عدنان النعيم
« الوجه الآخر للأرباح »
هناك سؤال يطرحه الكثيرون من أصحاب الأعمال والمستثمرون، لماذا ارباح المنشأة عالية والسيولة قليلة اوالعكس؟ والإجابة تكمن في كيفية تشغيل موارد المنشأة وتحويل هذه الموارد الى أرباح. وكثيرا ما يحدث جدلا حول ماهي الأرباح المقبولة والمعقولة وبدا هنا كأن تحولا في نظرة المستثمرين الى نظرة الحد الأدنى والحد الأعلى من الأرباح. أرباح مقبولة أومعقولة تلفت النظر إلى تغير حيوي استجد حول مفهوم الربحية ويدور حول مقدار الربح المطلوب للحكم على المنشأة بالنجاح والتفوق, ولمناقشة هذه المسألة لا يتطلب ذلك تحليل معادلات مالية معينة ولكن يفيد في الإشارة إلى طريقة تحديد مقدار الربح الذي تحصل عليه المنشآت, واليوم ينظر إلى بيئة الأعمال كبيئة معقدة وديناميكية تشتد فيها المنافسة والتكالب على السوق وينظر للمشترين كأناس لهم أذواق متقلبة وحاجات متشعبة ولن يكون البيع لهم ممكناً إلا عن قناعة قوية ورضا تام . لذا فقد برزت في نظرية الربحية أخيراً مقولات عن الدور الذي تلعبه (( آليات السوق )) في تحديد مقدار الربح بحيث لم يعد هذا الأمر مسألة خاصة بالإدارة والمنشأة تحددها كما تشاء. واذا نظرنا الى العلاقة بين( الربح والمخاطرة ) ويعني ذلك أنه كلما زادت المخاطرة برأس المال وارتفعت نسبة المخاطرة ازدادت الأرباح ، وكلما كان الاستثمار مضموناً ورأس المال فيه سالماً كان الربح والعائد منه أقل ، أي توجد علاقة طردية بين الربح والمخاطرة . لذا قياس الأرباح يحتاج الى فهم عميق وربط جميع الأحداث بجميع العمليات المالية التي تقوم بها المنشأة , فقراءة القوائم المالية وحدها لاتكفي لانها تعكس واقع العمليات الاقتصادية التي يمكن قياسها بالنقد , وظهر في الآونة الخيرة من ينادي باضافة المعرفة التي تملكها المنشأة, الذي لو طبق فعلا سوف يزيد من قيمة المنشأة اقتصاديا وبالتالي ارتفاع الرباح مستندين في ذلك الى ان ماتملكه المنشأة من معرفة وخبرات يملكها موظفو المنشأة يجب ان تقاس بوحدة النقد والذي بالتالي سوف يميز منشأة عن غيرها . فهناك مسافة بين مصدر الأموال من نقد او أصول عينية وهي المصدر ( رأس المال ) والأرباح وهي الغاية التي ينبغي ان تنعكس في شكل نقد في نهاية المطاف أو مضاعفة أصول النشاط , فدراسة هذه المسافة يجب ان تتم بشكل شمولي لما تحتويه من احداث اقتصادية تأثرت بها عمليات المنشأة أو احداث وضروف خارجية لايمكن قياسها او التعبير عنها بلغة رقمية. ومع تطور الأحداث التي قد تؤثر على احداث المنشأة بشكل مباشر او غير مباشر بشكل دراماتيكي , اصبح من المهم ان يلتفت المستثمرون وأصحاب الأعمال من أي وقت مضى الى دراسة هذه العوامل , فلا أحد يغفل اننا نعيش وضعا اقتصاديا عالميا معقدا فرض تغييرا عل العديد من الممارسات والأشكال الادارية المتبعة لبقاء المنشأة وسط التنافس. فبزوغ اهمية التخطيط المالي والتحليل المالي والأنظمة الرقابية والموازنات لمواجهة التغلبات الاقتصادية المستمرة .