أخواتي الفاضلات ......حاملات الهمة والهمم ...سالكات درب الدعوة . الخجل ... في درب الدعوة سمة مشهورة .. في مجتمعنا النسوي ... والسؤال يطرح نفسه .... الخجل في الدعوة ...لما.....؟؟ أين المرأة ....؟ أين هي من الدعوة...؟ أين تمضي وقتها...؟ أين هي من بناء مجتمعها...؟ ما هو دورها....؟؟ ماذا فعلت بعد أن حصلت على أعلى درجات العلم ...؟؟ لما هي قابعة خلف أسوار البيت ... ؟؟ ما هي مقومات نجاح الدعوة بالنسبة للمرأة المسلمة اليوم....؟ هل هي قادرة على هدم أسوار الخجل والرهبة لترتقي صرح الدعوة ...؟؟ هل البيئة المحيطة بها سبب تخلفها في هذا السير المبارك...؟؟ هل المرأة قابلة أن تنصهر بميدان الدعوة والعمل فيه ...؟؟ أسئلة كثيرة نراها تطرح في ميدان الدعوة اليوم ...!! كم هائل من الأسئلة تلفح المرأة وتعترك معها...لتجد منها رداً ...شافيا ً ...!! قرأنا كثيرا .... وناقشنا أكثر......في هذا الموضوع ....وهناك مواضيع بالغة الأهمية تتناول هذا الجانب من حياة المرأة اليوم ...!! حقيقة ما يدور في ساحة الحوار يختلف كلياً ...عما نلمسه من واقع المرأة في ميدان الحياة ... ومن يخوض حياة المجتمع يلاحظ العطش الشديد الذي يعاني منه المجتمع في غياب المرأة عن الساحة الدعوية ...!! وما يؤلم القلب ويُؤنب النفس...ما نراه في مجتمعاتنا وخاصة المجتمع النسائي ... حيث أن موضوعي هذا ما طرحته إلا بعد أن لمست واقع مرّ وأليم ..يُبكي القلب حقاً ... وأنا أجد جهلا في أمور الدين حتى في أبسط الأمور ...!!! قابلت نساء كثيرات ...وأكثر ما عمّق فكرة التواصل معهن هو ملاحظتي الشديدة لتكرار سؤالهن عن أمور كثيرة يجهلنها في أمور دينهن... ورأيت عطشهن ليعرفن ...!! أتت المناسبة بأن أجتمع بأكبر عدد ممكن من النساء ...وكان هدفي وهمي أن أعرف وأطرح عليهن هذا السؤال ....لما انتن جاهلات في أمور دينكن .......؟؟؟؟؟؟؟ ما السبب بتفشي هذا المرض في المجتمع...من المسئول عن هذا الجهل....؟؟ أجابت الأولى ... من أين نتعلم ونحن أمهات كبيرات لا نقرأ ولا نكتب ...! أجابت الثانية ... لا يوجد من يعلمنا رغم حاجتنا الشديدة لنعرف ...! أجابت الثالثة ... يعلم الله كم أتوق أن أتعلم وأعرف وأفقه نفسي ولكن ..لا أجد للخير أعوانا .... : ( أجابت الرابعة ... نتمنى أن يكون هناك درس أسبوعي .. من أخوات فاضلات ....لنعرف ونستزيد بأمور ديننا ... وحرصت أن أعرف إجابة كل واحدة منهن ... فاستجمعت ردودهن لأصل إلى واقع مُر بصدق ، وهو غياب المرأة المتعلمة ، الفقيهة .. المثقفة ، الجامعية ، طالبة العلوم الشرعية ، القابعة بعيدا ،عن مريدات العلم ، والتفقه ... يا ترى من المسئول عن أمهات وبنات جاهلات في الدين ....؟؟ من المسؤول عن هذا الجيل المتعطش ليعرف أمور دينه في ظل الفساد والجهل الذي يعم المجتمع...؟؟...في ظل البدع التي تزيد يوم بعض يوم |...!! من المسئول عن نساء لا يعرفن حتى الحكم الشرعي ..للغيبة والنميمة ..؟ من المسئول عن نساء لا يعرفن أن السلام باليد لا يجوز بل يعتقدن أنه مباح والرسول عليه الصلاة والسلام كان يفعل هذا ...!! من المسئول ..عندما تتفاجأ أخت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات ....!!!!!!!! من المسئول عن عدم معرفتهن بان هناك ورد يومي من الأذكار بعد كل صلاة .. من المسئول عن عدم معرفتهن بان هناك صلاة اسمها صلاة الضحى ... من المسئول عن عدم معرفتهن بحكم النامصة والمتنمصة ...؟؟ من المسئول عن التي تعرف أن الصلاة تقتصر فقط على سورة الإخلاص . من المسئول عن عدم معرفتهن بان البنت بأمر شرعي يجب عليها الحجاب بسن معيّنة ..؟؟ من المسئول عندما نشعر بان الجهل تعمّق في أذهان الناس ..وكم يصعب أن تقنعهم بحكم شرعي أو أمر الله سبحانه وتعالى ...!! والله إن القلب ليبكي قبل العين ...وأنا استشّف من أولئك النساء الشوق الرهيب الذي يملأ صدورهن وهن يطلبن معرفة أمور دينهن .. نعم من المسئول ألست أنت أيتها الداعية ....ألست أنت يا من تتعلمين العلم الشرعي ... إنها أمانة عظيمة ملاقاة على أعناقنا يوم الحساب .... سنسأل ...عن علمنا ووقتنا ... وعمرنا....!!! أين قضيناه...؟؟ لا ننكر ونحن نعي جيدا ولله الحمد أن مجتمعاتنا تزخر بالنساء العظيمات ...بالداعيات ... بالعاملات لهذا الدين المبارك ...ولكن ما زال مجتمعنا متعطش لمزيد ومزيد ... ما زال الخجل الدعوي يسيطر على نسبة كبيرة من الأخوات الداعيات ... قلت لأولئك النساء أين بناتكن .... أين الداعيات ....قلن هناك نسبة لا بأس بها من الأخوات ... إنما الخجل يسيطر عليهن ....لا يقبلن حتى التحدث ...إلى أقرب الناس لهن ....!! سبحان الله ...خجل من أمر الله ...خجل من نشر الدعوة ....وأي خجل هذا .....!! فخلق الحياء في المسلم غير مانع له من أن يقول حقاً أو يطلب علماً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر. فإذا منع العبد عن فعل ذلك باعث داخلي فليس هو حياء وإنما هو ضعف إيمانه وجبنه عن قول الحق: وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [الأحزاب:53 ]... والله عز وجل قال : كُنتُم خَير اُمةٍ أخرِجت لِلنّاسِ تَأمرونَ بالمَعروف وَتَنهُونَ عَنِ المُنكرِ وَتُؤمِنُونَ باللّه [ آل عمران:110 ]. وقد حذرنا رسول الله من التساهل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: { والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعوه فلا يستجاب لكم }. ومن الناس من يتساهل في إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أنه يستحي من الإنكار على الناس. ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من مجاملة بعضهم .. هذة أم سليم الأنصارية لم يمنعها حياؤها أن تقول: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ فيقول لها ولم يمنعه الحياء في بيان العلم : { نعم، إذا رأت الماء } إذاً الحياء لا يمنع من الإستفسار والسؤال عما جهل من أمور الدين وما يجب عليه معرفته وقد قيل : ( لا يتعلم العلم مستكبر ولا مستح ) أيتها الداعية ... إياك واستضعاف النفس.....وبخس الجهد ...والعلم الذي وصلت إليه ... احرصي ... أن تزرعيه في نفوس الآخرين ..لا تسأمي...وانتشري كعبير الزهور ليصل شذا دعوتك بامتداد حبك لهذا العمل المبارك...بنية صادقة...وكلمة طيبة ...تصل إلى أعماق القلوب ... احرصي أشد الحرص على تبليغ العلم الشرعي....فلا تكتمي علما ...وهناك من يتعطش لعلمك|...ولا تقبعي خلف أسوار مشيّدة بلبنات الخجل والانعزال .... أليس الأجدى لمن تخمّرت بخمار الخجل والخوف والرهبة ...ان تخوض ميدان بناء المجتمع الإسلامي....؟؟ أليس الأنفع لها في الدنيا والآخرة ... أن تصرف وقتها ...بتبليغ العلم الشرعي..والآمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... ركزي في هذه الآية الكريمة حفظك الله ... قال الله تعالى : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) ( آل عمران:195 ) أخواتي الداعيات ....أترك هذا الموضوع بين أياديكن المتوضئة الطاهرة ... انه أمر عظيم ودور جليل ..... لنبدأ المسير بخطى من الله مباركة .... فهل نلقى لدعوة الخير..أعوانا ....