سيارتك جاهزة وبها كامل معدات الرحلة, إنها رحلتك البرية الأولى من الشمال إلى الجنوب وبالتحديد إلى مدينة الشواطئ الجميلة, ولذلك قمت بوضع كامل معدات الصيد فمحطتك الأولى ستكون على الشاطئ للاصطياد والسباحة. في أثناء الرحلة توجب عليك أن تراجع خريطة الطريق حيث انك تسير به للمرة الأولى في حياتك، ولكن للأسف لقد نسيت الخريطة... ولكن لم تبالي في ذلك لأنك تعرف انك ذاهب من الشمال إلى الجنوب وكل ما قمت به هو تغيير محطة الاذاعه والاستمرار في التقدم. للأسف لن تصل إلى المكان الذي تريده.
كثيرا منا يقوم بإعداد أهدافه بنفس الطريقة. نحن نحلم بالمكان الذي نريده, ولكن لا يوجد لدينا خريطة للوصول إلى ذلك المكان. ماهو الفرق بين الحلم والهدف؟ هو كلمات مكتوبة عموما, كتابة الأهداف أكثر من مجرد كتابة على ورقة لبعض الأفكار التي طرأت على بالك. أهدافك التي تسمى إليها تحتاج أن تكملها وان تركز عليها, بنفس سيرك على خريطة طريق فلا تتخطى أي مسار أو منعطف إلا بتروّي ودراسة وهذا هو الغرض من بقية هذه المقالة. إذا مشيت على السبع خطوات لإعداد الهدف في هذه المقالة ستكون على أفضل حال تجاه أهدافك بل محترفا في بناء خريطة الطريق إلى أهدافك. 1- تأكد تماما أن الهدف الذي تعمل عليه هو ما تريده فعلا وليس مجرد انه شيئا رائع أو جميل. 2- أن لا يتعارض مع أهدافك الأخرى يكون متوافقا أو مكملا لها على سبيل المثال, لا تستطيع شراء منزل بمليون ريال إذا كان هدف دخلك المالي هو خمسون ألف ريال في السنة. هذا يسمى تفكير غير متكامل وسيعمل على هدم كل ما بنيته وقمت به من عمل شاق تجاه أهدافك. التفكير الغير متكامل كذلك قد يعيق أفكارك اليومية لتحقيق أهدافك. عليك أن تقضي تماما على كل الأفكار التي تناقض أهدافك أو لا تسعى إلى تحقيقها. 3- ضع أهداف لكامل جوانب حياتك اتفق معظم علماء الإدارة والتنمية البشرية على أن صياغة أي هدف يجب ان تكون متوافقة ومتكاملة مع جوانب الحياة أو المنظمة ولا يطغى جانب على آخر وقد ذكره البعض بقول الجودة الشاملة. دعني أتحدث عن الأهداف في حياتك بشكل خاص وتبسيط أكثر عبر وضع بعض الجوانب المهمة في الحياة والتي لا تسير حياتك او لن تشعر بالفخر حال إخفاقك في أي منها. - الأسرة والمنزل - الوضع المالي والوظيفي - الجانب الإيماني والأخلاقي - الجانب الصحي - الجانب الاجتماعي والثقافي - الجانب التعليمي والتطويري وضع أهدافك لكل جانب مما سبق سيضمن لك توازن في حياتك وكذلك يساعد في القضاء على التفكير الغير متكامل كما ذكرت في الخطوة الثانية. 4- اكتب هدفك بطريقة ايجابية بدلا من استخدام كلمات سلبية اعمل على ما تريده وليس على ما تريد التخلص منه. احد الأسباب لكتابة أهدافك بشكل ايجابي هو إصدار إشارات أو تنبيهات للعقل اللاواعي بطريقه ايجابية قابلة للتحفيز بدلا من الأوامر السلبية. العقل اللاوعي هو أداء فعالة جدا, فلا يحدد الخطأ من الصواب أو الجدال في مسألة ما ولكن له وظيفة مميزة لحمل الأوامر وكلما زادت الأوامر الايجابية التي تعطيها لعقلك اللاواعي كلما زادت النتائج الايجابية التي ستحصل عليها. دعني أعطيك مثالا وستشعر بالفرق في إحساسك من خلال هذا المثال هدف في جانب الصحة وهو أريد أن اخسر 10 كيلو من وزني, دعني أبدل هذه الكلمات وتصبح على النحو التالي: أريد أن أصبح أكثر رشاقة بتخفيض 10 كيلو من وزني. أنا متأكد أن الفكرة وصلت الآن وقد تكون من قبل. التفكير الايجابي في حياتك اليومية يساعدك أن تنمو بشكل أفضل فأرجوا أن لا تجعله مقتصرا على وضعك للأهداف بل اجعله في كامل حياتك. 