الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن صلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله وأجلها، قال تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء:1] والمسلم في هذه الدنيا يجدّ في السير إلى رحاب جنة عرضها السموات والأرض ومما يعينه في ذلك السير تلمس ثمار القيام بصلة الأرحام ومنها:
1 ـ امتثال أمر الله ورسوله بصلة الرحم حيث أن رسول الله قرنها بعبادة الله تعالى دلالة على عظم شأنها كما في حديث عمرو بن عبسة لما سأل رسول الله بأي شيء أرسلك الله قال: { بكسر الأوثان وصلة الرحم وأن يوحد الله لا يشرك به شيء } [رواه مسلم].
2 ـ طلب القرب والإحسان والأفضال من الله تبارك وتعالى كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : { إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم ! أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: فذلك لك... } الحديث.
3 ـ طمعاً في دخول الجنة، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجة والترمذي والدارمي، عن عبدالله بن سلام قال: لما قدم النبي المدينة انجفل الناس قبلةُ، وقيل: قد قدم رسول الله ، قد قدم رسول الله ، قد قدم رسول الله - ثلاثاً - فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكأن أول شيء سمعته تكلم به أن قال: { يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام }.
4 ـ كسب الرزق والبركة في الذرية والذكر الحسن، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن أنس رضي الله تعالى عنه، قال: سمعت رسول الله يقول: { من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه }.
5 ـ دفع العقوبة المترتبة على قطيعة الرحم، كما في قوله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:23،22] وكما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن محمد بن جبير بن مطعم قال: إن جبير بن مطعم أخبره أنه سمع النبي يقول: { لا يدخل الجنة قاطع رحم }، وكذلك في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد، عن أبي بكر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : { ما من ذنب أجدر أن يُعجل الله بصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم }.
1 ـ أن تستصحب الإخلاص لله تعالى في كل عمل تقوم به، وأن تلزم الإلتجاء إلى الله سبحانه ودعائه بأن يوفقك وأن يفتح على يديك، وأن تنطلق مع محبوبات الله أني استقلت ركائبها، مع الاجتهاد في دفع كل ما يعارض هذا الأصل العظيم الذي هو أنفع الأصول وأصلحها للقلب وأعظمها فوائد ونتائج، مع اجتهادك فيه تلجأ إلى الله تعالى في إعانتك عليه وتيسيره لك.
2 ـ التدثر بالصفح والعفو والمسامحة لكل من أخطأ عليك، ومقابلة ذلك بالإحسان. وَلاَ تَستوِى الحَسَنَةُ وَلاَ السّيِئَةُ ادفَع بِالّتي هِىَ أَحسَنُ فَإذَا الّذى بَينكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأنّهُ وَلِىّ حَمِيمٌ [فصلت:34].
3 ـ أن تستشعر دائماً أن أقاربك وأرحامك أولى الناس بك، وأحقهم بعطفك وخيرك وَأُولُُوا الأرحَامِ بَعضُهُم أََولَى بِبعضٍ فىِ كِتَابِ اللّهِ إنّ اللّهَ بِكُلِ شَىءٍ عَلِيمُ [الأنفال:75]. روى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة والدارمي عن سلمان بن عامر الضبي قال: قال رسول الله : { الصدقة علّى المِسكيِنِ صدقة وهي على ذي القَرابَةِ اثنتان صِلة وصدّقة }.
4 ـ أن تدرك أن صلة الرحم من أخص صفات المؤمنين بل إنها من أبرز صفات سيد المرسلين كما قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله مطمئنة له ومهدية من روعه: ( كلا لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم ) [رواه البخاري ومسلم]. وروى البخاري عن أبي هُريرة عن النبي قال: { مَن كَان يؤمِن بالله وَاليومِ الآخِرِ فَليصل رَحِمَهُ وَمَن كانّ يؤمِنُ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ فَليقُل خَيراً أو ليصمت }.
