هذه مشاركة مرسلة من عمرو عماد (طالب بكلية علوم، مسلم، مصر). السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحياتي لهذا الموقع الجميل والعظيم والمتطور دائما، يسعدني أن أكتب إليكم اليوم مشاركا في باب تأكيد الذات. الدكتور مصطفى السعدني كل عام وأنت بخير، وجزاك الله خيرا على مجهودك في مجانين وخاصة باب توكيد الذات واليوم أشارك في هذا الباب محددا في ما شاهدته في المجتمع أو حدث لمقربين لي شخصيا بالنسبة لتوكيد الذات. معوقات توكيد الذات 1- معوقات نفسية وهى أن يكون الشخص مصاب بالقلق المرضى أو الوسواس القهري أو أيا من الاضطرابات النفسية التي تعوق توكيد الذات لان وجود هذه الأمراض يجعل صاحبها في رحله للبحث عن الذات ومعالجتها والنهوض بها من بئر الوساوس أو القلق وهذا يتطلب المجاهدة والعلاج واستهلاك الطاقة الذهنية في ذلك ثم يلومه المجتمع والناس على ضياع الفرصة منه في أمر ما و فشله في شيء فلا يستطيع توكيد ذاته المبعثرة. 2- معوقات البيئة المحيطة ( الحياة العملية) أولا: كبت الرأي، لاشك أن الوظيفة والمركز الاجتماعي يساهم في تحفيز النفس على التطوير المستمر لذاتها وأمثله على ذلك الكاتب الصحفي: يستطيع بوظيفته أن يعبر عن ما يشعره عن ما يرفضه فهو يعبر عن رأيه بكل حرية فذلك متاح له لان بيئته المحيطة به المتمثلة في وظيفة الصحفي قد أعطت له ألف فرصه وحفزت ذاته للتعبير عن مشاعره وليس ذلك فقط بل يشاركه الآخرين بالتعليق عن ما كتبه في مقالاته ويتداولها الناس ثم يضعون الكاتب في مكانة المؤكدين لذاتهم، وأنه من أصحاب الآراء العظيمة وعندما يجد أمر في الحياة يهب فيعبر عن رأيه وكأن الوظيفة تحفز وترغم نفس وذات الكاتب على توكيد ذاته إذا تكاسلت. الأديب والمفكر؛ وهو مثل الكاتب الصحفي تحفزه هذه المهنة في التعبير عن الرأي خاصة المشهور منهم والمعروف للناس بفكره فحفزت المهنة كأديب ومفكر (البيئة المحيطة) ذاته ليمسك القلم ليكتب الرأي الذي يراه والذي يشعر به فكشف عن ذاته ومشاعره المدونة على الورق وأكد ذاته عند كل من يقرأها وأكد ذاته لنفسه خصوصا أنه عند تفاعل القراء الذين يجتهدون في المناقشة ويقدرون الرأي، وذلك من مختلف طبقات الشعب. المواطن من عامة الناس؛ ليست بيئته المحيطة تسمح له بنشر شعوره للجمهور كما للكاتب أو الصحفي فيتكلم مع الناس من أصدقائه ولكن صدى ذلك لا يحفز النفس المتكاسلة على الاستمرار في توكيد الذات فتتدرب ذاته على عدم التعبير عن مشاعره فهو إن عبر عنها تكون في مرات قليلة مع أصدقائه، وهم بين ساخر منه وبين معارض له لا يجيد سياسة الخلاف وليس كل الناس كذالك. شبهه: أنا لا أطالب أن يكون التعبير عن الرأي بشكل عام و أن يصبح صاحبه مشهور بل أن ما أقصده يتحقق حتى لو كتب تحت أسم مستعار أو أن يتكلم كل من ليس لديه خبرة في شيء وينشر للناس ولكن أعنى أن الكاتب والأديب تحفزهم وظائفهم على الاستمرار في توكيد الذات بشكل متطور وفعال. استنتاج هام: مما سبق يظهر أن البيئة المحيطة تحفز النفس على توكيد الذات لذالك يجب علينا خلق البيئة التي فيها نستطيع تحقيق ذاتنا ومن بين ذلك اقتراحات للتغلب على معوقات البيئة في كبت الرأي 1- عمل جلسات حوار تضم الزملاء يتناقشون ويتبادلون الآراء ويخصصون ذلك الوقت لهذا الحوار كما كان زمان من صالونات الفكر والأدب. 