5- اكتب هدفك بكامل التفاصيل وبمنتهى الدقة بدلا من كتابة أريد منزل جديد , اكتب أريد منزلا بمساحة 800 متر مربع يحتوي على 4 غرف نوم ويتكون من كذا طابق وهكذا. مرة أخرى, نحن نقوم هنا بإعطاء أوامر وتخيلات للعقل اللاواعي أو العقل الباطن لكي يعمل عليها. ارجوا ان تغمض عينك وتتخيل المنزل الذي قمنا بوصفه أو الذي تتخيله لك. قم بالمشي حول المنزل, قف في غرفة النوم الرئيسية وانظر إلى الحديقة من النافذة الكبيرة في الغرفة, انظر إلى الخضرة في كل مكان في حديقتك. هل يمكنك تخيل ذلك أم لا؟ وهل عقلك الباطن سيتخيل ذلك؟ 6- بكل الوسائل, تأكد أن هدفك عالي بما فيه الكفاية باختصار شديد, إذا وضعت أهداف بسيطة وسهلة لن تشعر بأي انجاز مختلف بل انك تعمل ما كنت تعمله من قبل 7- قم بكتابة أهدافك, وهذا هو الأهم في كل ما سبق قيامك بكتابة أهدافك يصنع لك الخريطة التي توصلك إلى بر النجاح. مجرد كتابتك لها يبدأ بتشغيل الإحساس بها والإحساس بالمسؤولية تجاه تلك الأهداف. كذلك كتابتها أمر في غاية الأهمية لتذكرها ومراجعتها بين الحين والآخر. تذكر دائما, على قدر تركيزك في أهدافك على قدر إمكانيتك لتحقيقها. أحيانا, ندرك أن لابد علينا تعديل بعض الأهداف أو تغيير بعض منها, إذا أدركت انه لابد أن تقوم بتعديل أو تغيير بعض من أهدافك فلا تعتبر ذلك فشلا بل اعتبر ذلك إضافة هامه لتحقيق الهدف أو تعديل هام لتحقيق الهدف بطريقة أفضل. إذاً أهدافك مكتوبة الآن والحمد لله ... ماذا بعد ذلك ؟ قبل كل شيء, إذا لم تجد من تشاركه أهدافك أو قد يكون سلبي في مشاركته لك, لا تقم حتى بذكر أهدافك له واكتفي بالحديث مع نفسك حول هذه الأهداف ولا تنسى أن يكون ذلك بطريقه ايجابية. استعراضك لأهدافك بشكل يومي يجب أن يكون عمل روتيني تقوم به وهو جزء حاسم نحو نجاح تلك الأهداف. كل صباح وعندما تستيقظ قم بقراءة قائمة الأهداف التي قمت بكتابتها, وتخيل انتهائك منها, شاهد منزلك الجديد, شم رائحة الجلد للمقاعد في سيارتك الجديدة, استشعر برضا والديك وافتخارهم بنجاحاتك وقربك منهم, وفي كل ليلية قم بإعادة ذلك عند خلودك للنوم وسيتم ترجمة ذلك في عقلك الباطن بل وسيساعد في إزالة أي أفكار سلبية في حديثك مع نفسك. في كل وقت عندما تقوم بعمل ما أو تتخذ قرار معين, اسأل نفسك هذا السؤال "هل يقربني ذلك نحو أهدافي" فإذا كانت الإجابة " يقربني نحو أهدافي" فلقد قمت بعمل جيد وتعرف انك اتخذت قرارا صائبا, وإذا كان الجواب بالعكس فأنت تعلم ما ستفعله حيال ذلك بكل تأكيد. اذا اتبعت هذه الطريقة كل يوم ستكون بإذن الله تعالى في طريقك نحو تحقيق أهدافك بكل نجاح في جميع جوانب حياتك "الفرق بين الحلم والهدف, هو ان الهدف يتم كتابته بينما الاخر يظل في خيالك ابد الدهر" أراك على القمة