5 ـ أن تكون قدوة حسنة في جميع أعمالك وتصرفاتك وأخلاقياتك مع جميع أقاربك ومع غيرهم، مع البعد التام عن الإنتصار للنفس؛ وأن لا يكون في سلوكك ثغرات تفقدك ثقتهم، وانظر إلى سيد الرسل صلوات الله وسلامه عليه لم ينتقم لنفسه قط.
6 ـ أن يروا منك الإيجابية في التعاون معهم، ومسارعتك في قضاء حوائجهم والوقوف في صفهم في الحق، وبذل جاهك وشفاعتك لهم، ومحاولة إيجاد البدائل فيما لم توافقهم عليه من أعمال أو تصرفات.
7 ـ العفو والتجاوز عن حقوقك الذاتية تجاههم؛ بل تحاول أن تتناسها تماماً، ومن ذلك المكافأة في الصلة فالواصل ليس بالمكافي. روى البخاري عن عبدالله بن عمرو عن النبي قال: { ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمهُ وصلها }.
وروى مسلم عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: { لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك }.
8 ـ طول النفس، وسعة البال معهم، فالطريق طويل، والصبر جميل، وتدرع بالفأل الحسن، وافتح لنفسك باب الأمل فقد لبث نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عاماً وهو يدعو قومه. وقال رسول الله صلى عليه وسلم عن كفار قريش بعد ما لاقاه منهم: { إني أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله }.
9 ـ إبعاد عنصر اليأس من صلاحهم، فإنه متى تطرّق إليك الشك من صلاحهم فقد حكمت على نفسك بالفشل في بداية الطريق.
10 ـ عدم تعليق الفشل وعدم النجاح عليهم فإنك متى عمدت إلى هذا فقدت عنصر التقويم والتعديل والتطوير لنفسك ولم تحاول أن تراجع خطواتك وطريقتك في التعامل معهم، فهذا نبي الله نوح عليه السلام، قام باستخدام جميع الوسائل في نصح قومه، ولم يقتصر على أسلوب بعينه، ويعلن إنحراف قومه وفشلهم، بل قال لربه جل وعلا: رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً [نوح:5-14].
11 ـ أهمية جعل أهداف لصلة الرحم يمكن مراقبتها وقياسها حتى تعلم مدى نجاحك فيها أو تقصيرك، وأسباب الضعف والخلل.
12 ـ الإستعانه بالله جل وعلا على دعوتهم إلى الله وتوجيههم مع لزوم الدعاء لهم في ظهر الغيب في كل حال وفي أوقات الإجابة والأزمنة والبقاع الفاضلة.
13 ـ الإهتمام البالغ - وقبل كل شيء - بكسب محبتهم في جميع الطرق التي ترضى الله عز وجل.
14 ـ إلتزام الأسلوب الحسن والكلام الطيب، والابتسامة، والبشاشة عند لقياهم والدعاء لهم. فالكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك في وجهه صدقه، وطلاقة الوجه صدقة.
15 ـ زيارتهم، والسؤال عن حالهم، والإتصال الهاتفي بهم، ومن الأشياء المعينة على ذلك تخصيص يوم معين لمهاتفتهم؛ مثلاً: يوم الجمعة.
16 ـ صحبتهم في بعض الرحلات للعمرة، أو الحج، أو النزهة، مع تحمل ما لا يلائمك من عادات وصفات؛ فهم أولى بذلك من غيرهم.
17 ـ مشاركتهم في أفراحهم، ومناسباتهم، والمباحات من أعمالهم دون زيادة تسقط الهيبة، وتضعف الشخصية.
18 ـ ملاطفة الأطفال وملاعبتهم؛ وهذا خُلق نبوي رفيع، وهو أدعى وأيسر طريق في كسب محبة أهلهم.
19 ـ الإحتساب في ذلك كله، والإخلاص فيه لله تعالى، دون إنتظار الشكر والثناء من أحد منهم، بل إن من الإعداد النفسي كما قال ابن حزم: أن تنظر مقابلة إحسانك عليهم، إساءتهم وتعديهم وظلمهم لك، فإنك في ذلك تحقق هدفين: أن يكون عطاؤك وصلتك لله تعالى، أن لا تصاب بالإحباط والقلق عند عدم المكافئة بالحسنى.
