وشاب قلبه معلق بالمساجد)، و(كانت خطوتاه التي تخطهما احدهما يحط بها خطيئة والآخر ترفع بها درجة)، وجلسات وسمر الصالحين، ومبدأ: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من كان تجارته معاصي ولو كنا سواءاً في البضاعة كلها كان من طرف الحديث الذي تجمعنا حولها في دقائق غاليات، استذكرنا فيها أياماً مضت من عمرنا ولكنها خالدات في (الدنيا والقيامة)، يوم كنا نعيش كالذي قال في الماضي (لو عرف الملوك ما في قلوبنا لجادلونا عليه بالسيوف) أو (مساكن اهل الغفلة تركوا الدنيا ولم يذوقوا أحلى ما فيها، قيل وما احلى ما في الدنيا؟ قال معرفة الله)، أو (من جد وجد وليس من سهر كمن رقد، لا تكن ممن تضمنه الكتائب وقلبه عن المشاركة غائب) أو (على قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر الكرام تأتي المكارم) أو (...يا هذا اذا لم تكن اسداً في العزم ولا غزالاً في السبق فلا تتثعلب ...) وغيرها كثيرات وطريات من الحديث الذي يحي القلوب ويرفع الهمم، ويزيل الهم والغم. ومن أجمل ما ذكره احد الإخوة في هذا الصدد، هو حديث نبوي فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل كان يوطن المساجد فشغله أمر أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم). وقد أصابنا فتور بسبب موجات حطام الدنيا، وابتعدنا هذه الخالدات، وطيب العيش والسعادة في الدنيا، وأسباب ابتعادنا كثيرة منها منطقية ومعقولة واكثرها غير ذلك، فاذا رجعنا اليها تبشبش الله الينا. فالذي يحب الله ولقائه، من الذين فتروا عن هذه الخصال التي كانت تميزه عن الآخرين، وكون لنفسه جنة يعيش فيها فليرجع اليه ولضمن تبشبش الله اليه. وما أردت أن أكتب في هذا إلا بعدما عرفت ردة فعل مقالة (كنا نعيش في الجنة)، فقال أحد الإخوة حقيقة هذه النماذج أصبحت نادرة جداً لذا من حقه ان يكتب مقالاً عن هذا، علماً أننا في السابق كنا كذلك. فما الضير في هذا، ولم يفت الوقت، وفي العمر بقية، فلنرجع الى سابق عهدنا، وثقتنا بخالقنا وبحب اخواننا، كي يتبشبش الله الينا، ونكون سعداء في الدنيا والآخرة، ونظفر بما نريد تحقيقه وانجازه بمعية الله وتوفيقه، ووحدة القلب، وحركة السرب، ونشيد فيلسوف الإسلام إقبال عندما قال: نحن من نعمائه حلفٌ إخاء قلبنا والروح واللفظ سواء