت إليكم و الدموع تسبقني ..!

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : قلب الأمة | المصدر : forum.wahati.com

رفيقات الدرب يا رفقة واحتي

لعلكن تتساءلن ، ما بالها تلك التي تدعو للفرح تخضب عنوانها بالدموع !


لا


أنا من أتيت و دمعي يسبقني

و قلبي يكاد يعصر جسدي !!



لا تتعجلن ..

لن ادعو للحزن !

هو موقف لن أنساه ما حييت !





إيــــــــــــه يا أبي !!

ما أرأف قلبك !

رفقا بحالك يا أبي فإني أحبك و يبكيني بكائك !!!







أنا ووالدي هذا الأسبوع نتشاطر المكان في البيت !

والدتي و اخوتي لازالوا في عطلتهم بين أهلنا في ديارنا يبعدون !

أنا فقط ووالدي في البيت من أجل بدء الدوام !

كان لزاما ً علي ّ أن أقوم بعدة أدوار !

و أهمها بالنسبة لي :

أن لا أترك والدي لوحده فترة جلوسه بالبيت .



الليلة

كنت أنتظره حتى أجهز له العشاء و أتسامر معه فطبع والدي البساطة و المرح في وقت الهدوء .


كنت في غرفتي و أنا أتحين قدومه !


رن جرس هاتف المناداة في غرفتي والدي هنا (IMG:
style_emoticons/default/smile.gif)


سألني :

هل تناولتي العشاء ؟!


قلت :

بالطبع لا .. أنتظرك !

هل أجهزه الآن لك ؟



ولا جواب !!

أبي ..!

أبي ..! (IMG:
style_emoticons/default/sad.gif)


خفت !!

ركضت إلى الصــــــــــالة خائفة أترقب !!

ما بال أبي لا يرد علي !!





فماذا رأيت !



كان أبي يغرق في دمــــــــــــوعه !!

يبكي بحرقه شديدة !



وقفت على رأسه و سبقتني عبرتي فليس من السهل أن أرى جبل البيت يبكي !!


أبي .. ما بك ؟؟

مابك ؟؟


ولا يكاد يجيب من شدة بكاءه و دموعه الغزيرة التي تملأ وجهه و تخضب لحيته !!


جلست لأني لم أستطع استنهاض نفسي !!


أبي .. استعذ من الشيطان ، ماذا جرى ؟ حدثني ؟

قبل قليل كنت عند شقيقتي (( لا مستحيل مع الله )) بيت زوجها .!!

ماذا جرى ؟




قــــــــــال بصعوبة :


أقبلت نحو غرفة شقيقتك و تذكرتها ،، فبكيـــــــــــــت !!

تذكرت مكانها و صوتها في البيت ،، فبكيت !!




ولا تسلن عن حالي !


الحمد لله أنه هذا السبب لا شيء آخر !


فقلت له :


أبي الحمد لله للتو كنت عندها و هي بخير و مرتاحة و في خير

فتذكر ذلك و افرح ، و استعذ من الشيطان !!


قال :


لا تسلي يا ابنتي عن حال قلبي أيضا ً حين تفارقينا أنت ِ ، سأبكي أكثر (( قد أموت لفراقكم )) !!!!!!!


قلت :

أبي ( بسم الله عليك ) إذا ً لا تـــــــــزوجني و لأكن بجواركم أبدا <<< (IMG:
style_emoticons/default/huh.gif
) أردت أن أمازح لعله يهدأ ..!



خرج بعدها والدي من البيت

و أكملت أنا لهذه اللحظة فصول البكاء !





سبحان من أودع الحس المرهف في قلوب الأباء !

رجالا ً شامخين

قدواتنا و أماننا و مع ذلك عاطفة تفوق كل العواطف !

رأيته أحن علينا منا عليهم !


في لحظة قلت لنفسي :

كم نحن مقصرين تجاهك يا أبي و تجاه والدينا !


لعلنا لم نبلغ من البر الذروة

لكنهم يحبوننا

تأسرهم أصواتنا

يتمنون قربنا

و تسعدهم سعادتنا


لكنه ألم الفراق !


إيه يا ألم الفراق !

زلزلت مدامع الرجال !




لا أعلم ماذا سأحكي أكثر

لكن :


الله الله بآباءكم

الله الله بآباءكم