النهي عن استغلال الزوج لزوجته ظلماً وتعدياً: المرأة تعز عند زوجها وتنمو محبتها في قلبه بإكرامها له، وطاعتها لأمره وقت خلوته وبحفظها منافعه واجتنابها مضاره، وتربيتها ولده، واكتنافها في بيته وقلة خروجها من خدرها إلا لعملها –إن كانت من العاملات- وأن تكون عنده كاتمة للسر، محتملة لمشاق الحياة، وأن تحفظ وقت طعامه، وأن تقدم له ما يشتهيه ويحفظ عليه صحته وعافيته، تصطنعه بطلاقة وجه وبشر، وأن لا تكلفه حاجة ثقيلة، وأن لا تكون لجوجة شديدة الغيرة سيئة الظنون، وأن تحفظ سر زوجها في غيبته وحضوره. قال حجة الإسلام الغزالي: وواجب على الرجال أن يؤدوا حق النساء وأن يتحفظوا بهن من وجه الرحم والإحسان والمدارة ومن أحب أن يكون مشفقاً على زوجته، رحيماً لها فليذكر عشرة أشياء من أحوالها لينصفها بها. أولها أن المرأة لا تقدر أن تطلقه بغير إذن وهو قادر على ذلك متى شاء، وأنها لا تقدر أن تأخذ شيئاً بغير إذنه وهو يقدر على ذلك، وأنها ما دامت في حباله لا تقدر على زوج سواه وهو يقدر على الزواج عليها، وأنها لا يجوز لها أن تخرج من البيت بغير إذنه وهو يجوز له ذلك، وأنها لا يمكنها أن تعزي إلا بإذنه وهو يمكنه ذلك، وأنها تخاف منه وهو لا يخافها، وأنها تفارق أمها وأباها وجميع أقاربها معه، وأنها تخدمه دائماً وهو لا يخدمها دائماً، وإنها تتلف نفسها إذا كان مريضاً وهو قد لا يغتم إن ماتت. فلهذه الوجوه التي ذكرناها يجب على العقلاء أن يكونوا رحماء على النساء ولا يظلمونهن، ولا يجوروا عليهن فإن المرأة أسير الرجل، وإن لم تنطبق كل الصفات السابقة على بعض الزوجات في زماننا الحالي، وخصوصا في ظل نظام العولمة الجديد، حيث أصبحت المرأة في بعض من بقاع الأرض هي الجانب الأقوى على مستوى الأسرة، ولكن مازالت الزوجة في كثير من بلدان أمتنا هي الجانب الأضعف الذي يحتاج إلى حنان الرجل وعطفه عليها