امتلأت الغرفة برائحة الفل والياسمين... وأراحت النفس بنسمات من الهواء العليل.. اتسمت بالرقة واللطف.. وكذلك الهدوء يجول فيها الخيال بأحلى الالوان...وأجمل الصور.. هكذا .. كانت غرفة الصغير.. فتراقصت أمامه الامنيات وحلقت في سماءه الاحلام.. ألوان تذهب وتجيء .. وزهاء يخطف أنظار الصغير.. هدايا وحلوى في كل مكان.. وكذلك ألعاب.. بدأت الضحكات تعلو وتصدح في الارجاء.. والاصوات والقفزات.. تقطع الهدوء وتنشر البسمات.. وبينما النظرات تجول في المكان.. وقعت عيني الطفل الصغير على علبة صغيرة.. علبة صفراء تركن بجانب لوحة بها طيور بيضاء.. ظهرت الابتسامة حينها وبدأ الطفل بالتفكير.. فكم من الحلوى سيجد.. والالعاب الصغيرة.. أمسكها بيده وأخذ يفركها..فربما كانت كمصباح علاء الدين أو فانوس سندباد .. يخرج منها جان يحقق الامنيات.. ولكن.. هيهات هيهات... فقد انقلبت الحال.. واختفت الالوان.. وتبعثرت الاغراض في المكان.. لقد تغيرت الجدران وكساها أبشع الالوان.. وسالت الدماء في كل مكان.. وهنا.. توقف الزمان ..وسقطت الاحلام في أرض الواقع.. ولكن.. قد يبقى بعض الامل..هناك...في بقايا تلك اللوحة.. لوحة الطيور البيضاء