2- عمل مجله في ميدان العمل إن أتيح ذلك. 3- كتابه ما نشعر به و أرائنا في أوراق يعنى خواطر أو مدونات و محاولة توصيلها لنشر أو طباعه في إحدى الصحف أو المجلات كرأي القراء أو في مشاركه لبرنامج تلفزيوني حواري هادف وما أكثرهم الآن على بعض القنوات الفضائية أو مشاركة في مواقع متميزة مثل موقعكم أو مواقع إخبارية متميزة كا البي بي سي وموقع قناة العربية التي تسمح بإضافة تعليق وليس شرط أن يعرف اسمك وتشتهر بل أن يستفيد من رأيك الآخرين وربما تسمع تعليقاتهم فيدفعك للمزيد. 4- محاوله التواجد في الندوات التي يحضرها أهل العلم في كل التخصصات ومتابعه رحلتهم بالتواجد معهم أو قراءه كتبهم حتى تتعلم النفس منهم ومن توكيدهم لذاتهم ثانياً: كبت الفعل؛ لو تمت مقارنه بين الطالب الجامعي الخريج الجديد الذي لم يعمل بعد وبين الخريج الذي أتيحت له فرصة عمل بسرعة عن طريق والده بالواسطة أو حتى فرصة متميزة عن بقية زملائه يعنى عقد عمل بالخارج فهو يحاول أن يزيد المعرفة والثقافة ويتعمق في المادة العلمية مرة أخرى بقراءتها لأن ذلك له فائدة ويقول الناس عنه أنه هو ذاته وأصبح كادرا مختلفا ويكون مشرفا لأهله ويفرح أهل من يتقدم لخطبتها والذي لم تتح له فرصه عمل مرموقة ومتطورة ينسى المادة العلمية ويكتئب وربما يكون أكثر مهارة وأكثر دقة من الآخرين. أعلم أن الأرزاق مقسمة من عند الله ولكن لا تحكموا على من لم يجد فرصه أنه فاشل أو كما نقول نحن المصريين العشرة بقرش هناك من لديهم سلطة ما في عمل شيء مفيد لتأكيد ذاتهم كالمدير والوزير والغني عضو مجلس الشعب، وهناك الذي لا يملك القدرة ليعمل شيء فيتهمه الآخرون والمجتمع بالعجز وعدم التفاعل مع الآخرين فعل فعلا لا يسمح له به ولا تثق الناس فيه. الحياة الأسرية؛ الأب لا يستطيع توكيد ذاته بين القسوة في المعاملة وبين اللين والمرح والطيبة فيكون الأمر بيد الأم الموجهة فهو لا يجيد جلسات الحوارات الأسرية ولا يجيد التعبير عن مشاعره نتيجة مشاكل العمل والحياة وتوفير المال. اقتراحات لنشر الثقة وتوكيد الذات في الأسرة 1- أن يحاول الأب أن يشركهم في قراراته أو أمور البيت. 2- أن تكون هناك جلسة أسرية لمناقشة موضوع ما ويقول كل واحد منهم رأيه. 3- أن يطلب الأب أو الأم من الأولاد رأيهم في مقالة بجريدة أو كتاب مفيد حتى يتربى الأولاد على التعبير عن رأيهم. 4- أن يربى الأب الأولاد على تحمل مسئوليه اختيارهم مع نصحهم. صور تأكيد الذات في عيون المجتمع 1- تأكيد الذات المادي المعنوي الظاهر الفعال: وأعني به أن يؤكد الشخص ذاته في عمل مجاهدا نفسه واثقا في ذاته مجاهدا كل سلبياته مقاوما العقبات ويحاول أن يقوم نفسه ويضبطها معبرا عن رأيه فيكتسب صفة تأكيد الذات المعنوي ثم يتوج هذه الروح في عمل ناجح مفيد للآخرين عمل مادي على أرض الواقع ظهر للناس توج توكيده لذاته ولفكره وتعبه فيكتسب صفة المادي والظاهر