في واقعنا العربي الإسلامي المعاصر يقع الجنس فكرًا وممارسة في دائرة المسكوت عنه إلا في دوائر المتخصصين الأكاديميين، أو الكتّاب والكاتبات من غير ذوي الاهتمام بالدين كمرجعية لأنشطة الحياة وغالب خطابهم يعبر عن قلق ومحاولة لممارسة الحرية الشخصية، أو حرية الكتابة في الممنوعات بشكل فيه مغازلة أو تقليد للغرب أكثر مما يهدف إلى تقديم اجتهاد أو إضافة. وما زال السؤال حول هذه الأمور في دائرتنا الإسلامية محاصر غالبا وصاحبه مُتَّهَم! والخلط شائع بين من يقصد مِن تناول هذه الأمور إشاعة الفاحشة فيظهر هذا في أسلوبه ولحن قوله، ومن يقصد سبر غور الظواهر ودراسة المشكلات وتقديم الحلول النافعة للناس. والنتيجة غيبة أية كتابة رصينة تتناول الجنس غير الكتابات الغربية متدرجة المستويات، متنوعة الاقترابات؛ إذ يُعتبر الجنس من الموضوعات الأثيرة في الإعلام بأنواعه، والبحث بدوائره، والاهتمام العام والحياة اليومية وتفاعلاتها، وليس مصادفة أن تصنيف المجلات الجنسية، أو التي تتعرض لهذه الموضوعات يأتي تحت عنوان و يرصّ فوق أرفف الـ (Life Style) لأن الجنس أصبح عندهم أكثر من مجرد نشاط، إنه "نمط للحياة" بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. والحاصل أن الأطروحات الغربية تبقى الأوسع انتشارًا والأكثر تأثيرًا حتى بين المسلمين أنفسهم، بل إنها تبقى وحدها -أحيانا- تجتاح العالم كله بتصوراتها وأساطيرها المتدثرة بالديباجات العلمية بلا منافسة تقريبًا، إما لأن الآخرين ليس لديهم طرح مختلف، أو أنهم لا يدركون معالم هذا الطرح المختلف، أو لأنهم يستحيون من عرضه!! الجنس في الثقافة الغربية : تاريخ الجنس في الحضارة والثقافة الغربية، أو الحضارات والثقافات الغربية يلفت النظر، ويسترعي الانتباه والدراسة، لنفهم مصادر ما يحدث وأصوله. ففي المكون المسيحي: يرتبط الجنس بالدنس والخطيئة، والبعد عن الله والطهارة ومعالي الأمور، وكانت المرأة رمزًا للغواية، وسبيلاً للشيطان الذي يهتم باجتذاب الرجل إلى فعل الشر؛ حتى أن بعض التفسيرات المبكرة لسلوك ارتداء بعض الذكور لملابس النساء -بما يعد اليوم تعبيرًا جنسيًا- أنه يقصد إلى إبعاد الشيطان لأنه لا يهتم بإغواء المرأة، وكأنها طبقاً لهذا التصور أقل من أن تستحق حتى الغواية، أو لأنها لا تحتاج إلى غواية لأنها من أدواتها!! وفي المكون الفلسفي اليوناني: فإن قصة من تراث أفلاطون تقول: بأن الخلق جميعًا كانوا يجمعون بين الخصائص الأنثوية والذكرية في كينونة واحدة، وقد قويت هذه الكينونة لدرجة أن تمردت على الخالق !! وفي إطار الصراع والتحدي قسَّمها الإله "زيوس" إلى طبيعتين وكيانين؛ فأصبح الرجل والمرأة كيانين منفصلين، ومن وقتها تتجه عواطف كل جنس إلى الآخر ليتّحدا من جديد "ضد مشيئة الإله"!! والمكون الفرويدي: انبثق عن هذا