لا شك ان المرء يؤثر ويتأثر في بيئته ومحيطه حسب آليات ودوافع التفاعل بينهما، ومن ثم يظهر الأثر وتأتي النتيجة,إما بالرفض والإنزعاج والتدهور أو بالقبول والإنسجام والتطور. هكذا الحياة في مساراتها الأساسية نابع من منابعها الواقعية الفاطرة من لدن فاطر البشرية، ومنظم جميع سنن الحياة ، منذ ان خلق الخليقة ,وجاء بجميع الاطراف الرئيسية في المعادلة الكونية ,من الجمادات المسخرة والمخلوقات العاقلة وعالم ميتا فيزيقيا، وألغاز الحياة الراقية في أطر الباراسايكولوجيا( اي كل مايقع في حدود عالم الغيب وبكافة مراحلها وأنواعها ) ومع كافة المؤثرات المرئية والمسموعة0 لذا لا بد من الفهم الحقيقي للحياة ومن ثم القدرة على التوجه نحو التفاعل بالواقعية مع الحياة ، والقدرة على تحليل سنن الحياة بكافة تطوراتها وتحولاتها ومضامينها 0 ومن هنا يتحدد للمرء رؤاه وطبيعته وتصوراته ، ولا شك يأتي بعد ذلك مدى تعامله الإيجابي والسلبي مع من حوله و مع ذاته وفاطره 0 ومن هذا المنطلق نستطيع القول بأن كافة مجالات الحياة تعتبر الأطر العامة للواقعية من حيث البديهيات المعقولة على مستوى الإنسانية ,فالحياة الإجتماعية تتأثر بأعرافها، والحياة السياسية تتغير بممكناتها . فالدوافع النفسية تتقدم و تتأخر بأسبابها ، والمشاريع الإقتصادية تثمر حسب خططها وتوازنها . إذاً فإن مضمون الحياة واضح وفق هذه الواقعية, سواء كان بمحاولات الإرتقاء نحو الأفضل أو بالتخطيط الواعي والإبداع، أو بالمراوحة العقيمة والركود الناتج من ضعف الواقعية , كل ذلك تعتبر الصورة الحقيقية للحياة ، وأيضاً هو التعريف الحقيقي للإنسان 0 لذا يجب أن نتعامل مع هذه الحقيقة بالواقعية، ولابد من إتباع فقه شفاف شامل حسب الخطوات التالية:- 1- دراسة الإنسان من كافة نواحيه النفسية والروحية والبيولوجية والعصبية. 2- البحث الدقيق والواعي في كتب فقه الواقع. 3- دراسة مجالات الحياة وفق قوالب العلمية والتخصص. 4- دراسة طرق وأساليب فنون التعامل مع الذات ومع الآخرين ومع المحيط. 5- وأيضاً لزيادة المعرفة بواقعية الحياة يجب الدراسة بعمق في العلوم التالية:- ا- علوم السايكولوجيا. ب- علم النفس الاجتماعي. ج- الكتب السلوكية والأخلاقية. د- كتب معرفة الغيب والباراسايكولوجيا. هـ ـ معرفة سنن الكون والحياة. و- كتب التحليل السياسي. ى- قراءة التجارب من التراث الإنساني حسب الميول الذاتية والحاجة الواقعية