ومثال على ذلك العالم فهو يؤكد ذاته في شخصيته ويقومها لكي تنهض لعمل علمي عظيم يتوج به سهره ومعاناته وشخصيته المبدعة ثم ينجح فيه وينال جائزة عليه يشهد عمله من حوله والعالم وهذا أفضلهم على الإطلاق ومحمود لدى المجتمع أيضا وهذا جميل. 2- تأكيد الذات المعنوي الفعال ونظرية العشرة بقرش: وفيه يبنى الشخص شخصيته ويقومها ويطورها بكل ما لديه من قوه منميا ثقته بنفسه، وكذلك أسلوب حواره وأسلوب فكره حتى يصبح من أصحاب الشخصيات الجذابة من حيث رجاحة عقله وفكره لمن يعظم ذلك ويعرف قدره لكن هذا غير ظاهر للناس البعيدين عنه في عمل يتوج ذلك بسبب عدم الإمكانيات فلا يكون له منزلة بين الآخرين والمحيطين به وكأنه متسبب في الإمكانيات وإذا تقدم لفتاة يخطبها لا يوافقون عليه وربما كان أفضل منه عقلا وأعظم منه شخصيه وهذا لأن ذاته وشخصيته لم تتوج بعمل فلا يجد صدى لذلك إلا تكاسل نفسه؛ لان المجتمع يعامله كأنه مثل البقية العشرة بقرش وكذلك الباحث في العلوم التطبيقية لا تلتفت إليه الدولة بأي اهتمام لا أقول أن تنفذ البحث فنحن دوله لا تمتلك التقنيات اللازمة للبحث ولكن تهتم بالبحث وبصاحبه وتحاول أن توفر له ذلك بالسفر إلى جامعات أوروبا وأمريكا وعلى نفقة الدولة ولكن تطبق الحكومة مبدأ العشرة بقرش ويكون بحثه في أدراج الدولة. وعندما يهتم به الغرب ويعمل عملا جادا هناك تأتى الدولة وتقول أبننا ومن عندنا أنا لا أطالب أن نعامل من توج ذاته بعمل كمثل من لم يعمل عملا ولكن أن يكون لكل منهم حقه؛ يعنى من توج شخصيته بعمل يكون 8 درجات من عشرة والذي لم يتوجها بعمل ولديه شخصيه عظيمه وطموحه أن يكون 5 من عشرة ولكن المجتمع يعامله أنه صفر من عشرة -إلا من رحم ربي- بل يجب أن يعرف المجتمع أن نظريه العشرة بقرش ظالمة لقدرات الشخص وأن مقاومة الذات السقيمة، وتنمية الذات وتقويمها من أصعب الأمور وأجلها شرفا ولنا في أمير المؤمنين عمر رضي الله عنة قدوة حين سئل عن أمنيته قال أتمنى رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح فلقد كان يقدر الرجال. 3- تأكيد الذات المادي الظاهر فقط: ومثاله أن شخصا ما لديه إمكانيات وأموال أن يفتح مصنع كبير ثم أشتهر وكبر هذا المصنع وأصبح من الشخصيات التي يشار إليها بالبنان رغم أن شخصيته فارغة ولا تقاوم نفسها ولا تجيد التعبير عن مشاعرها وأرائها ولا تستطيع تحمل المسئولية وهذا أقلهم تأكيدا للذات عظمة وجمالاً والمجتمع يعطى لهذا النوع الأفضلية في كل شيء. والسؤال كيف نعرف الفرق بين النوع الأول والثالث؟ ممكن بمعرفة السيرة الذاتية للشخص أو التحدث معه ومعرفه شخصيته وتعاملاته مع الآخرين الفرص وتأكيد الذات الفرصة لعمل شيء تعكس وتدل على الشخصية، لذا فهي تفيد في توكيد الذات ولكن يجب علينا أن لا نقيد أنفسنا بها وأن لا يحكم المجتمع من فرصة واحدة على شخص ويحكم على شخصيته مثال الطالب الذي لم يحصل على مجموع في الثانوية العامة كبير أو لم يدخل كلية من كليات القمة فينظر المجتمع إليه أنه شخصية غير طموحة فارغة لا تستطيع توكيد ذاتها ولا تحمل مسئولية وكذلك أهله وربما عندما يدخل