المناخ، وعلى هذه الخلفيات ليُحلّل، ويفسر الواقع والرغبات والأفعال بنظريات تتحدث عن الوعي واللاوعي، والكبت، وعن الذات، والأنا العليا وغيرها من الأطروحات الفرويدية الشهيرة والهامة. المكون الدارويني: هو الرافد الذي ما زال يكمُن حتى الآن في الخطاب الغربي عن الجنس الذي يقارن دومًا بين السلوك الجنسي في الأجناس والكائنات المختلفة، ويعتبره في الإنسان مجرد تطور أو رُقي في تعبيراته وطقوسه، لكنه أصلا يرتبط بالسلوك الحيواني ويمكن فهمه ولو جزئيًا بدراسة هذا السلوك ومراقبته وتحليله. وبالجملة فإن المكون الذي يُمكن تسميته بالعلماني في تطوره وتجلياته، ويمكن تسميته بالحداثي في فلسفته وأدواته، يسهم في تشكيل الموقف من الجنس في الثقافة والحضارة الغربية على نحو سنتعرّض له فيما يلي: وهذه الجذور وأمثالها تفسر لنا الموقف من الجنس في الحضارة الغربية الحديثة حين تحمل تجاه موقف "الانفلات" ـ الذي تعيشه متمحورة حول الجنس كنمط تفكير وسلوك ـ مشاعر "تجمع بين لوم النفس على ممارسة الخطيئة" و بين "الراحة نتيجة التنفيس" بدلا من الكبت. وتحمل تجاه المواقف المختلفة عن موقف "الانفلات" مشاعر تتراوح بين الرثاء والتحدي، والدهشة في مشاهدة تفاصيل تبدو غامضة ومثيرة، والرغبة في تحرير "الآخر" من التخلف الذي ما زال يعيش فيه!! الجنس في ثقافتنا : الجنس في ديننا وحضارتنا وثقافتنا شيء آخر فلا هو بالدنس، ولا الخطيئة التي تتطلب التواري والخجل؛ بل هو نشاط مرغوب ومحبب إلى النفس التي خلقها الله وزيّن لها حبّ الشهوات، وجعل سرور الإنسان فيه عظيم، ولذلك يوجهه إلى ما يكتمل به الإمتاع من حدود اجتماعية وصحية وفطرية. وليس في القاموس الإسلامي في القرآن والسنة، ولا في تراثنا العريض أدب وتاريخ وشعر ما يرى في الجنس شيئًا مستقذرًا؛ بل يدور هذا التراث ـ فيما يبدو ـ حول الاستمتاع بهذه النعمة الجليلة في إطار ما شرعه الله لها. وفي تطورنا الحضاري عرفنا تعبيرات متنوعة عن الجنس، وعن طقوسه، بل وآدابه وفنونه، ولا يتسع المجال هنا لذكر أمثلة مما في كتب التراث مما صنَّفه أعلام كبار من أمثال: ابن حزم، والسيوطي … وغيرهما. وقد لوّنت ثقافتنا الجنس فيها بلون خاص، وطبعته بطابع متميز في التعريض بدلاً من التصريح، والستر أكثر من الجهر، بل أفاضت في الوصف بالكلام عما أمسكت عن رسمه أو تصويره أو تجسيمه، وانعكس هذا في تفكير الناس، ورغباتهم وأحلامهم عن الجنس، كما انعكس في سلوكهم حول ما يُعتبر سلوكًا "جنسي التعبير" في الحدود المقبولة، مثل: الزينة الظاهرة من حنَّاء وغيرها، وما يعتبرونه جذَّابًا ومُعبِّرًا. وكان الواقع الذي يعيشونه يؤكد هذا، ويساهم في إعادة إنتاجه، بحيث كان واقعًا مفتوحًا يتمتع بحرية جنسية عالية، ويحتل الجنس فيه أهمية كبيرة كما ينبغي، ويجري كل هذا دون تهتك أو