20 ـ الإهتمام بالمناسبات التي يحث عليها ديننا الإسلامي وإحيائها مثل: الأعياد، قدوم مولود جديد العقيقة، والزواج والوفاة وهكذا.
1 ـ تحديد لقاءات العائلة بعد مشاورتهم؛ مثلاً كل أسبوعين، لمن هم في حي واحد، وكل شهر لمن هم في مدينة واحدة، ولقاء سنوي لمن هم متفرقين في المدن الأخرى.
2 ـ محاربة الإسراف وإزالة الكلفة عند أي إجتماع وذلك بأن تبدأ الدعوة وإظهار البساطة في الضيافة حتى تكون قدوة لهم، مع بيان أن أولى من ينبغي زوال الكلفة فيما بينهم هم الأرحام والأقارب، فإنه متى تكلف أحدهم بطعام فهذا بداية فشل الإجتماعات.
3 ـ بث روح التعارف فيما بينهم وإشعارهم بأهميته في تحقيق التواصل والتكافؤ بين الأرحام، والسؤال والتقصي عن أحوالهم العامة دون الدخول في خصوصياتهم أو ما يحرجهم.
4 ـ التذكير بأهمية صلة الرحم، وفضلها، في جميع اللقاءات، مع ضرب الأمثلة وسياق القصص من السلف وأهل الصلاح في حرصهم واهتمامهم بأرحامهم.
5 ـ توقير كبار العائلة، واحترامهم، وفتح المجال لهم للحديث والمشاركه للإستفادة من قصصهم وتجاربهم وخبراتهم في الحياة.
6 ـ إدخال القصص الطبية، والطرفة المباحة، والمزاح الخفيف في اللقاءات العائلية.
7 ـ تجهيز مسابقات سهلة وقصيرة، وطرحها خلال اللقاءات، مع جوائز فورية لأصحاب الإجابات الصحيحة، والحرص على مشاركة الأطفال والصبية والفتيات في ذلك.
8 ـ محاولة استخلاص موافقتهم ومشاركتهم في الأعمال الخيرية، ولو بمبالغ زهيدة بشكل مستمر - لإحتمال الفتور - وتكون بمثابة جسور الإتصال، مع تجنب الإحراج لأحد منهم أو الإلحاح عليهم، بل متى رأيت ملامح عدم الموافقة بادية على وجوهم فاسحب الموضوع تماماً.
وذلك عن طريق الإستبانة التي تبين: الإسم الكامل، والعمل، وعنوان السكن، وأرقام الهواتف، وصندوق البريد. ثم طباعته بثوب قشيب، مع تحري كتابات قيمه على الغلاف تحث على صلة الرحم وفضله، ومنزلة التغاضي عن الزلات، وبيان أن الواصل ليس بالمكافيء.
تحرير صفحتين أو أكثر تحمل اسم مجلة أو رسالة أو أخبار عائلة ( فلان ) وينبغي أن تكون شهرية، أو دورية، أو سنوية حسب الإستطاعة وتشتمل مثلاً على الأعمدة التالية:
أهمية صلة الرحم، ترجمة عن علم من أعلامها إن وجد، لقاء مع أحد رجالاتها، مشاركة أقلام الأسرة، صفحة المرأة، صفحة الطفل، أخبار الأسرة: من مولود أو نجاح أو تبوء وظيفة، أو صحة، أو مرض ثم الخاتمة وتذكر فيها بعض التوصيات.
من أسباب تقوية الأواصر وزوال الإحن ودوام المحبة تبادل الهدايا حتى ولو كانت رمزية بين أفراد العائلة، وسأذكر هنا بعض الهدايا النافعة التي تعم الأسرة، وأما الهدايا العينية فكل أعلم مما يصلح لصاحبه.
1 ـ الإشتراك لهم في مجلة إسلامية تهتم بقضايا الأسرة.
