ها أنا أوفي بوعدي وأتمم الموضوع, المعذرة مرة أخرى
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
المحبة للهداية
| المصدر :
forum.wahati.com
قبل البداية أطلب منكن العذر أن أستمر خطأي للمرة الثانية
فإن كان كذلك فهذا يعني بأن هناك خلل في قدرتي على توصيل المعلومة التي بخاطري وإن شاء الله تكون هذه المرة أصوب من سابقتها وأعتقد بأن الفكرة وضحت بحدها التي أوقفت عنده ..
استلقى على فراشه , متعبا كالعادة , ولكن تعبه هذه المرة كان مختلفا, لأن التعب كان داخليا أكثر مما هو خارجي, ,
أخذ يتأمل في غرفته التي لم يخل ركن من أركانها إلا وقد وضع فيها صورة لقدوته, , فجأة بكى .. ولكنه لا يدري ماذا يريد أو لماذا البكاء!,,, قال لنفسه :- شيء في داخلي يحركني ويشعرني بذنب كبير ولكن لا أدري ما هو , لأول مرة أشعر بأن حياتي بائسة .. مللت الروتين اليومي ( رقص , سهر , لعب , نوم طول نهار.....) زهقت, ضقت ذرعا,,هل يا ترى أنا مخلوق لأكون هكذا,,, رغم أني أملك كل شيء ولكن لماذا يراودني شعور بأن السعادة تنقصني.. في حين أن غيري سعيد ومستمتع بحياته,, تنهد بقوه وقال: لابد وأن هناك أمرا لا أفهمه, اضطرب وانتفض, زادت دموعه, لم يدر ماذا يفعل .. نار تلتهب في قلبه, تحرقه, احتر جسمه.. تشتت تفكيره , لطم على وجهه وبعث إلى نفسه الداخلية , صرخة عظيمة كادت تمزق أحشاءة .. ونطق: أرجوك يا نفسي ساعديني أرشديني, فأنا لا أرى أمامي سوى طريق معتم, , بعد لحظات ..... تذكر .... نعم هناك كتاب عنوانه "اجلب السعادة لنفسك" أهداه إلي أحد أصدقائي من سنين,, سأبحث عنه لعله يخرجني مما أنا فيه , فتح الدرج أخذ يبحث ويقلب بين أغراضه المبعثرة , بحث طويلا في عدة أركان , لم يجد شيئا, , جلس يتذكر أين؟ أين؟ ... فقد الأمل ولكنه تذكر أن هناك درج لم يفتحه من سنه أو أكثر ..نعم هناك بعض الأغراض التي وضعتها فيه لأنني لن أحتاجها.. ولكن هل يعقل أن أضعه هناك..سأجرب ربما وضعته في حين غفلة,, فتح الدرج فإذا بالغبار ينبعث منه ويزعجه , فأخذ يلوح بيده ليبعد الغبار عن وجهه, بحث في الأغراض, فكانت هناك بعض الأشرطة الغنائية القديمة , والعديد من الأفلام الهابطة, وغيرها من من صور ومجلات عربية وغربية,,في أثناء بحثه المستمر وجد كتابا صغيرا ,لم يعرفه,, قال: ماهذا الكتاب .. كان عليه تراب , فأخذه ومسح التراب بيده , فإذا به يجد عبارة " القرآن الكريم" .. صرخ وارتجف.. اقشعر جسمه.. ماهذ؟ من وضعه هنا .. لابد وأنها الخادمة عندما كانت تنظف الغرفة ,, لا ولكن هذا الدرج لا يفتحه أحد سواي وهذه أغراضي الخاصة,, وماهي إلا لحظات حتى سالت العبرات ,, وبسرعة ضم المصحف إلى صدرة كما تضم الأم ابنها عندما يغيب عنها طويلا,, ثم تكلم باستحياء:- سامحني يارب , كم أنا أحمق وحقير , هذا جزائي فأنا لا أستحق إلا التعاسه لأني قد استهنت بأعظم كتاب في الدنيا ,,
[b
]]]استجمع قواه وحاول الحد من انفعاله وأخذ المصحف ليعتلي أكبر طاولة في غرفته بعد أن أزاح كل مافوقها حتى لاتزاحم مصحفه وتشاركه المكان .. وتوجه مسرعا ليتوضأ حيث أنه يحمل لهفه وشوق عظيمين ليكلمه ربه من خلاله كتابه العزيز.. رجع وأخذ المصحف بكلتا يديه وحالته تتضارب مابين الفرح والترح فهو بدأ يفهم كيف سيصل للسعادة وفي ذات الوقت ماضية يطارده مطاردة الكلاب للقطط فهو يتوقع بأن سيجد لحالته الماضية عقابا يتناسب وصنيعه حتى يغفر له ..وقرر أن يفتح المصحف ويتحمل أي جزاء يقع عليه فهو مستعد لأن يطهر نفسه ,, وما إن فتح المصحف حتى وقعت عينيه على الآية العظيمة " قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" في البداية لم يستوعب ما قرأ ربي يقول لي عبدي ؟؟؟ والأمر ينتهي بالمغفرة فقط ؟؟ وبدأ يسترجع كلام الشيوخ عندما كان يذهب نهاية كل أسبوع لصلاة الجمعة فكان يسمع منهم عبارة" رحمة الله واسعة "ولكنه كان لايهتم بما يقال فهمه يقتصر على دخول المسجد في ذلك اليوم الذي تعج فيه المساجد بالناس لألا يكون شاذا عن القاعدة.. ولكنه اليوم خلاف ذلك فصدى العبارة ينبتق من عقله الباطني بقوة يؤيدها ما ورد في كتاب الله ,, أغمض عينية المبحرة بدموعة وارتشف هواء نقيا طال من استنشاقه أتبعه بزفره قوية طردت معها ماكان يقبع في قلبه من غم وهم وطأطأ رأسه أمام جلال الله المتمثل في التجاوز عن الأخطاء وغفرانها .
بدأت البسمه تشق طريقها على محياه التائب ..فهذا هو شعاع آية واحدة فقط فكيف بمن صادق القرأن بأسره وبات له قرينا ..
وبدأ الشاب التائب يستوعب جزءا بسيطا من أسرار السعادة ليرد على نفسه في البداية عندما قال : لماذ أنا تعيس وغيري لا ؟؟؟
وثب الشاب على أجمل وأجدد ما لديه من ثياب وقد عقد العزم والنية على أن يقيم علاقة حميمة وطيدة مع أقرب بيت من بيت الله ليكمل مشوار أسرار السعادة في رحاب الإستقامه ..
[/b]
[/size][/size]
--------------------