قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( فلا أقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم ) سورة الواقعة الاية " 75 - 76 " لماذا أقسم الله بمواقع النجوم وجعل هذا القسم عظيما ؟ أقسم الله بمنازل النجوم وأماكن دورانها في أفلاكها وبروجها " وانه لقسم لو تعلمون عظيم " أي وان هذا القسم العظيم جليل فلو عرفتم عظمته لأمنتم وانتفعتم به . لم يكن المخاطبون يعلمون عن مواقع النجوم الا القليل أما في هذا العصر فقد ظهرت معجزة القرآن . يقول الفلكيون : ان مجموعة واحدة من المجموعات التي لا تحصى في الفضاء الهائل الذي لا نعرف له حدودا ، مجموعة واحدة وهي " المجرة " التي تنتسب اليها أسرتنا الشمسية تبلغ ألف مليون نجم وان من هذه النجوم والكواكب التي تزيد على عدة بلايين نجم منها ما يمكن رؤيته بالعين المجردة ومنها ما لا يرى الا بالمجاهر والأجهزة وهذه كلها تسبح في الفلك الغامض ولا يوجد أي احتمال ان يقترب نجم من مجال نجم آخر أو يصطدم بكوكب أخر الا كما يحتمل تصادم مركب في البحر الأبيض المتوسط بآخر في المحيط الهادي يسيران بأتجاه واحد وبسرعة واحدة وهو احتمال بعيد جدا ان لم يكن مستحيلا . ولهاتين الآيتين معنى آخر ، أورده الصابوني في صفوة التفاسير حيث يقول : ان النجوم جعلها الله ليهتدي بها الناس في ظلمات البر والبحر ، كما أن آيات القرآن الكريم يهتدى بها من ظلمات الجهل والضلالة وتلك ظلمات حسية وهذه ظلمات معنوية . فالقسم هنا جاء جامعا بين الهدايتين : الحسية للنجوم والمعنوية للقرآن .
والله أعلم المصادر : 1 - تفسير القرطبي 2 - كتاب : الله والعلم الحديث 3 -صفوة التفاسير - الصابوني