2 ـ الإشتراك لهم في مجلة تهتم بالأطفال.
3 ـ بعض الكتيبات النافعة، والأشرطة المفيدة للعامة، وللنساء، وللشباب وللأطفال.
4 ـ تقاويم وجداول دراسة مع كتابة عبارات توجيهيه عليها.
وينبغي اختيار الأوقات المناسبة لذلك، مع استغلال المواسم كرمضان، والحج، والإجازات فيما يناسبها، والاستفادة من صناديق البريد في التوزيع إذا لم يتيسر اللقاء.
5 ـ الإشتراك لهم في برنامج القراءة بالمراسلة بالمراسلة التي تصدره دار القاسم.
1 ـ مسابقة للجميع أو خاصة بالشباب أو الأطفال. وتكون المسابقة: إما علمية أو في مجلة من المجلات أو أن تكون محددة على كتاب من الكتب التي تهتم بقضايا الأسرة. أو تكون على شريط من الأشرطة للعلماء المعروفين وهناك العديد من الأشرطة التي تناسب التوزيع والمسابقات.
2 ـ يمكن أن تكون المسابقات شهرية أو دورية مع استغلال موسم رمضان والحج.
3 ـ الأفضل أن تكون الإجابة على نفس الورقة وأن تذكر الجوائز على ورقة الأسئلة لتكون دافعاً لحل المسابقة.
4 ـ جمع إجابات المسابقة خلال اللقاء التالي أو عن طريق صندوق البريد المسؤول عن ذلك.
5 ـ تعلن أسماء الفائزين في مجلة العائلة.
مما يؤكد الصلة ويديم المودة ويوطد العلاقة، الدخول مع الأقارب في حل مشكلاتهم الخاصة والعامة ومن ذلك:
1 ـ الاهتمام بإصلاح ذات البين عند وجود أي خلافات والاستعانة في ذلك بأهل العلم والدين والحكمة والرأي من رجال العائلة، ويفضل تكوين لجنة في العائلة تهتم بالإصلاح.
2 ـ التحري عن ديونهم ومحاولة تسديدها عن طريق أهل الخير، والأفضل من ذلك إرشادهم إلى طريقة مثلى للتسديد من دخلهم ومساعدتهم على جدولة ديونهم ووضع برنامج التسديد، حتى لا يتحولوا إلى عالة، أو يشعرون بالدونية عند أقاربهم.
3 ـ التعاون مع شباب العائلة والسعي في حل مشكلاتهم، ومعرفة نقاط الضعف ومعالجتها، والتعرف على نقاط القوة ودعمها وتوظيفها في مجال الإصلاح.
4 ـ محاولة القضاء على تمديد سن الطفولة لدى الشباب والفتيات، والسعي في زواجهم في مقتبل أعمارهم، وإشعار العائلة بأن الشاب يبلغ مبالغ الرجال في الخامسة عشر من عمره فكيف يؤخر زواجه إلى ما بعد العشرين بحجة أنه صغير !.
5 ـ الاهتمام بالأيتام والأرامل والوقوف معهم في جميع أحوالهم، وإضفاء المحبة والود عليهم، بمشاركتهم في جميع المناسبات، والقيام بمتابعة الأيتام بالتربية والتأديب.
6 ـ الاهتمام بالمطلقات والأرامل والعوانس في السعي لهن بالزواج من الأكفاء الصالحين.
7 ـ السعي في إيجاد وظيفة أو عملاً مناسباً لمن لا وظيفة له. مع السعي معه في اكتساب مهارات إدارية وفنية تؤهله لذلك.
8 ـ مساعدة الطلاب المتأخرين في دراستهم، بإيجاد من يقف معهم في المذاكرة.
1 ـ من غير المناسب التشهير بذكر المنكرات التي قد تقع من بعضهم.
2 ـ اختيار الفرص المناسبة للتذكير، وليس في كل حال تفتح لك القلوب وتصغي لك الآذان، وتذكر قول الحكيم: حدث الناس ما مالوا إليك بأسماعهم ورقبوك بأبصارهم فإن رأيت منهم فتوراً فأمسك.