انفلات أو شيوع للفاحشة في الملبس أو السلوك العام. ولذلك فإن عالم المسلمين عبر الأندلس نقل إلى أوروبا فكرة الحب الإنساني الراقي، وفنون الإمتاع والاستمتاع بما كان مفتقدًا عند أهل الغرب في ذلك الوقت، وظل الأمر هكذا حتى استلم الآخرون دفَّة الحضارة، وبدت في المشهد تفاصيل أخرى مختلفة. ثورة التحولات والتطلعات : تطور أو تغيير هائل حدث فيما يمكن تسميته "أدوات صناعة المعاني" فمن الثقافة القائمة على الكلمة إلى الثقافة القائمة على الصورة كانت الرحلة، وبينهما بون شاسع في شأن الجنس بدءًا من تجسيد الخيال في صورة أو صور بعينها، وتأثير ذلك على الرغبات وعلى السلوك بعد ذلك، فأنت عندما تتخيل الآن تفكر في صور وهيئات وأوضاع معينة رأيتها في فيلم، أو على صفحة مجلة أو على شاشة كمبيوتر. وطغت في الصورة وثقافتها معايير أخرى وتعبيرات مختلفة عن الجنس؛ أهمها التعري والتكشف، وبعد ذلك البحث عن الغريب والمثير عندما أصبح العادي يكاد لا يثير أحدًا!! وثقافة الصورة قائمة على الإبهار باستخدام تقنياته، وعلى استثمار الفارق بين الصورة والواقع في التركيز على لقطة محدودة في نطاقها، وأكبر في نسبة أحجامها "مقارنة بالأصل". والصورة غالبًا وبهذه الطريقة تكون أجمل من الواقع وأبهى، وتجعل من التخيّل عملية بسيطة؛ هي إعادة إنتاج لصور وأشكال حدثت رؤيتها سلفًا، وفي هذا تضييق لمجال الإبداع إلا في تخزين الصور، وتركيب خيالات منها!! من الجارية إلى العارضة… تنميط المثال: يحتاج الأمر إلى دراسة مستفيضة لمعرفة جذور وملابسات التحول من احتقار المرأة بالتهميش والربط بالدنس والدنو، إلى احتقارها باستخدامها محورًا لأنشطة تجارية وإعلامية واسعة تتخذ من الجنس "نمطًا للحياة". ومن أهم عمليات هذه الأنشطة وضع معايير محددة للجمال عبر الإصرار على رموز بعينها، وتقديمها على أنها نماذج للجمال. في مباريات ملكات الجمال، وفي عروض الأزياء، وفي أفلام السينما، وعلى أغلفة المجلات، وفي الإعلانات والواجهات جرى ويجري تحديد مواصفات المرأة الجميلة الجذابة المثيرة، ولن تجد في هذه الرموز المختارة امرأة بدينة أو قصيرة القامة أو غير ذلك مما هو شائع في عموم النساء. وعندما تتعرف على حياة هذه النماذج تدهشك لأنها حياة غير طبيعية وغير إنسانية: فالأكل والنوم والحمل والرضاعة وكل نشاط له علاقة بالجسد ينبغي التحكم فيه بصرامة ليحتفظ الجسد بمثاليته أطول فترة ممكنة، أما العواطف والعلاقات، فكل ما يتعلق بالمشاعر التي تؤثر في الحضور والبريق والنجومية فينبغي حسابها حتى تظل النجمة تحتل الأغلفة، وتخطف الأبصار. ولا نعلم الفارق بين الجارية في الزمن الماضي، وبين هذه الرموز غير أن الأولى كانت تُعطي نفسها لسيد يملكها أما الثانية فسيدها..