كتبت عن هذا الأمر قبلا ولكنني شعرت بأني لم أعطه حقه ولم استرسل فيه وانتقصت منه أهم ملامحه .. ألا وهي الإجابة باسترسال عن السؤال الذي اخترته عنوانا له . فما أقصده هنا أننا وعلى اختلاف توجهاتنا وميولنا اتخذنا من الكتابة في مرسانا الجميل هنا توجها ومشعلا , ففينا من تكتب في منتديات أخرى وقد يكون منا من تكتب في صحف ومجلات .. ومن البديهي ألا تتشابه الميول واختيار مواضيع الكتابة من حيث الكم والنوع , فهناك من تكتب الوعظ الديني وهناك من تكتب في الأدب وأخرى في المواضيع الاجتماعية وفينا أيضا من تملك حس الفكاهة فتغلب على مواضيعها سمة المرح والسخرية اللاذعة لبعض سلبياتنا في الحياة , ولعل المتخصصة في الكتابة الدينية كالوعظ الديني والتوجيه والإرشاد والتحذير والتذكير متخذة أسلوب الترهيب تارة والترغيب تارة أخرى , هي المتميزة فعلا و لا أخفيكن أبدا غبطتي لتلك الكاتبة حتى أني أتمنى لو أني كنت مكانها .. ولكن أعود في تفكيري فأقول لنفسي لو أن كل من أمسكت قلما كتبت لنفس الفكرة ولنفس التوجه فأين سنجد التنوع والمتعة في القراءة ؟ الحياة مناهج شتى واتجاهات متداخلة أساسها الصحيح هو الخلق القويم , فمتى ما استقامت الأخلاق فلا ضير من الكتابة عن أي فكرة , لذا فلتتبع كل منا حدسها وميولها , وحينما تمسك بالقلم فلتترك الأفكار التي تسكنها هي التي يسطرها القلم ولا تتحرج فهناك من يهتم بالأمور الأخرى ,وقد يمتلك البعض منا مهارة الكتابة في أكثر من اتجاه وتلك نعمة عظيمة . هناك أفضليات في الكتابة , وأخيارنا هم أخيارنا في الدين , لكن لكلٍ ثوابه بإذن الله وكلُ لما فُضل به عن الآخر , تجمعنا الكلمة الهادفة والرغبة في منفعة الغير والتعبير عن أنفسنا أولا وأخيرا في إطار لا يغضب الله ويمتع القارئين . لذا ففي كلٍ خير .