توقعت أن يكون لقائي بتلك المرأه...لقاء.. سريعا.... هادئا.. شدني الشوق الى ذلك البيت الكبير.. الى بيتها المترف.. فمضت خطواتي .. تقبل الارض .. والنفس تهفو الى الثواب من الله الكريم .. لما لزيارة المريض من الاجر والثواب وصلت اليها .. الى باب غرفتها وشددت يدي وفتحت باب غرفتها..... فوجدتها بأنتظاري كعادتها على سرير المرض.. الذي جعلها حبيسة الكرسي المتحرك المرض الي فت عضدها .. وهي لم تتجاوز منتصف العمر.. ومازال على وجهها ذلك الجمال الذي أشتهرت به لكن المرض قال كلمته وفرض طقوسه... بدأ الحوار بحروف صغيره...كعادة زيارتي لها كل مره.. حوار خالي من الحياة .. من النشاط..يطوف الاسى بين حروفه و أحرص فيه على مشاعرها ....من البوح .. لها عن مأساتها.. ومعاناتها.. وجفاء أقرب الناس اليها.. بعد أن ذهبت بها الايام .. والليالي.. في رحلة طويله الى مدينةالحزن ....والمرض الذي أقعدها عن الحركه... .. وأذا بها.. قد فتحت نافذة البوح على مصراعيها.... وتحللت من ذلك الهدوء العجيب والمشاعر المكبوته التي.. دأئما ماكانت ..تحتفظ بها.... في داخلها.... هاهي تلك المشاعر الحبيسه تنطلق أحرفا ... وتعبرعما يختلج من أعماقها.. سألتني... هل الجفاء ... له شفاء ؟... هل الظلم.. له زوال؟.. هل الجحود والصدود له سدود؟ هل العدل بين الزوجات من المستحيلات في زماننا؟ .. كانت تملك كل شئ الجمال ,و الترف والبيت الكبير.. المترامي الاطراف .. ويطل على حديقه بديعه مزروعه بأحتراف يلبي طموح الذوق بشغف.. وانعكاس لذوق صاحبته.. شكرا لك أيها الغدر.. شكرا لك ايها الجحود.. شكرا لك ايها الرجل الذي يملك مواصفات خاصه.. لكنه لايملك ذره من الانسانيه .. من الرحمه.. الرجل الذي يعيش بهذيان الانانيه.. وتملك الغرائز الجسديه.. لقد كانت ملكة قلبه .. .. عندما كان الهوى.. عندما كانت النضاره و العافيه... والان ... أمست من الذكريات الباليه... أمست كشجره بلا جذور... ذبلت وريقاتها وبكت صوحيباتها .................................. وحصل ماكنت دائما اخشاه ... كنت أخاف عليها من خروج مشاعرها.. وجروح أعماقها .. لكن اللقاءأمسى مدمرا.. لذلك الصبر العجيب.. ونطقت .. ونطقت معها كل شئ.. حتى جدران غرفتها... تأوهت .. أفرغت كل مافي قلبها.. وأخرجت مخالب الغدر التي غرست في شراين قلبها.. ونزفت الاحرف .. وابحر الحزن بمجدافه في بحر الانين... وصارت نبضات القلب.. تقول هي الاخرى.. كم نهل الحب من ينبوع العشق.. وأشبعت ذلك الزوج .. الذي كان يظهر الوفاء .. والتفاني... والهيام الذي أصبحت به شمس الدار.. وقلب صاحب الدار.. ياويلاه .. لهذه الدنيا كم تركت من من ضحايا.. وابكت من مقل..وفرقت بين أحباب..وأذبلت من رياحين .... وجلست تبكي بحرقه.. وتقول : لقد حرمني حتى من رؤياه... ذهب مع الريح .. ذهب مع الحب الجديد.. تزوج بفتاة بعمر أصغر بناته.... وأبتعد...أصبح كسحابة صيف لاترى الا نادرا.. تزوج .. وتودد.. وتصبب... ومضى العمر به يرتع ويعشق... صار يضع على وجهه..قناع الشباب..اذا أتاهم يشعر بالنعاس .. والملل وحوله ابناؤه ..., وبناته... والاسى يطوف حولهم.. هل مات الحب ..؟ هل ماتت معها الابوه..؟ هل ماتت معها الاحساس بالمسؤليه يأ تيهم .. وهو خالي الوفاض من كل شئ... من المشاعر .. من العاطفه .... لزوجه.. المقعده... لأأبنائه .. لبناته.. يزورهم بعبارات قصيره... وضيق لا ينتهي.. وفي يديه ابناؤه الصغار .. الجيل الجديد.. وهم يتدللون ..وهو... يقبلهم... و البقيه ينظرون.. لقد ظنوه شخصا أخر.. رجلا غريبا..... كيف للأب أن يعيش بهذيان الانانيه.. والجفاء..هل علمته الزوجه الشابه .. الكره والجفاء؟ كيف للأب ..أن ينسى ضناه.. أم أبنائه.. .......... لم يعد في ذلك البيت الكبير روح.. ذبلت الاوراق... وغطى الحديقه الغبار ... غبار الاهمال.. وجفاف المشاعر وهكذا دخلت صديقتي التاريخ .. الماضي البعيد.. وأتقنت لغة البكاء كل ليله.. تعيد كتابة حروفها.. ليلة بعد ليله... وتناجي في الثلث الاخير من كل ليله ربها .. وتقول .. يارب منهم من قضى نحبه .. ومنهم من ينتظر.. اللهم أني أنتظر الفرج .. السعاده الابديه .. في القبر.. أنتفضت ,دمعت عيناي .كالمطر .. قلت لها : لا تجزعي .. والله لايبتلي الامن أحب وحعل له العتق والطهر.. قالت : والله أني لفي شوق لرحمة ربي.. وللقبر.. وليس ذلك جزعا مني ولله الحمد والشكر.. أملي بعد الموت أن أدفن في بقيع .. فلاتحرموني ونظرت الى ولدها الكبير الدكتور .. وقالت هذه وصيتي.. وكان حاضرا ..فزحف اليها وضمها وقبل يديها وتلاشى الوقت معهما .. وخرجت وانا أقول لاتريد من دنياكم ..شئ حلمها البقيع عند جوار الحبيب صلى الله عليه وسلم .. هناك الحياة الجديده الطيبه .. الخلود مع الصديقين والشهود.. حيث عالم الارواح الطيبه.. حيث الامان من الغدر .. والجفاء.. حيث الحق والعدل عند أرحم الراحمين.