3 ـ التمكن من أطراف المسألة التي تريد الحديث عنها لأن التردد أو الشك يغير من قناعتهم فيك.
4 ـ استصحاب الأدلة الشرعية والعقلية أثناء المناقشة لأي موضوع والحذر من الكلام بغير علم.
5 ـ أسند الأقوال والفتاوي إلى أهل العلم مع الإهتمام بذلك حتى لا يتصور أحد أن هذا قولك واختيارك في هذه المسألة.
6 ـ ضرب الأمثلة والقصص، وذكر الشواهد المقنعة والواقعية، وتجنب الإيغال في المثاليات والنوادر.
7 ـ لا تدخل في الحوارات الاحتمالية، والتي تختلف فيها وجهات النظر وقابلة للأخذ والرد ويتسع فيها الخلاف.
8 ـ فتح المجال للحوارات الفردية وتحمل المخالف أيا كانت مخالفته حتى ينتهي حديثة، وتذكر فعل رسول الله مع الإنصات له وعدم مقاطعته حتى ينتهي حديثه، وتذكر فعل رسول الله مع عتبة بن ربيعة وهو يكيل له التهم والنبي مصغي إليه بل إنه ليلقبه ويتلطفه ويفتح له المجال إن كان عنده مزيد اسمع إليه يقول: { أفرغت يا أبا الوليد }.
9 ـ استصحاب الموقف المتعقل من أساليب الاستفزاز التي قد تطرح من بعض السفهاء.
10 ـ حاول عدم احتدام المناقشة في أي قضية، بل حاول إنهاء الحديث بأدب، ولا تحسم القضية لإمكان عودة الحديث إليها فيما بعد وتبقى الجسور عامرة.
11 ـ محاولة إدخال عناصر موجهة جذابة من خارج العائلة لكسر الألفة، إذا لم يتسبب في فتح الباب لإدخال آخرين غير مرغوب فيهم في محيط العائلة، كما يقال: ( أزهد الناس بالعالم أهله ).
يذُكر فيها أصل العائلة وفروعها ومشاركة أفراد العائلة فيها ثم بعد استكمالها وطباعتها توزع على أفراد العائلة ويراعى أن تجدد كل خمس سنوات لإضافة ما استجد على العائلة.
تختلف الأسرة وتتباين في نوعية المشاكل وحجمها، ومدى انتشارها بينهم، وهل هي ظاهرة أم مشكلة فردية، وينبغي للقائمين على البرنامج ملاحظة ذلك، وعدم معالجة المشاكل الفردية على أنها ظاهرة في الأسرة لأن في ذلك نشر لها، وتساهل من قبل صاحبها إذا علم كثرة من يشاركونه في هذا الخطأ، بل من الأولى بحث الظاهرة وطرحها على أنها قضية عينية ضيقة النطاق وأنها قد توجد في الأسرة، ففي هذا تعظيم لها عند مرتكبها واستحياؤه منها.
وهذا عرض لبعض المشاكل مع بعض المقترحات في علاجها:
(1) علاج مشكلة الإختلاط بين الأقارب عند بعض الأسر:
1 ـ أن الحياء هو أجمل أخلاق المرأة، وهو السبب في إيجاد النفسية الهادئة لديها.
2 ـ ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم المصافحة والإختلاط مع غير المحارم.
3 ـ إيراد قصص من الواقع تسبب فيها الإختلاط في وقوع جرائم خلقية، وقتل، واعتداءات وقطيعة وفضيحة في الجهات الرسمية. مع التأكد التام من صحتها حتى لا تكن مدخل لمرضى القلوب فينطلق في نفيها وإسقاطك من خلالها وأنت لا تشعر.
4 ـ بيان أن الحب والهيبة والتقدير والإحترام تبقي التستر والحشمة.