جسدها!! من الماشطة إلى الجرّاح … صناعة الجمال: وكأن الأمر لا يكتمل إلا بدخول الجنس عالم الصناعة، فنحن نتحدث عن سلع ومنتجات: مطبوعات، وأدوات تجميل، وأزياء، وأغذية، وأدوية … وغيرها. فإذا عجزت التدريبات الرياضية، والأغذية السليمة في تكوين الجسد المثالي تشريحيًا؛ فلماذا لا يتدخل مبضع الجرّاح ليُصلح ما أفسده الدهر. وتحت شعار أنه "لا يوجد امرأة غير جميلة، ولكن توجد امرأة لا تستطيع إبراز أنوثتها وجمالها" تدور رحى المعارك وعجلات المصانع، وجهود عقول جبارة في التفنّن في صناعة المتعة والجمال؛ ليصبح المثال في متناول الجميع مقابل ثمن حسب المطلوب عمله، حتى أصبح جراحو التجميل هم الأعلى دخلاً في أمريكا، وتسمع عندهم عن تكبير وتصغير وترقيع وشد وحقن وهي عمليات تُجرى على الجسد لتشكيله. ولا ينفصل عن ذلك صناعة الجنس بل هما متلازمان تندرج فيهما الفتاة التي تصلح من سن مبكرة لتصبح نجمة في أقرب فرصة حسب مؤهلاتها وشخصيتها .. الخ. وتتكون صورة الرمز الجنسي المثالي في الذهن مبكرًا من الطفولة تأثرًا بتفاعل خلفيات الثقافة والممارسة الاجتماعية، والصور المحيطة. من الإيحاء إلى الصياغة … تشكيل الخيال: في إطار ما تقدم، واستنادًا عليه وصلنا اليوم إلى درجات عالية من القدرة على تشكيل الخيال، فلم يعد الأمر يقتصر على تغذية العقل بمجموعة من الصور؛ بل نحن نتحدث عن طوفان من المشاهد تمر بها العين، ولم يعد الأمر مجرد تكرار أنماط بعينها في الأشكال والأوضاع والأفعال وتحريكها في مساحات ومواد يختلط فيها المبالغ فيه بالممكن، والتمثيل بالواقعي. ولم يعد الأمر مجرد استثمار لحب الناس للجنس، وتفكيرهم الخيالي فيه، بل وصلت الأمور إلى حد تشكيل الخيال الذي منه تنبع الرغبات لتترجمه إلى واقع، وتتلاقى الصناعة مع الرغبات لتساعد على تحقيق الخيال الذي يتم تشكيله فنصبح أمام خيال مصنوع، ورغبات مصنوعة وواقع مصنوع. وربما يمكن أن نستبدل "مصطنع" بمصنوع!! وبالتالي لم يعد الخيال هو مجرد تنفيس عن مشاعر وأحاسيس ورغبات مكبوتة، بل أصبح عالماً كاملاً ؛ يمكن بل ويتم تشكيل مادته بحيث يمكن الحديث عن الخيال كأحد ضروب الممارسة الجنسية التي تصل معها بعض النساء إلى ذروة النشوة، كما تم تسجيل حالاتهنّ في أبحاث علمية منضبطة. وبعضهنّ يقلن: "إننا نصل إلى ما نريد اعتمادًا على أنفسنا، وباستخدام بعض الأدوات أحيانا دون الحاجة إلى شريك نطلب منه ونفتقر إليه". والخيال المصنوع هذا يتجلّى في الأسئلة التي تطلب فتوى بموقف الشرع من أوضاع وعلاقات جنسية، وهيئات وممارسات منقولة بالتأكيد من صورة في مجلة، أو مشهد في فيلم..