كليه أخرى يكون أكثر تفوقا أو يكون أكثر نضجا في شخصيته في الحياة العملية وفى حل المشاكل والتعامل مع الآخرين، لابد أن نعطى للناس فرص متعددة للشباب وألا نحكم عليهم من فرصة واحدة. التقمص وتأكيد الذات أن تقمص شخصيه أكدت ذاتها يحفز النفس على أن تسير على نهج هذه الشخصية لذلك ففي السير الذاتية للصحابة والعظماء والقادة والزعماء ما يحفز النفس ولكن هناك مشكله إهمال ذلك، وليكن الحل أن يتم القراءة في سير من أكدوا ذاتهم بشكل مستمر وأن يتم زيادة الجرعات مع زيادة كسل النفس، ومحاوله تطبيق ما فعلوا بشرط أن يكون لك بصمتك الخاصة على الموضوع. أساسيات هامة 1- ثقتك بنفسك أستمدها من ثقتك بالله. 2- ليس ضروري أن يكون توكيدك لذاتك بعمل كبير جدا مثل عظماء التاريخ أو المشهورين أو المبدعين ولكن لابد أن يكون مؤثر في شخصيتك وفى حياتك وفى الآخرين وأن يرتقي بك وبنفسك دائما ولتكن من أصحاب الشخصيات الجذابة. 3- ليس مطلوب الشهرة في رحلة توكيد ذاتك بل إن كانت تابعا فلا بأس بذلك، أما أن تكون الشهرة مجرد هدف لك ؟ فلا ابدأ بتوكيد ذاتك في أشياء صغيرة ابدأ بالحوار والتعامل مع الأسرة ثم العمل ثم قم بأعمال قصيرة عادية يكون عليها بصمتك وتنعكس عليها ذاتك مثل تنظيم الحجرة مثلا أو كتابة رأيك في كتاب قرأته فذلك يُعوِّد النفس على التعبير عن ما فيها. الإسلام وتنمية الثقة بالنفس 1- أصر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتمم بعث أسامة بن زيد رغم صغر سنه وإن كره بعض الصحابة ذلك؛ لكي يعلمه تحمل المسئولية في الصغر. 2- كان يستشير الشباب والصحابة في أمور وأخذ برأي سلمان الفارسي في حفر الخندق. 3- احترام النبي رأى وشعور الطفل واستأذن الطفل كما في الحديث. أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه، وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره، فقال: (يا غلام، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ). قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله، فأعطاه إياه. صحيح البخاري. 4- احترام النبي صلى الله عليه وسلم رأى النساء كما في الحديث، زعم ابن أمي، أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ. صحيح البخاري. احترم النبي تصرف أم هانئ أنها منعت أخاها سيدنا على بن أبي طالب من قتل شخصين قد أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمهم وحمتهم وكانت العرب لا تعترف بإجارة النساء. الحقيقة أن مسألة توكيد الذات والثقة بالنفس وتنمية الشخصية كلمات واعدة نحتاج لها في تنمية كل عوامل بناء الشخصية السوية كما بينت حضرتك من تحديد الهدف وفقه الأولويات والقضاء على الأفكار السلبية وغيره لذلك هي من أهم الموضوعات. جزاك الله كل خير عليها. إننا في أمس الحاجة لشخصيات جادة واثقة في ربها وقدراتها لا شخصيات هشة ضعيفة تهاب العلو والسمو فتبقى حبيسة الفشل والخوف خاليه من الإبداع أو حتى الإنجاز؛ ففي ظل هذه الأيام نرى العجب العجاب في الدين يأتي جاهل ليتطاول على صحيح البخاري ويدعي أن به أحاديث موضوعة دون علم منه بهذا العلم الصعب، والتطاول على مصادر السنة وعلى القرآن الكريم بالتأويل الفاسد دون علم وهم بذلك يهدمون الدين والشباب يشغله أشياء تافهة؟ فأين العلماء وطلبة العلم ليردوا على هؤلاء؟!!، وبخصوص العلم التطبيقي أين علماؤنا الذين ينهضون بعقولنا واقتصادنا؟؟!!، هم قله!، والشباب لا يعتني بذلك!!. أين الشباب من الشعراء العظام الذين يكتبون آلام الشعب ويحمسونه على الجهاد؟!! قال الشاعر لا أحب الإنسان يرضخ لوهم ويرضى بتفاهات الأماني يهاب أن يمسك النور كميت في ظلمة الأكفان نحن في أمس الحاجة للشخصيات المؤثرة الطموحة الواثقة بقدراتها القادرة على تحمل المسئولية حتى نسود العالم مرة أخرى في كل العلوم كما كان أجدادنا من قبل. أرجوا نشر المشاركة وجزاكم الله خيرا. نثق في علمكم نثق في ضمائركم. وفي النهاية: أريد من سيادتك يا دكتور مصطفى 1- تعليق سيادتكم على ما كتبت تحت عنوان توكيد الذات في عيون المجتمع وأشكال توكيد الذات؟! أنا متفق معك في معظم ما قلت، أما موضوع العشرة بقرش فذلك من نتاج وحصاد عدم تأكيد الذات. 2- كيف يمكننا صناعه بيئة محيطة لتساعدنا على توكيد ذاتنا بشكل مستمر ومتطور وما تعليقك على ما اقترحته لعمل هذه البيئة في البيت والحياة العملية؟ أهم وسيلة لذلك هو أن نكون قدوة لأبنائنا سواء في الجيل الموجود حالياً أو الجيل القادم، وعندئذ ستكون البيئة المحيطة بنا جميعاً مساعدة للصغار والمراهقين على توكيد الذات، ويصبح تأكيد الذات خاصية من خواص مجتمعاتنا. والبداية دائماً هي تشخيص الخلل وعندئذ سيكون العلاج سهلاً بإذن الله تعالى. 3- هل لكتابة خواطر لنا عن مشاعرنا وأفكارنا على الورق تساعد نفوسنا في إخراج دررها من داخلنا؟
** بالتأكيد أخي عمرو، وأنا شديد السعادة برسالتك الطويلة وأعتبرها ثمرة جيدة لما نُشر عن تأكيد الذات، وأتمنى من كل المتابعين لمقالات تأكيد الذات أن يدلوا بدلوهم ويذكروا لنا خواطرهم ومشاعرهم وأفكارهم ووجهات نظرهم في هذا الموضوع الذي أراه هاماً جداً لمستقبل أمتنا الواحدة، وبالذات عندما يتبناه الشباب كطريقة لحياتهم وحياة أبنائهم فيما بعد، وذلك لأن الحرية والاعتداد بالنفس ليسا منحة أو عطاءً من أحد ولكنهما إحساس فلابد أن نحسهما و نشعرهما ولننهض من كبوتنا. (هل لتقمص الشخصيات الناجحة والمؤكدة لذاتها مع إضافة بصمة لنا -حتى لا يكون تقليد أعمى– دور فعال في توكيد الذات؟)، أتفق معك 100% ، وخير قدوة لنا هم سلفنا الصالح من الأنبياء: سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أكد ذاته أمام والده والنمرود، وسيدنا موسى عليه السلام عندما واجه فرعون الطاغية غير آبه، وسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام منذ أن واجه بني إسرائيل و هو في المهد صبياً، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما واجه كفر صناديد قريش العرب وقسوتهم صابراً مجاهداً محتسباً أجره على الله، ويأتي بعد ذلك الصحابة المقربين والتابعين لهم بإحسان، ثم أحرار هذه الأمة من الصالحين، والذين لا يخشون في الله لومة لائم، هؤلاء هم نعم النماذج لنا في تأكيد الذات