5 ـ إقناع كبار الأسرة بمغبة الإختلاط وآثاره السيئة ومحاولة كسبهم في الوقوف في وجه مروجيه والداعين إليه والمتساهلين فيه دون الدخول في التحرش، بل تلبس لباس الشفقة واللطف والرحمة.
6 ـ بعث الغيرة لدى الشباب وفتيات الأسرة، لتبني الحشمة ومعارضة المصافحة والإختلاط مع غير المحارم.
(2 ) علاج مشكلة وسائل البث المباشر الهدامة:
1 ـ بعث روح الإعتزاز بديننا وبثقافتنا وحضارتنا الإسلامية.
2 ـ بيان إفلاس الحضارة الغربية ومقاصدها في تصدير زبالاتها وفتنها ومصادفتها للفطرة البشرية.
3 ـ إيجاد أخطار القنوات من النواحي الأمنية والدينية والثقافية.
4 ـ عمل إستبانة وتوزيعها على أفراد الأسرة لاستخلاص أضرارها على الأخلاق وغيرها واستخلاص النتائج بالأرقام.
(3) علاج مشكلة انحراف الشباب:
1 ـ محاولة عقد اجتماع مع المستقيمين من أبناء وشباب العائلة لتدارس أنواع الانحرافات وأسبابها وسبل إصلاحها.
2 ـ محاولة عقد اجتماعات دورية لشباب الأسرة وتكون في بدايتها يغلب عليها جانب الترفيه والألعاب المباحة إن كانت الأكثرية الساحقة من غير المستقيمين.
3 ـ تقوية إيمانهم بالله عز وجل، وغرس الخوف والرجاء والحب والتعظيم له في نفوسهم، من خلال التفكير في مخلوقات الله وفي أنفسهم، ويحسن مشاهدة شريط عن الكون أو خلق الإنسان مما يبين ضعف هذا المخلوق وقدرة الخالق وعظمته سبحانه.
4 ـ ربطهم باليوم الآخر وتذكيرهم بأشراط الساعة وأهوال يوم القيامة.
5 ـ بعث روح الغيرة والعزة لديهم وذلك من خلال مشاهدة عن مجازر المسلمين على أيدي أعدائهم من النصارى واليهود.
6 ـ تذكيرهم ببطولات أهل الإسلام وانتصاراتهم على أعداءهم.
7 ـ بيان خوف أساطين الكفار من شباب الإسلام الملتزمين بدينهم.
8 ـ إحياء عقيدة الولاء والبراء في نفوسهم.
(4) علاج مشكلة السفر للخارج:
1ـ بيان أخطاره الأمنية والصحية على أفراد العائلة...
2 ـ توضيح الآثار السيئة على الأخلاق والعقائد من إطفاء جذوة عقيدة البراء من الكفار.
3 ـ ذكر آثار الإسراف الشرعية والدنيوية وأن المستفيد الوحيد من هذه الأموال هم أعداؤنا وحدهم.
4 ـ ترغيبهم في السياحة الداخلية والبحث لهم عن أماكن جذابة، وزيارات لمشاريع ومواقع فريدة قد لا يكونوا على معرفة بها. وذلك من خلال تنظيم رحلة لأفراد العائلة والأرحام فقط وتكون بسعر رمزي تشمل الرحلة بعض المدن الساحلية وزيارات المحميات الطبيعية وإقامة مخيم للعائلة لمدة أيام يتقارب فيه أفراد العائلة أكثر وأكثر.
5 ـ عمل استبانة في تعداد النقاط الإيجابية والسلبية في السفريات الخارجية واستخلاص النتائج... من أهل الخبرة.
6 ـ بيان مقاصد الغرب من دعاياتهم السياحية وما وراء ذلك من أغراض خبيثة.
7 ـ نشر كتاب ( قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله ).
هذا ما أردنا توضيحه في نقاط تحتاج إلى تنفيذ عملي وهمة عالية وإخلاص حتى يتحقق الهدف من صلة الأرحام.
نسأل الله أن يوفقنا إلى العمل الصالح وأن يرزقنا الإخلاص فيه ويتقبله منا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم