قصر الصلاة لسائقي الشاحنات إذا كان السفر متواصلا
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
أنا سائق شاحنة، وعلى سفر دائم، وسؤالي هو: أولاً: صلاتي، هل أصليها قصراً، أم أصليها في وقتها؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالمشروع لك أن تصليها قصراً كل واحدة في وقتها إذا كنت نازلاً في السفر، الظهر ثنتين، والعصر ثنتين، والعشاء ثنتين، أما المغرب تصلى على حالها ثلاثاً ما تقصر، وهكذا الفجر تصلى ثنتين على حالها لا تقصر، فإذا كانت نازلاً في السفر للراحة تصلي في منزلك كل صلاة في وقتها، وإن شق عليك ذلك جمعت بين الثنتين بين المغرب والعشاء، أو بين الظهر والعصر، أما إذا كنت على ظهر سير، وأنت في السفر وارتحلت بعد زوال الشمس، فالأفضل أن تصلي الظهر والعصر جميعاً جمع تقديم، وهكذا المغرب إذا ارتحلت بعد غروب الشمس من منزلك في السفر تجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم، تقدم العشاء مع المغرب، أما إن كنت ارتحلت من منزلك قبل الظهر، فإن الأفضل تؤجل الظهر مع العصر جمع تأخير حتى تستمر في السير، وإذا ارتحلت من منزلك للسفر قبل الغروب تؤجل الغروب، وتؤخرها مع العشاء جمع تأخير، هكذا كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام- كما رواه ابن عباس وغيره، أما إذا كنت نازلاً نزلت في الضحى ولم تكن مرتحل إلا في الليل نزلت في الضحى في مكان، فالأفضل أن تصلي الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، وهكذا إذا كنت مقيم في الليل تصلي المغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، وإن جمعت بينهما فلا حرج، إن جمعت بين الظهر والعصر وأنت نازل، وبين المغرب والعشاء وأنت نزل في وقت إحداهما، فلا بأس، قد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو نازل في تبوك -عليه الصلاة والسلام-، وفي منى في حجة الوداع لم يجمع في أيام منى، صلى كل صلاة في وقتها وهو نازل في منى -عليه الصلاة والسلام-، أما إذا كنت في بلدك، إذا أنت مقيم فيها فلا تصلي قصراً، ولا تجمع، صلي مع الناس أربعاً إذا كنت في البلد التي أنت اتخذتها مقاماً لك، أنت مثلاً في جدة، في المدينة، في دمشق، في بغداد، في أي مكان في المدينة أنت مقيم فيها صلي أربعاً، ولا تجمع صلي مع الناس في المساجد، فإذا ارتحلت من المدينة مسافراً في سيارتك وخرجت من البنيان، جاوزت البنيان، فحينئذ تبدأ بالقصر والجمع بعدما جاوزت البنيان من محل إقامتك، خرجت من المدينة وجاوزت بناء المدينة تقصر وتجمع إذا شئت، خرجت من الرياض جاوزت بناء الرياض تقصر، وتجمع إذا شئت، خرجت من القاهرة، من دمشق جاوزت البنيان تقصر وتجمع، وهكذا من بغداد، وهكذا من لاهور وهكذا من أي بلاد، إذا فارق بنيانها صرت إلى البرية، إلى الصحراء تعمل بما يخص السفر من القصر والجمع، والفطر في رمضان، ومسح ثلاثة أيام بلياليها على الخفين، أحكام السفر، أما ما دمت في البلد التي أنت مقيم فيها، أو هي بلدك وطنك، فهذه لا تجمع فيها، ولا تقصر، تصلي أربعاً مع الناس وكل صلاة في وقتها مع الناس، وامسح يوماً وليلة على الخفين، ولا تجمع، ولا تفطر في رمضان، وأنت مقيم في البلد، إلا إذا كنت ماراً بها غير مقيم فيها، ماراً بها وأنت مسافر تقيم فيها يوم، أو يومين، وأنت مسافر، أو ثلاث، أو أربع لا بأس أن تفطر، وتقصر إذا كنتم جماعة، أما إذا كنت وحدك لا تقصر، تصلي مع الناس أربعاً، فإن عزمت في البلد أن تقيم أكثر من أربعة أيام، إذا عزمت، تصلي أربعاً مع الناس، ولا تفطر في رمضان؛ لأنك حينئذ صرت في حكم المقيمين، بهذه النية، عند جمهور أهل العلم. جزاكم الله خيراً