إلخ. الخيالات الجنسية: المشكلة والحل "الخيالات الجنسية" إذن لم تعد هذه الصور والتخيلات البسيطة التي تدور في الذهن مثل أحلام اليقظة لتعبر عن رغبة أو تتفاعل مع رؤية، إنما أصبحت عملاقًا يتمدد، ويكتسب كل يوم قوة جديدة مع تقدم الصناعات سالفة الذكر، ومع تقدم وسائل الاتصال وتوصيل المعلومات والخبرات، ونقل منتجات الثقافات. والكمبيوتر يمثل نقلة نوعية هائلة تتميز عما سبقها في عنصر التفاعل بين المرسِل والمتلقي، وقدرة عالية على تقريب الواقع من الخيال بهذه التفاعلية، وتقنيات وخصائص أخرى تميز الكمبيوتر عن غيره من وسائط الاتصال. فأنت اليوم لا ترى الصورة ثابتة ومتحركة فقط، ولا تقرأ عن الخبرة أو تشاهد ممارستها فقط، إنما يمكنك اليوم أن تمارسها على نحو ما بالاتصال لا بالفعل، أي أن تمارسها في هذا الفضاء المسمّى "بالواقع المتخيل" أو "الخيال المتشكل" وهذه القوة التي وصل إليها الخيال تجعل منه في الممارسة الإكلينيكية مشكلة أحيانا وحلاً أحيانا أخرى. لن أنسى إجابة أستاذ الرياضيات -وكان متدينًا ملتحيًا- حين سألته عن مشاهدة الأفلام الجنسية -وكنت في المرحلة الثانوية- فقال: مشكلة هذه الأفلام أن المتزوج حين يراها لا يقنع بما عند زوجته، وغير المتزوج لن يجد من تُرضي تطلعاته. في تراثنا قول مأثور عن أنواع النساء، ومنهنّ "البكر" التي يُنصح بالزواج منها؛ لأنها أن رأت خيرًا حمدت الله، وإن رأت غير ذلك قالت: كل الناس مثلنا". أما من رأت، ومن رأى، فخيال يجمح ونفس تطمح!!! والحالات المرضية تتنوع: زوج يرى الإشباع في أوضاع وهيئات وطقوس معينة، وزوجته لا تتجاوب معه في "مطالبه" زوجة لا ترى في زوجها الحد المعقول من "الوسامة" المتوقعة. والعديد من البنات لا يعجبهنّ شكلهنّ!! البدينة تشكو، والنحيفة تشكو، وقد يصل الأمر إلى برامج غذائية تنتهي بمراجعة المستشفى وعلاج نفسي طويل وصعب. وقد يتطور الأمر إلى علاقات متعددة تبحث عن الإشباع فلا تصل إليه لأنه مجرد خيال،أو يصل الأمر إلى الانتحار عند فتاة لا ترى جسدها كما ينبغي أن يكون، والصور تتكاثر وتضغط، والخيال يتشكل، ويضغط فيصبح مشكلة للمتزوج، ومشكلة أكبر -ربما- للعازب غير القادر على الدخول في علاقة حقيقية مكتملة، فيستبدل هذا بالخيالات طوال اليوم، والعلاقات على الإنترنت. الخيال يمكن أن يكون حلاً كما ترى بعض الأبحاث الطبية حين يعمل بإبداع باحثًا عن تجديد وتغيير فيما أصبح روتينياً معتادًا في العلاقة بين الزوجين. أو عندما يكون الصندوق الذي نحتفظ فيه بما لا نريد ممارسته، أو لا نستطيع لكنه يمر بخاطرنا أحيانًا. أو عندما يساعد في تطوير الاستجابات والأداء مع الطرف الآخر. أو عندما يستثمر لملء الفجوة بين المتاح والمنشود، أو الواقع والمتخيل بمعنى تمرير ثغرة أو نقاط غير محببة في الشريك، ويكون الخيال هنا هو السبيل للاستمتاع في علاقة ليست مكتملة الإمتاع ماديًا. أما أن يكون الخيال بديلاً عن علاقة حقيقية، ورائدًا لترتيب الأوضاع على نحو غير مقبول من الطرف الآخر دينًا أو عرفًا أو طبعًا فإنه يكون في هذه الحال مدخلاً للخلافات، وربما للجنون